أستٌقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، في قصر الاتحادية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية. لدعم العلاقات الثنائية القائمة على التعاون والتضامن وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات، وبغية إزالة العقبات أمام انعقاد «قمة عربية للم الشمل» شهر مارس المقبل بالجزائر.
وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن الوزير لعمامرة سلم الرئيس السيسي رسالة خطية من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، كما نقل إليه تحياته الخالصة وتمنياته باطراد النماء والازدهار في كنف السلم والاستقرار لمصر الشقيقة. و أشار البيان أن اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري، شكّل فرصة لاستعراض العلاقات الثنائية التاريخية القائمة على التعاون والتضامن وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات تجسيدا للإرادة الراسخة التي تحدو قيادتي البلدين والتي تم التأكيد عليها مجددا خلال المحادثات. إلى جانب ذلك، تناول الطرفان الأوضاع السائدة على الساحة العربية، خاصة القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، والدور المنوط بالبلدين في ترقية العمل العربي المشترك. كما تم التطرق إلى أهم الملفات المطروحة على الصعيد القاري والأهمية البالغة للتنسيق المشترك في سبيل إعلاء قيم ومبادئ الاتحاد الإفريقي.
في هذا السياق، ثمّن الطرفان توافق وجهات نظر ورؤى البلدين الشقيقين إزاء القضايا والأزمات التي يمر بها العالم العربي والقارة الإفريقية، بشكل يؤكد على عمق العلاقات الإستراتيجية التي تربطهما واتفاق إرادتهما السياسية في السعي لتحقيق الاستقرار ولم الشمل. وفي الختام، كلّف الرئيس السيسي الوزير لعمامرة بنقل تحياته الحارة والأخوية إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، معربا عن تطلعه للقاء أخيه ومواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية الجزائرية -المصرية بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين ويعزز دور البلدين البناء على الساحة الدولية.
في سياق متصل، اتفق وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة و نظيره المصري سامح شكري على «أهمية الرفع من وتيرة التنسيق» بين وفدي البلدين داخل الاتحاد الإفريقي لدعم الحلول السلمية للأزمات, مؤكدان استعدادهما للعمل سويا لإنجاح القمة العربية المقبلة بالجزائر. وقالت وزارة الخارجية، إن لعمامرة, الذي يقوم بزيارة عمل إلى مصر بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, عقد  جلسة عمل مع نظيره المصري سامح شكري, تركزت خلالها «المباحثات حول علاقات الأخوة والتعاون التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين, إلى جانب مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإفريقية».
وفي إطار تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية على الساحة القارية, أكد الطرفان على «أهمية الرفع من وتيرة التنسيق بين وفدي البلدين داخل المنظمة القارية وفي مختلف هياكلها لدعم الحلول السلمية للأزمات وفق مقاربة تكرس مبدأ الحلول الإفريقية لمشاكل القارة وتتجنب منطق الإملاءات الخارجية التي تنتهك سيادة الدول وتعقد التحديات المطروحة».
واستعرض السيد لعمامرة «جهود الجزائر الحثيثة في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لتمكين جمهورية مالي والمجموعة الإقليمية لدول غرب إفريقيا من تجاوز الأزمة الراهنة بشكل يحفظ مكتسبات وآفاق مسار السلم والمصالحة الوطنية الذي تقوده الجزائر في هذا البلد الشقيق». في هذا السياق, يضيف البيان, استعرض الوزيران «مختلف مجالات و آليات التعاون  الثنائي وتوطيدها, في إطار تجسيد التوجهات الإستراتيجية والمراحل العملية التي وضعها رئيسا البلدين».
من جانب آخر, أكد رئيسا دبلوماسية البلدين, «استعدادهما للعمل سويا لتحقيق نجاح القمة العربية بالجزائر وتباحثا حول آخر تطورات الأزمة الليبية وآفاق تفعيل الحل السياسي لإنهاء التدخلات الخارجية في هذا البلد الشقيق». و اختتم بيان الخارجية بأن الوزيرين اتفقا على «مواصلة العمل والتنسيق حول كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف, بما يجسد حرص قيادتي البلدين على تطوير التعاون الثنائي ويكرس تمسكهما بدورهما المزدوج العربي-الإفريقي».
 أبو الغيط يدعم مبادرة الجزائر للم الشمل العربي
من جانبه، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, بعقلانية المقاربة الجزائرية, منوها بالتزام الرئيس عبد المجيد تبون بالعمل العربي المشترك الهادف وبلم الشمل, حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. حيث أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة, مشاورات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية, السيد أحمد أبو الغيط, انصبت حول الأوضاع في المنطقة العربية وآفاق رفع التحديات الراهنة. وتناول الطرفان المسار التحضيري للقمة العربية الذي تقوده الجزائر بصفتها البلد المضيف بالتشاور والتنسيق مع أشقائها العرب وبالدعم التام من أمانة الجامعة العربية, لضمان نجاح هذه القمة وجعلها محطة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك، وقد أشاد الأمين العام أبو الغيط, وفق البيان, « بعقلانية المقاربة الجزائرية», منوها  «بالتزام الرئيس تبون بالعمل العربي المشترك الهادف وبلم الشمل». وفي الختام, اتفق الطرفان على مواصلة التنسيق والتعاون الوثيق تحضيرا لهذا الموعد الهام.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال تواجد الوزير لعمامرة, بمقر الجامعة, التقى بمستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز, التي أعربت عن رغبتها في زيارة الجزائر قريبا للتنسيق حول آفاق إنهاء الأزمة الليبية. بدوره, رحب السيد لعمامرة بالمستشارة الأممية وبرغبتها بالعمل بالتنسيق مع الجزائر, وجدد في ذات السياق موقف الجزائر الثابت ودعمها الدائم للأشقاء الليبيين في سبيل تحقيق التوافقات الضرورية حفاظا على وحدة وسيادة ليبيا في ظل الأمن والاستقرار.
 وفد من الجامعة العربية في زيارة إلى الجزائر
وتجدر الإشارة إلى أن، وفدا من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، شرع منذ أمس بزيارة إلى الجزائر تدوم يومين. وقال السفير حسام زكي في تصريح صحفي له قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى الجزائر، إن الوفد سيلتقي ممثلي اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على التحضيرات اللوجستية لعقد القمة العربية بالجزائر، في شهر مارس المقبل. وأيضا الوقوف على الاستعدادات التي اتخذتها السلطات الوطنية وذلك من أجل ضمان نجاح القمة المقبلة وتيسير مشاركة وفود جميع الدول الأعضاء على أعلى المستويات.                             ع سمير

الرجوع إلى الأعلى