انتهت، الانتخابات المحلية لاختيار أعضاء المجالس الشعبية البلدية، والمجلس الشعبي الولائي، في ظروف تنظيمية جيدة، حيث عرفت المراكز الانتخابية 244 بولاية تبسة، إقبالا و لم تقتصر عمليات الاقتراع على الرجال و كبار السن، بل شارك الشباب و النساء أيضا و كلهم عزم على أداء هذا الواجب لاستكمال بناء مؤسسات الجزائر الجديدة.
التوافد الكبير للمواطنين، أملته طريقة الاقتراع الجديدة و كذا أهمية البلدية و الولاية في حياة الناس و لم يقتصر توافد النساء على الفترة المسائية مثلما كان معمولا به في الاستحقاقات الماضية، كما ساعد الجو الربيعي على التحاق المواطنين بمراكز التصويت، ناهيك عن تعبئة المترشحين لأنصارهم و سعي كل طرف لكسب هذه الجولة.
و شددت اللجنة المستقلة على أهمية احترام البروتوكول الصحي، المعتمد في هذا الشأن، للحد من جائحة كورونا و مجريات العملية الانتخابية، ميزها التنظيم المحكم، بفعل ما تم تسخيره من إمكانات مادية و بشرية و هو ما أكدته المندوبية المحلية للسلطة المستقلة و ذكره والي تبسة، محمد البركة داحاج، للصحافة، أثناء أدائه لواجبه الانتخابي بمركز ابن باديس، حيث قال إن العمليّـة تسير في ظروف جيّـدة و أن المراكز الانتخابية تشهد إقبالا عاديّا للمواطنيــن منذ السّاعات الأولـى، داعيا المواطنين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الأكفأ، القادر على تسيير الشّأن العامّ المحلّي.
و من جهتها سجلت مندوبية السلطة المستقلة، في حدود الساعة العاشرة صباحا، نسبة مشاركة تجاوزت 7 بالمائة في الانتخابات البلدية و 08.3 في انتخابات المجلس الشعبي الولائي، لتصل في حدود الساعة الرابعة مساء، إلى حدود 26.70 في البلديات و25.82 في انتخابات المجلس الشعبي الولائي و مع التوافد المسجل بالعديد من المراكز و المكاتب، ينتظر أن ترتفع هذه النسبة و قد تتجاوز نسبة التصويت العامة التي لم تتعد 41.96 بالمائة في انتخابات المجلس الشعبي الولائي لسنة 2017.
و تتنافس 6 قوائم حزبية و واحدة حرة، على 39 مقعدا بالمجلس الشعبي الولائي، بعدما تقدم لهذا الاستحقاق، 294 مترشحا، بينهم 13 مترشحا ممن انتهت عهدتهم الانتخابية الحالية، أما بالنسبة لانتخابات المجالس الشعبية البلدية، فقد تقدم لها 1952 مترشحا، عبر 100 قائمة منها 99 حزبية و واحدة حرة و ذلك للتنافس على 532 مقعدا بـ 28 بلدية بالولاية، كانت أغلبيتها في محليات 2017، من نصيب الأفلان و الأرندي، اللذان سيطرا على 21 بلدية منها بالتحالفات، بينما تقاسمت المجالس 7 المتبقية، عدة قوائم حزبية من تشكيلات أخرى.
و أهم ما يلاحظ في استحقاق نوفمبر 2021، هو هيمنة القوائم الحزبية على حساب القوائم الحرة، حيث اقتصر تمثيل الأحرار على قائمتين فقط، واحدة بالمجلس الشعبي الولائي و الثانية بانتخابات المجالس الشعبية البلدية، كما تباينت نسب تمثيل النساء و كذا الشباب و الكهول من قائمة لأخرى، مع التركيز على أصحاب الشهادات و الوجوه الجديدة، قصد استمالة أصوات الناخبين، في الوقت الذي فضلت فيه قوائم أخرى، عدم تجاهل ثقل الأوعية الكبيرة في مثل هذه المواعيد، مع تطعيمها بوجوه سبق لها التسيير.
كما تقدم لعضوية المجالس البلدية، 16 رئيس بلدية ممن زاولوا العهدة الانتخابية 2017/2021، على أمل إعادة الثقة فيهم لعهدة جديدة، مع تسجيل تباين في مشاركة الأحزاب 7 المعنية بسباق المحليات، بحيث لم يتمكن الحزب العتيد و لأسباب مختلفة، من دخول سباق الترشح بأربع بلديات و منها عاصمة الولاية و الأمر نفسه بالنسبة للأرندي، بينما دخلت حركة حمس بـ 20 قائمة و جبهة المستقبل بـ 16 قائمة و حزب الحرية والعدالة وحركة البناء الوطني بـ 4 قوائم لكل منهما، فيما اقتصرت مشاركة القوائم الحرة، على قائمة المسامح كريم ببلدية عين الزرقاء، أما بالنسبة لحملة المترشحين، فقد كانت أكثر فاعلية، جاب خلالها المترشحون مختلف مناطق الولاية، على أمل استمالة الناخبين، أين تم تنشيط التجمعات الشعبية، عبر 45 قاعة و418 فضاء إشهاريا عبر الولاية، فضلا عن الخرجات الميدانية المباشرة.
و في هذا الصدد قال المنسق الولائي للمندوبية المحلية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بتبسة، دهام حميد، بأن الحملة الانتخابية في عمومها، قد جرت في كنف الهدوء و الأمن و لم تسجل فيها أي إختلالات، حيث تم توفير كل مستلزمات العملية من تأطير بشري و مادي، مشيرا إلى أنه لم ترد اللجنة أي احتجاجات، أما بالنسبة للإشهار الفوضوي لصور المترشحين و خاصة في الفضاءات الممنوعة، فأكد أنه عولج بلفت انتباه المعنيين بالنظر لحداثة التجربة.
تجدر الإشارة، إلى أن الهيئة الناخبة بولاية تبسة، تتجاوز 471 ألف ناخب و ناخبة، موزعين 244 مركز تصويت و 1182 مكتبا انتخابيا، عمل على تأطيرهم 13 ألفا و 40 مؤطرا، فضلا عن تسخر 2600 شرطي من مختلف الرتب لهذه العملية.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى