تعكف وزارة التربية الوطنية على إنجاح الدخول المدرسي المقبل، بتوفير الإمكانيات اللازمة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، فقد قررت رفع قيمة الوجبة الغذائية التي توفرها المطاعم المدرسية من 45 دج إلى 100 دج، لضمان مبدأ تكافؤ الفرص، وتقليص نسبة التسرب المدرسي.
يسهر إطارات قطاع التربية الوطنية على التحضير لانطلاق الموسم الدراسي القادم، الذي سيحمل طابعا استثنائيا هذه السنة باستقبال أزيد من 11 مليون متمدرس، من بينهم أزيد من 425 ألف تلميذ جديد، بزيادة نسبتها 4.3 بالمائة، عبر تهيئة المرافق وتوفير الوسائل البيداغوجية، وتجنيد العدد المناسب من الأساتذة والإداريين.
ويتم في هذا الإطار العمل على تحسين نوعية الوجبة الغذائية التي توفرها المطاعم المدرسية، برفع قيمتها من 45 دج إلى 100 دج، مع فتح المجال أمام منظمات أولياء التلاميذ للمساهمة في تحقيق هذا الهدف من خلال العمليات التضامنية التي تستهدف التلاميذ القاطنين بالمناطق النائية والمعزولة، وفق تأكيد مصادر مقربة. وتحرص الوصاية على فتح المطاعم المدرسية في الأسبوع الأول للدخول المدرسي، بهدف إنجاح هذا الموعد الهام، والسماح للتلاميذ الذين يقطنون بمناطق بعيدة بالالتحاق بالمؤسسات التعليمية في ظروف مريحة، على غرار كافة مناطق الوطن، وكذا توفير الأجواء الملائمة لانطلاق الدروس مباشرة بعد إتمام إجراءات الدخول المدرسي. ويأتي قرار الوزارة بعد شكاوى عدة رفعها الأولياء بشأن تردي نوعية الوجبات الغذائية التي كانت تقدمها بعض المطاعم المدرسية، التي كانت في الغالب عبارة عن وجبات باردة ، كما يعد الإجراء تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية بالنهوض بالتغذية المدرسية لتحسين ظروف التعليم.
ويستفيد أزيد من 3 ملايين تلميذ سنويا من الإطعام المدرسي، وهي نفس الفئة تقريبا التي تحصل سنويا على المنحة المدرسية المقدر قيمتها بـ 5 آلاف دج، إلى جانب مجانية الكتب المدرسية، وذلك في إطار الإعانات التي تخصصها الدولة للفئات الهشة، تطبيقا لسياسة الدعم الاجتماعي التي ترمي إلى ضمان مبدأ تكافؤ الفرص، وتمكين كافة المواطنين من الحق في التعليم. كما بادرت وزارة التربية الوطنية عبر المديريات الولائية، وبالتنسيق مع لجان الدوائر، وكذا ممثلي منظمات أولياء التلاميذ إلى ضبط قائمة التلاميذ الذين يحق لهم الاستفادة من المنحة المدرسية، عن طريق إعادة تحديث القوائم المتوفرة على مستوى كل مديرية، بإدراج أسماء التلاميذ الجدد الذين تتوفر فيهم الشروط، وكذا من ساءت ظروفهم الاجتماعية لأسباب مختلفة.  وستوزع منحة التمدرس على الأطفال المعنيين مع بداية السنة الدراسية المقبلة، عن طريق الحساب البريدي الجاري، ويتم استلامها من قبل الأولياء لاقتناء اللوازم المدرسية، كما تستفيد هذه الفئة من التلاميذ من العمليات التضامنية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية، في إطار مساعدة الأسر المعوزة على التحضير للموسم الدراسي.
وتحرص الوصاية أيضا على توسيع قائمة التلاميذ المعنيين بالمنحة المدرسية، بالتنسيق مع السلطات المعنية، تماشيا مع ارتفاع عدد التلاميذ، في إطار مكافحة التسرب المدرسي، كما تعمل على توفير المقاعد البيداغوجية الكافية لاستقبال أكثر من 11 مليون تلميذ.
ويتم بهذا الخصوص تنسيق الجهود مع قطاع السكن لاستلام مرافق إضافية، لا سيما بالأحياء السكنية الجديدة، إذ ينتظر أن تفتح 460 مؤسسة تعليمية أبوابها لاستقبال التلاميذ، من بينهم من سيلتحقون لأول مرة بمقاعد الدراسة، مما سيخفف الضغط على المؤسسات التي عانت من الاكتظاظ في الموسم المنصرم، لا سيما في ظل الحديث عن إمكانية العودة إلى نظام التدريس العادي السنة المقبلة.       
لطيفة بلحاج  

الرجوع إلى الأعلى