يشرع رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، ابتداء من اليوم الاثنين، في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية، تدوم يومين، و تعد الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية و السياسية بين البلدين و توسيع مجالات التعاون الثنائي، و كذا مواصلة التنسيق و التشاور حول أهم القضايا العربية و الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
و جاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، «يشرع السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، تدوم يومين، ابتداء من الإثنين 24 جانفي 2022».
و تعرف العلاقات الجزائرية-المصرية ديناميكية تتجلى بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة وزير الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى مصر، الأسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، وقبلها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة إلى القاهرة، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لحضور فعاليات الطبعة الثانية لمعرض الدفاع (EDEX-2021).
ويعد «التنسيق و التشاور» من أهم ما يطبع العلاقات بين البلدين، و التي تعد نموذجا للتعاون و التضامن بين البلدان العربية والإفريقية، وهو ما تعكسه الاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين، لبحث آخر تطورات الوضع العربي و الإقليمي، خاصة ما تعلق بالأزمة الليبية و القضية الفلسطينية، و التحضير لإنجاح الدورة 31 للقمة العربية المقبلة التي ستحتضنها الجزائر، والدفع بالعمل العربي المشترك.
و في هذا الإطار، تتواصل المشاورات بين الجزائر و مصر حول المسألة الليبية منذ بداية الأزمة، لإيجاد حل سياسي ليبي-ليبي يفضي إلى إنهاء المرحلة الانتقالية و انتخاب قيادة شرعية، بما يحفظ سيادة ليبيا و وحدة أراضيها، بعيدا عن التدخلات الخارجية، التي أزمت الوضع، خاصة مع وجود قوات أجنبية.    
من جهتها، أكدت مساعدة وزير خارجية جمهورية مصر العربية للمنظمات الإفريقية، سها الجندي، على هامش مشاركتها في أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا بمدينة وهران بداية شهر ديسمبر الماضي، أن دور الجزائر في الاتحاد الإفريقي «كبير و هام جدا كونها تملك رؤية واضحة وجلية».      
و تشهد العلاقات التاريخية الجزائرية - المصرية، بعمقها العربي، وبعدها الإفريقي ارتقاء في السنوات الأخيرة بالمستوى الذي يعكس وزن البلدين في المنطقتين العربية والأفريقية، وفق ما تؤكده ديناميكية المشاورات بين قيادتي البلدين.
وفيما يخص الخلاف المصري-السوداني من جهة و الإثيوبي من جهة أخرى، حول سد النهضة، فإن الجزائر قد شرعت في وساطة بين الأطراف الثلاثة لتقريب وجهات النظر بينها و إيجاد حل لهذا النزاع.
جدير بالذكر أن أول زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى خارج البلاد بعد اعتلائه سدة الحكم في جويلية 2014، كانت إلى الجزائر، ما يعكس عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
و أكد الرئيس المصري خلال هذه الزيارة على وجود «علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة» بين مصر و الجزائر وكذا «قضايا كثيرة» تحتاج من الجزائر و مصر «العمل سويا».
الارتقاء بالتعاون الاقتصادي لمستوى العلاقات التاريخية
و على الصعيد الاقتصادي، ستشكل هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات، خاصة مع حرص قائدي البلدين على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات التاريخية و السياسية بين الجانبين.
و ستكون هذه الزيارة فرصة لدفع الاستثمارات بين البلدين، مع إعطاء دفع قوي للتبادلات التجارية التي ما فتئت تتزايد خلال السنوات الأخيرة حيث تجاوزت 747 مليون دولار خلال عام 2020، حسب أرقام وزارة التجارة.      و بلغت قيمة الصادرات الجزائرية نحو مصر 188.04 مليون دولار خلال 2020، أما قيمة الواردات فقد بلغت 559.55 مليون دولار، خلال نفس الفترة.
و تتطلع الجزائر إلى الدفع بعلاقات التبادل التجاري و التعاون الاقتصادي الثنائي من خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي يتم التحضير لانعقادها قريبا، و فق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، الأسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
و في هذا الإطار، بحث سفير الجزائر بمصر، عبد الحميد شبيرة، مع وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، خلال لقائهما بمقر الوزارة، الأربعاء الماضي، العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، وكذا التحضير لانعقاد أعمال اللجنة العليا المصرية الجزائرية المشتركة، حسب ما أفاد به بيان لوزارة التعاون الدولي المصرية.
و أعربت الوزيرة المصرية، خلال اللقاء، عن تطلعها لدفع علاقات التعاون الثنائية في مختلف المجالات، استغلالا للإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي تملكها مصر والجزائر، مؤكدة على «حرص القيادة السياسية في البلدين على تذليل أية معوقات قد تحول دون تحقيق التكامل الاقتصادي على كافة المستويات».
من جهته، أعرب سفير الجزائر لدى مصر عن تطلعه لمواصلة التواصل والتنسيق للدفع بعلاقات التعاون الثنائية بين البلدين، وحرص قائدي البلدين على الدفع بالعلاقات الثنائية، للمضي قدما لتنعكس على الجهود التنموية المبذولة في البلدين.                               
ق و/واج

الرجوع إلى الأعلى