تم، أمس السبت بالجزائر العاصمة، توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الدبلوماسي بين المعهد الدبلوماسي و العلاقات الدولية لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج و الأكاديمية الدبلوماسية لوزارة خارجية كرواتيا.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الجزائري، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بينما مثل الجانب الكرواتي، وزير الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية، جوردان جرليك رادمان.
وكان لعمامرة قد عقد جلسة عمل مع نظيره الكرواتي، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر تدوم يومين. وتوسعت المباحثات بين الطرفين إلى وفدي البلدين لبحث سبل و آليات تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، إضافة إلى التطرق إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعلى هامش هذه الزيارة، سيتم عقد منتدى للأعمال بين البلدين قصد بحث فرص توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وكرواتيا.
لعمامرة : نهدف إلى تعميق التفاهم السياسي بين البلدين
وقال لعمامرة، في تصريح للصحافة، عقب جلسة العمل التي عقدها مع نظيره الكرواتي بمقر الوزارة بالجزائر العاصمة، أنه يأمل عبر هذه الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير خارجية كرواتيا إلى الجزائر، في «تعميق التفاهم السياسي حول أمهات قضايا الساعة ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تعزيز الجهد المشترك لتعميق التعاون بين البلدين والذي ينتظر أن يتم تجسيده من خلال اتفاق التعاون الدبلوماسي الذي وقعه الطرفان، لتعميق معرفة البلدين ببعضهما البعض».
وتحدث في كلمته أيضا عن إمكانية أن تكلل زيارة الوزير الكرواتي بـ «التوقيع على اتفاقية أخرى لإنشاء مجلس أعمال بين البلدين»، والتي ينتظر أن تكلل أشغال منتدى الأعمال الذي سيعقد اليوم الأحد بين أرباب عمل كرواتيا والجزائر، حيث لفت السيد لعمامرة إلى أنه يرافق الوزير الكرواتي في زيارته وفد يضم ما لا يقل عن 10 أرباب عمل.
وتوقع رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن «تفتح هذه الزيارة الموفقة المجال لزيارات ولقاءات أخرى في كافة المجالات»، وهي الزيارات التي رحب بها السيد لعمامرة بالنظر إلى «الموروث التاريخي المشترك بين البلدين».
وفيما يتعلق بتعاون البلدين في الدفع بالتعاون بين الاتحاد الإفريقي و أوروبا، أعرب السيد لعمامرة عن أمله في أن «تنجح القمة في بناء أجزاء جديدة من الشراكة الإفريقية الأوروبية، التي سيكون لها التأثير الكبير على الجهود الإفريقية لتحقيق إدماجها الاقتصادي وفرض نفسها كفاعل على الساحة الدولية».
كرواتيا حريصة على تقوية العلاقات مع الجزائر في الاقتصاد والسياسة
وفي تصريح للصحافة عقب جلسة عمل عقدها مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، أكد السيد رادمان أن كرواتيا «أولت أهمية كبيرة لهذه الزيارة الوزارية الأولى من نوعها إلى الجزائر والتي تأتي للتأكيد على  الرغبة القوية لدى الجانب الكرواتي من أجل تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين»، مشددا على أن «الخطوة المهمة بالنسبة لبلاده هي تكثيف العلاقات السياسية والاقتصادية مع الجزائر».
و أعرب الوزير الكرواتي في كلمته عن «ارتياحه» للقائه الوزير لعمامرة، مبرزا أن الاجتماع أكد من جديد «متانة العلاقات التقليدية بين البلدين الصديقين و أكد على حسن نوايا الجانبين لتعزيز المصالح المتبادلة والتعاون الاقتصادي والسياسي في كلا البلدين»، مذكرا بأول زيارة لوزير جزائري لكرواتيا عقب الاعتراف بجمهورية كرواتيا سنة 1992، والتي قال أنها شكلت «حقا زيارة تاريخية».
ووصف رئيس الدبلوماسية الكرواتية مباحثاته مع السيد لعمامرة بأنها كانت «مكثفة ومثمرة»، مضيفا أنه تم خلالها «تبادل الآراء والمواضيع ذات الاهتمام المشترك مع التركيز بشكل خاص على المنطقة الجنوبية لأوروبا و قارة إفريقيا».
وهنا تحدث الوزير الكرواتي على توقيع مذكرة التعاون في المجال الدبلوماسي مع نظيره لعمامرة، قائلا : «سررنا بشكل خاص بتوقيع الاتفاقية الثنائية بين مؤسساتنا الدبلوماسية في مجال التعليم التي ستشكل فرصة من أجل تعزيز التعاون والتعارف بين البلدين».
و تطرق ضيف الجزائر إلى تعزيز التعاون مع الجزائر في عدد من المجالات، «لا سيما التي لدى كرواتيا خبرة جيدة فيها على غرار قطاعات الطاقة والبناء، إلى جانب تربية المائيات وكذا صناعة السفن، بالإضافة إلى قطاع السياحة».
كما أبرز الوزير الكرواتي، أهمية تنظيم منتدى الأعمال الجزائري الكرواتي الذي تحتضنه الجزائر اليوم، على هامش هذه الزيارة، لافتا إلى أن هذا المنتدى مهم للتبادل بين رجال أعمال البلدين والذي ينتظر أن يفتح آفاقا جديدة للعلاقات الكرواتية-الجزائرية.
ووجه السيد رادمان بالمناسبة دعوة رسمية إلى وزير الشؤون الخارجية الجزائري لزيارة جمهورية كرواتيا في المستقبل منوها بحسن الضيافة التي حظي بها خلال زيارته.
ق.و

الرجوع إلى الأعلى