أحيا سكان ولاية قالمة، أمس السبت، الذكرى 64 لمعركة مرمورة الكبرى في بلدية بوحمدان، بزيارة مقبرة الشهداء الذين سقطوا يوم 28 ماي 1958 بجبال المشعابة و مرمورة و المعلم التاريخي الذي أقيم تحت سفح الجبل الشامخ، الذي تحول إلى مزار للسياح و الباحثين عن حقيقة ما وقع في ذلك اليوم التاريخي الذي غيّر مجرى الأحداث عندما تأججت حرب التحرير بمنطقة صارت محرمة يقتل فيها كل كائن حي يتحرك ليلا و نهارا.
و قال المجاهد، مسعود رقيق، في كلمة له أمام الحاضرين بجبل مرمورة، من سكان و سلطات مدنية و عسكرية، بأن المعركة بدأت بوشاية تعرضت لها كتائب جيش التحرير المرابطة بالمنطقة بقيادة خيرة الضباط و المسؤولين، بينهم خليفة ختلة، احمد لبيض، محمود الحروشي و الطاهر دحمون، الذين سقطوا جميعا في واحدة من أكبر المعارك التي غيرت موازين القوى بالولاية التاريخية الثانية، مضيفا بأن نطاق المعركة امتد على مساحة واسعة بجبال و أودية بوحمدان الحصينة، التي تحولت إلى معقل للثورة و قادتها الكبار من الولاية التاريخية الثانية و ولايات أخرى كانت تعتمد على منطقة قالمة للوصول إلى القاعدة الشرقية على الحدود التونسية لجلب السلاح و المؤن.
و حسب مسعود رقيق الذي يرأس منظمة المجاهدين بقالمة، فإن ما لا يقل عن 70 مجاهدا قد سقطوا في معركة مرمورة يوم 8 ماي 1958، بينما بلغت خسائر العدو الفرنسي نحو 200 قتيل بينهم العقيد «جون بيار» الذي كان يقود المعركة من على طائرته الصغيرة قبل أن تسقط فوق قمة جبل مرمورة بنيران مجموعة من شباب جيش التحرير الذين رفضوا الاستسلام و قرروا إسقاط القائد الفرنسي عندما كانت طائرته تلامس أشجار الفلين و تصطاد أبطال جيش التحرير بين الصخور و أشجار الفلين و الزان و الضرو و الريحان، الغطاء الغابي الكثيف الذي كان حماية طبيعية لجيش التحرير قبل أن يطلق ضباط فرنسا العنان للمدفعية الرهيبة التي كانت تصب الحمم على مواقع المجاهدين، يدعمها الطيران الذي غطى سماء المنطقة في واحدة من أشد أيام الثورة المقدسة وقعا على السكان و كتائب جيش التحرير. و قد وضعت سلطات قالمة و بلدية بوحمدان برنامجا ثريا لإحياء الذكرى الخالدة، تخللتها نشاطات رياضية بينها سباق مارتون بجبال المنطقة، و معرض حول تاريخ الكشافة الإسلامية الجزائرية بمدينة قالمة.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى