شهدت مكاتب الاقتراع عبر مختلف بلديات ولاية الجزائر، خلال الساعات الأولى من انطلاق عملية التصويت الخاصة بانتخابات أعضاء المجالس الشعبية البلدية و الولائية، صبيحة أمس، إقبالا متفاوتا يمكن وصفه إجمالا بالمحتشم، سيما بالبلديات الواقعة بوسط العاصمة، والملاحظ أن العملية جرت وسط ظروف تنظيمية محكمة، فيما شهدت المراكز القريبة  من مناطق الظل حركية أكثر.
ووسط تطبيق بروتوكول صحي صارم بدأت الطلائع الأولى من الناخبين، وأغلبهم من كبار السن والكهول تقبل على مكاتب الاقتراع في مختلف بلديات العاصمة على غرار مكاتب الاقتراع على مستوى حي باب الوادي الشعبي الموزعة على 13 مركز انتخاب، لاختيار ممثليهم في المجالس الشعبية البلدية و الولائية حسب ما لاحظته النصر، غير أنه سرعان ما بدأت حركة الناخبين تنتعش بعد الظهيرة كما جرت العادة رغم هطول الأمطار وبرودة الطقس.
بداية جولتنا الميدانية اخترنا أن تنطلق من مركز الانتخاب « سعيد تواتي» وهو أكبر مركز في الدائرة الإدارية لباب الوادي، أين سجلنا إلى غاية منتصف النهار أداء 357 ناخبا وناخبة واجبهم الانتخابي لتجديد المجالس البلدية المنتخبة و 346 ناخبا وناخبة لتجديد المجالس الولائية من مجموع حوالي 8000 مسجل.
وفيما أكد السيد هشام رئيس المركز، بأن عملية الاقتراع جرت في ظروف تنظيمية محكمة، عبر العديد من الناخبين الذين التقيناهم ، عن أملهم في إحداث التغيير المنشود في التسيير بما يضمن التكفل بانشغالاتهم و تحقيق  تطلعاتهم، مؤكدين بأنهم حرصوا على اختيار  العناصر الكفؤة، حتى يعملوا على تحسين إطارهم المعيشي.
وفي هذا السياق قال الشيخ « السعيد عولوي »: لايهم من يفوز برئاسة المجلس الشعبي البلدي أو الولائي و إنما الذي يهمنا أن يكون في مستوى تطلعات الناخبين وعموم ساكنة حي باب الوادي – مضيفا -  « على المنتخبين الجدد التعاون بتكاثف الجهود وأن ينزلوا إلى الميدان والتقرب من السكان و التكفل بانشغالاتهم، وحل مشاكلهم».
وبدوره أكد رئيس مركز « مالك بن رابية » أن عملية الاقتراع تجري في ظل التنظيم المحكم للعملية من ناحية التأطير و كذا التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي للحماية من فيروس كورونا، مشيرا إلى أن النسبة التي تم تسجيلها إلى غاية الـ 11.30على مستوى المركز لم تتعد الـ 4 بالمائة.
مواطنون يتطلعون إلى منتخبين يحلون مشاكلهم
ومن بين الذين التقينا بهم في هذا المركز الفتاة « سارة أ» طالبة بمعهد اللغات الأجنبية بجامعة بوزريعة والتي قالت إنها تنتخب لأول مرة و أن لديها ثقة كبيرة في المترشحين لهذه المحليات كونهم شبابا، و دعت الفائزين بتدعيم الحي الذي تقيم فيه بأعالي باب الوادي بمختلف المرافق.
كما دعت السيدة « ن. س » أستاذة تعليم متوسط، « الفائزين المرتقبين من مختلف التشكيلات السياسية ومن القوائم الحرة في هذه الاستحقاقات لإشراك السكان في تجسيد المشاريع التنموية واهتمام أكثر بمناطق الظل سيما الأحياء الهشة من أجل ترحيل الساكنة إلى بيوت لائقة والحرص على توفير فرص عمل للشباب.
وسجلت مناطق الظل التابعة لبلديات بوزريعة وبني مسوس وعين البنيان، بمناسبة المحليات إقبالا لافتا للمواطنين على مراكز الاقتراع سيما في الفترة المسائية، لأداء واجبهم الانتخابي مبدين بذلك وعيا كبيرا بأهمية هذه الاستحقاقات وقال ناخبون للنصر إن الأمل يحدوهم في تغيير الوضع في التجمعات السكنية التي يقطنونها.
وقال الأستاذ زبير عبيد، رئيس مركز «عمرون أحمد» بأعالي المقاطعة الإدارية لبوزريعة، إن توافد المواطنين على العديد من مراكز الانتخاب الـ 9، سيما القريبة من مناطق الظل يبرز مدى حسهم العالي و اهتمامهم بهذه الانتخابات لإحداث التغيير لقناعتهم بأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي اهتماما كبيرا بتنمية مناطق الظل.
وخلال تقربنا منه بأحد مكاتب الاقتراع التي زرناها في المركز المشار إليه، أكد «سعد علاوة » القاطن بحي هش أنه « يتعين على الذين يختارهم الشعب أن يكونوا في مستوى تطلعات المواطنين، وأن يتكفلوا بحل مشاكل الساكنة والإصغاء إلى انشغالاتهم ورفع الغبن عنهم وتحسين إطارهم المعيشي».
أما في مركز « الحي التقدمي» بعين البنيان فأكد، السيد بوعلام .ر، القاطن في حوش بن فليس للنصر، أن الانتخابات المحلية تكتسي أهمية كبرى لاختيار الأشخاص الذين يكونون أهلا لتسيير المجلسين الشعبيين البلدي والولائي وتحمل المسؤولية بالكامل»، وقال «جيت نفوطي من أجل الجزائر الجديدة».
أما السيدة ويزة، وهي موظفة بمؤسسة خاصة، التي كانت تصطف خلال الفترة المسائية تنتظر، دورها للإدلاء بصوتها فطالبت من رئيس المجلس الشعبي البلدي القادم أن يعمل من أجل إيجاد حلول لأزمة السكن التي لا تزال قائمة وأن يخلّص البلدية من انتشار القمامة و السكنات الهشة والطرقات المهترئة و توفير فرص العمل للشباب.
وفي ذات المركز أكدت إحدى الناخبات الشابات «صابرينة» ذات العشرين سنة، أن حضورها لمكتب الاقتراع جاء بقناعة سياسية و أن اختيار ورقة التصويت جاء لمعرفتها بكفاءة وجدارة من منحتهم صوتها كون برامجهم تستجيب لتطلعات الشباب وآمالهم.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى