دعا، أمس، المشاركون في الندوة الجهوية الثالثة حول الذاكرة الوطنية ودورها في تحقيق وحماية الوحدة الوطنية، إلى مراجعة المناهج التعليمية والتربوية فيما يخص ترسيخ عناصر الذاكرة الوطنية، خاصة في مادة التاريخ والتربية المدنية والاجتماعية، والعمل على تشجيع التعريف بالتاريخ المحلي لكل ولاية، إلى جانب الاهتمام والعناية بتدريس التاريخ ومنحه العناية اللائقة في المناهج التربوية في المراحل التعليمية وإعادة النظر في منهجية تدريسه.
وتضمنت توصيات الندوة الجهوية الثالثة حول الذاكرة الوطنية، المنعقدة بقاعة المؤتمرات بولاية البليدة، و التي عرفت مشاركة مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية عبد المجيد شيخي، الدعوة لرفع معامل مادة التاريخ في المناهج التعليمية واقتراح إدراجها كمادة أساسية في الامتحانات النهائية، إلى جانب التوصية بإدراج مادة التاريخ في مختلف التخصصات الجامعية العلمية والتقنية منها والأدبية، واقتراح إنشاء ميثاق أخلاقيات المتخصصين في التاريخ، فضلا عن الذاكرة والوحدة الوطنية، والتأكيد على دور الذاكرة الوطنية في دعم جهود المؤرخين الجزائريين في كتابة التاريخ الوطني في مختلف مراحله ودفعهم إلى اعتماد الذاكرة الوطنية كمصدر من المصادر الأساسية في كتابة التاريخ وتبني منهجية موحدة في كتابته بأقلام جزائرية، كما اقترح المشاركون تقديم درس افتتاحي بداية الدخول المدرسي حول الذاكرة الوطنية.
و تضمنت توصيات الندوة الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني بما يتوافق وعناصر الذاكرة الوطنية ومقومات الوحدة الوطنية، وأثنى المشاركون في هذا الإطار على دور رئيس الجمهورية في جعل الذاكرة الوطنية من أولى اهتماماته من خلال مشروعه الوطني الهادف إلى إرساء المقومات الوطنية وسعيه الدائم إلى حماية وتحقيق الوحدة الوطنية.
وفي السياق ذاته تضمنت توصيات الندوة الدعوة إلى الفصل بين المصطلحات المستعملة في مجال الذاكرة، كالذاكرة والتاريخ، التاريخ والتأريخ والذاكرة، الذاكرة المحلية والوطنية، الذاكرة الشفهية والمدونة، الموروث الشعبي الشفهي والمدون، كما دعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة التنسيق والعمل الجماعي بين ممثلي القطاعات والهيئات المعنية بمشروع الذاكرة على المستوى المحلي والمركزي، والتأكيد على أهمية التعاون بين الجمعيات الناشطة في مجال التاريخ والذاكرة الوطنية لوضع برنامج موحد حول الذاكرة الوطنية، بالإضافة إلى تقريب الذاكرة الوطنية من مختلف شرائح المجتمع مع التركيز على الناشئة والمجتمع المدني، كما تضمنت توصيات الندوة الدعوة إلى البحث عن الطريق الأنجع لتقريب الطفل من الذاكرة الوطنية من خلال القصص القصيرة والرسوم والأفلام المتحركة، خاصة التطبيقات الرقمية الحديثة، واعتماد عناصر الذاكرة في مختلف فنون وآداب الطفل والناشئة من قصص وحكايات وأنشودة، إلى جانب تنظيم زيارات لمختلف المعالم والمتاحف التاريخية والثقافية للتلاميذ في الأطوار الثلاثة بالتعاون والتنسيق مع القطاعات المعنية.
وفي الإطار ذاته دعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تبني فكرة إنشاء حظائر عمومية تضم مجسمات عن مختلف المعالم التاريخية والأثرية التي تزخر بها الذاكرة المحلية لكل منطقة من مناطق الوطن، واعتماد عناصر الذاكرة الوطنية في مختلف الأعمال الفنية والسينمائية وتنظيم مسابقات وطنية تشجيعية تخص الذاكرة الوطنية، وكذا اقتراح تنظيم مسارات سياحية ترتكز على التعريف بمواقع وشخصيات، وضرورة تصنيف المعالم والمواقع الثقافية ذات الصلة بالذاكرة على المستوى المحلي وحمايتها قانونيا، بالإضافة إلى إنشاء دليل للذاكرة الولائية بالتنسيق مع القطاعات المعنية على المستوى المحلي، وتوثيق التاريخ الشفهي والشهادات الحية.           نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى