دعا، أمس، مختصون إلى تغيير أساليب تقويم التلاميذ في المدراس، وانتقدوا التركيز على الجانب المعرفي وتغيب الجانب القيمي والمنهجي، وثمنوا قرار وزارة التربية إلغاء امتحان مرحلة نهاية التعليم الابتدائي، مؤكدين بأن محاربة الدروس الخصوصية التي تفشت بشكل كبير في الوسط المدرسي يكون بترسيم المعالجة البيداغوجية في المدارس، وذلك بمعالجة أماكن الخلل لدى التلميذ في المدرسة بعد التقويم.

في ندوة نظمتها جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة حول " الأولياء وهاجس الامتحانات لدى الأبناء"، انتقد مختصون تحول الأولياء إلى مدرسين في المنازل وحلوهم محل المعلمين والأساتذة، مما أدى إلى تحول الامتحانات إلى هاجس لدى الأولياء، و أثر على نفسيات التلاميذ، حيث أصبح بعض الأولياء هم من يحددون مستقبل أبنائهم عوض الاهتمام بالمهارات الموجودة لديهم.
وانتقد في هذا السياق الأستاذ محمد بن صايبي أستاذ مكون وعضو في الخلية الوطنية لإعداد المواضيع في الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات تدخل الأولياء في تسيير الدروس وطرح الأسئلة ووضع النقاط والتقويم، وفي الأخير يحمل الأستاذ حسبه المسؤولية في الرسوب والنجاح، وقال بأن هذه السلوكيات من الأولياء خلقت ضغطا نفسيا يتحمله بدرجة أكبر الطفل، مشيرا إلى أن المدرسة مبنية على 3 مبادئ لا دخل للأسرة فيها وهي تقديم المعارف والمنهجية والقيم، والهدف في النهاية الوصول إلى تكوين مواطن صالح في المجتمع ولا يضر، مشيرا إلى أن الأولياء أصبحوا يتدخلون في تحديد مستقبل الطفل بعيدا عن رغباته وهذا ما خلق لديه ضغط نفسي.
وأكد نفس المتحدث بأن محاربة الدروس الخصوصية يكون بترسيم المعالجة البيداغوجية  من خلال معرفة أماكن الخلل ونقاط الضعف لدى التلميذ ومعالجتها داخل المدرسة  بتخصيص ساعات لذلك، وقال بأن دروس الدعم ما هي إلا إعادة لحل تمارين عدة مرات بعيدا عن معالجة الخلل الموجود لدى التلاميذ.
وفي السياق ذاته أشار الأستاذ المتقاعد والباحث في مجال التربية محفوظ سينية بأن دروس الدعم يجب أن تخص التلاميذ "الضعفاء" فقط، وقال بأن النجباء ليسوا بحاجة لهذه الدروس، مضيفا بأن الامتحانات تحولت إلى مشكل صحي، واقترح نفس المتحدث دعم كل المدارس بأخصائيين نفسانيين لمحاصرة كل المشاكل التي يعاني منها التلاميذ، كما دعا إلى مراعاة  التكوين النفسي للأساتذة، مشيرا أن التكوين يجب أن يكون نوعيا ولا يقتصر على مجرد تربصات فقط. من جهة أخرى تحدث مفتش اللغة العربية بالتعليم المتوسط أحمد نشام عن تسجيل إفراط في دروس الدعم، وتحولت الامتحانات حسبه نتيجة هذا الإفراط إلى هاجس بالنسبة  للتلميذ، وقال أن دروس الدعم تحولت إلى مدراس موازية للمدرسة العمومية، مشيرا إلى أن دروس الدعم تركز قوالب للحفظ، في حين المطلوب حسبه فتح ورشات للتعليم لفهم النصوص، والتركيز على اللغة حتى يتمكن التلميذ من كسب الثقة في النفس، ودعا نشام إلى إعادة النظر في أساليب تقويم التلاميذ، موضحا أن المدارس تركز اليوم على الجانب المعرفي وغيبت الجانب القيمي والمنهجي، وكذا طريقة توظيف المعلومة، مشيرا إلى أن الهدف من التعليم هو خلق فرد صالح في المجتمع قبل التفكير في النجاح.
وفي الإطار ذاته تحدث مفتش التعليم المتوسط الأستاذ أحمد شتوح عن أولياء تحصلوا على عطل خلال فترة الامتحانات من أجل مرافقة أبنائهم خلال الامتحانات، وأشار نفس المتحدث إلى أن المدرسة يجب أن تتحول إلى فضاء يستمتع فيه التلاميذ ويزدهرون، مشيرا إلى أن العلامة في الامتحانات تكاد تتحول إلى طلب اجتماعي عند بعض الأولياء، وتحدث عن وجود فرق بين النجاح المدرسي والنجاح التربوي.  وفي الإطار ذاته أوضح أستاذ التعليم الثانوي المختص في علم النفس التربوي أمين شعبان بأن الأولياء أصبحوا ينظرون إلى المدرسة على أنها نتائج للرقي إلى المستويات العليا، وأشار إلى أن الأولياء لا يمتلكون تلك المرافقة النفسية والبيداغوجية لأبنائهم، وانتقد الضغط على الأبناء بالدروس المركزة والدروس الخصوصية، مما جعل الطفل، حسبه، يعيش حالة ارتباك وخوف من النتيجة في الامتحانات.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى