أظهرت النتائج الأولية لانتخابات تجديد المجالس الشعبية البلدية بولاية قسنطينة، عدم حصول التشكيلات السياسية على الأغلبية المطلقة بمعظم البلديات، أين بدأت المفاوضات لـ «طبخ» تحالفات لا تخلط الأوراق و تحول دون المرور إلى الدور الثاني، وذلك وسط صعود لافت للأحرار على حساب «الأحزاب التقليدية».

و بعاصمة الولاية التي «استحوذ» فيها حزب جبهة التحرير الوطني على رئاسة البلدية لسنوات قبل أن يخرج من سباق محليات 27 نوفمبر، صنع  تكتل الأحرار المفاجأة بحسب النتائج الأولية لعمليات الفرز، بحصده 17 مقعدا تصدر فيها المنتخب السابق عن «الأفلان» عبد الحكيم لفوالة، من حيث عدد الأصوات، بينما ذهب 14 مقعدا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، و تحصلت حركة مجتمع السلم على 12.
ويبدو أن هذه الفسيفساء لن تجعل اختيار رئيس بلدية قسنطينة مهمة سهلة، على اعتبار أن تكتل الأحرار لم يحصل على الأغلبية المطلقة بأكثر من 51 بالمئة أي 22 مقعدا، لكن سيكون له الحق في تقديم مترشح في الدور الأول، يحوز على أكثر من نصف الأصوات، بما يعني أنه سيكون بحاجة للتحالف مع 5 أعضاء من «حمس» و«الأرندي»، و في حال عدم حصد الأغلبية سيتم المرور إلى الدور الثاني الذي يحق فيه لهذين الحزبين تقديم مرشحيهما.
أما في الخروب، التي تعتبر من أكبر وأهم بلديات الولاية، فقد فاز تكتل الأحرار بثمانية مقاعد وتصدرت بقيرات هاجر بمجموع الأصوات، يليه «الأرندي» و «الأفلان» بستة لكل منهما، فيما فازت حركة البناء الوطني بـ 5 مقاعد، و توزعت المقاعد الثمانية المتبقية بالتساوي بين «حمس» و جبهة المستقبل.
و بحامة بوزيان حصل «الأفلان» و تكتل الأحرار على 5 مقاعد لكل منهما، أما «الأرندي» الذي كان يرأس البلدية فحصد 3 مقاعد، وهو العدد نفسه لجبهة المستقبل و قائمة «حامة ازدهار»، لتتوزع المقاعد الأربعة المتبقية بين «حمس» و قائمة «الانتصار»، وذلك وسط غياب لافت للنساء.
في ديدوش مراد، حصد كل من «الأفلان»، «حمس» و تكتل الأحرار على 4 مقاعد، بينما تحصل حزب الحرية والعدالة على ثلاثة، و توزعت المقاعد الأربعة المتبقية بين «الأرندي» و قائمة «البديل»، أما في مسعود بوجريو فقد نالت حركة مجتمع السلم 7 مقاعد كاملة من مجموع 13 مقعدا، بينما ذهبت 5 مقاعد للأرندي و واحد فقط للأفلان، وهو بما يعني أن الرئيس القادم للبلدية سيكون من «حمس».
و في عين سمارة وبحسب النتائج الأولية دائما، حصلت حركة البناء الوطني على 6 مقاعد وذهب أكبر عدد من الأصوات لعزيزي حسين، «المير» السابق عن الحزب ذاته، بينما حصل تكتل الأحرار على 4 مقاعد، و نالت كل من «حمس» و قائمة «الوفاء» ثلاثة، أما «الأرندي» فلم يحصد سوى اثنين و «الأفلان» مقعد واحد فقط.  
و بزيغود يوسف، حصل تكتل الأحرار و قائمة «اتحاد الأحرار» على 6 مقاعد لكل منهما، أما «الأرندي» فنال 4 مقاعد و «الأفلان» ثلاثة، وقد بدأت المفاوضات منذ عشية أمس لتشكيل تحالفات تسمح باختيار رئيس البلدية، على اعتبار أن أيا من التشكيلات السياسية لم تحصل على أغلبية مطلقة.
و بابن زياد، تشير النتائج الأولية إلى تحصل حزب جبهة الجزائر الجديدة على 5 مقاعد، يليه «الأرندي» بثلاثة و تكتل الأحرار بالعدد نفسه، لتُقسم المقاعد الأربعة المتبقية بين «الأفلان»، و حزب الحرية و العدالة، أما ببني حميدان، فتصدر «الحزب العتيد» هذه المرة، لكن بثلاثة مقاعد فقط، بينما نال كل من تكتل الأحرار، قائمة «الازدهار، «الأرندي»، جبهة المستقبل و «حمس»، على مقعدين.
وفي عين عبيد فازت جبهة التحرير الوطني بـ 5 مقاعد، فيما حصدت حركة مجتمع السلم، الجبهة الديمقراطية الحرة وكذا قائمة الثبات الحرة، 3 مقاعد لكل منها، بينما لم يحصل التجمع الوطني الديمقراطي و معه تكتل الأحرار سوى على مقعدين لكل منهما، و ذهب مقعد واحد لحركة الأوفياء، وهذا ما يجعل الحزب «العتيد» يحتاج إلى تحالفات لتشكيل المجلس الشعبي البلدي.
أما في ابن باديس، فقد فازت جبهة المستقبل بـ 7 مقاعد، يليها «الأفلان» بأربعة، بينما حازت «حمس» على مقعدين، ولم يحصل «الأرندي»  وتكتل الأحرار سوى على مقعد لكل منهما، مع غياب كلي للعنصر النسوي.
وبأولاد رحمون، فاز تكتل الأحرار بـ 6 مقاعد وذهبت 4 مقاعد لكل من حزب العدالة والحرية وجبهة المستقبل، بينما نال حزب جبهة التحرير الوطني بـ 3 مقاعد و التجمع الوطني الديمقراطي مقعدين فقط، بما يعني الحاجة إلى تحالف لتشكيل المجلس.
و لم يُفرَج على النتائج الأولية الرسمية الخاصة بانتخابات تجديد المجلس الشعبي الولائي، إلى غاية الساعة السابعة من مساء أمس، فيما كانت نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الولائي بقسنطينة، قد بلغت 23.76 بالمئة، بينما وصلت إلى 24.70 بالمئة بالنسبة لتجديد عضوية المجالس البلدية، بحسب الأرقام المعلن عنها من السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
ياسمين.ب/ ص. ر

الرجوع إلى الأعلى