صنعت قضية المدرب التونسي قيس اليعقوبي الحدث محليا وعربيا، بسبب تعيينه على رأس النادي الرياضي القسنطيني ثم إقالته بعدها ب 12 ساعة فقط، في فضيحة هزت أركان بيت السنافر، خاصة وأن لا أحد استوعب ما جرى، بعد تسارع الأحداث بتلك الطريقة غير المشرفة لعميد الأندية الجزائرية والإفريقية.

وكانت كل المعطيات تشير إلى قرب عودة المدرب مضوي الذي كان يتأهب للتنقل إلى تونس لقيادة المعسكر التحضيري، قبل أن يدخل في خلافات مع رئيس مجلس الإدارة عمر رابح، الأخير قرر بعدها مباشرة الاستعانة بخدمات التونسي قيس اليعقوبي الذي لم تستغرق معه المفاوضات كثيرا، بدليل أنه قد حلّ مباشرة بحمام بورقيبة، بعد أن أمضى عقدا مع الشباب.وخلف تعيين اليعقوبي الكثير من ردود الأفعال لدى محبي الشباب، حيث سارعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن عدم قبولهم لهذا المدرب، وهو ما وضع ملاك الفريق في حرج، بالموازاة مع رفض اللاعبين التدرب تحت إشرافه، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة للشباب المتواجد في الفترة الحالية على فوهة بركان، في ظل الفوضى الإدارية العارمة، وما صاحبها من وقفات احتجاجية من طرف الأنصار لطرد بعض الانتهازيين والمحسوبين على الفريق.
أمضى عقدا بـ18 شهرا وحلّ بحمام بورقيبة
تمت إجراءات التعاقد مع التقني التونسي اليعقوبي بسرعة كبيرة، إذ أمضى ل18 شهرا، ليحل بعدها مباشرة بتربص حمام بورقيبة التونسية، وهو ما فاجأ المنسق العام عدلان قريش، الذي كان في انتظار عودة مضوي، ولم ينتظر اليعقوبي كثيرا، حيث قاد أول حصة تدريبية عشية الخميس، وسط ذهول كبير من اللاعبين الذين لم يفهموا شيئا، وظلوا يستفسرون عن مدربهم السابق، في خرجة أكدت عدم رضاهم على جلب التقني التونسي بتلك الطريقة.
اللاعبون رفضوا التدرب معه وطالبوا برحيله
صُدم المدرب التونسي الذي أمضى براتب شهري في حدود 240 مليون سنتيم، مع جلب مساعديه بوعيشة والمصلاتي، لمقاطعة اللاعبين تدريبات صبيحة الجمعة، كما أن صدمته كانت أكبر، عندما علم بأنهم لا يودون العمل معه ومع طاقمه الفني، ليجد اليعقوبي نفسه في حرج كبير، حيث رفض في بادئ الأمر المغادرة وظل متمسكا بمنصبه، بالموازاة مع امتلاكه عقدا مؤشرا من قبل رئيس مجلس الإدارة، ولكن مع تعنت اللاعبين اضطر لقبول فكرة الرحيل عن الفندق، ولكن مع تهديد المسؤولين، باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد الشباب الذي تلاعب معه، وهو الذي كان بصدد الانتقال لتدريب أولمبي باجة.
قريـش في دور المدرب !
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، وجد المنسق العام عدلان قريش نفسه مجبرا على قيادة التدريبات، بعد رحيل قيس اليعقوبي وطاقمه الفني، وكذا انسحاب مساعدي مضوي (منصوري وبوعزة)، اللذين رفضا المواصلة، وهو ما خلف حالة من الاستياء لدى اللاعبين، الذين ظلوا يستفسرون عن هوية المدرب الجديد للشباب، ولئن كانوا يصرون على عودة مضوي، وهو ما حاول قريش نقله لملاك الشباب.
الشركة المالكة تمر إلى الخطة "ب"
لم ينتظر ملاك الشباب كثيرا، قبل الانتقال إلى الخطة "ب"، حيث سارعوا لبعث المفاوضات مع تقنيين آخرين، خاصة وأن الفريق في أمسّ الحاجة لمن يشرف على فترة التحضيرات، وتفاوض رئيس مجلس الإدارة مع مدربين، بعد رحيل اليعقوبي، ولكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع أحدهما، وإن كان الأقرب التقني الفرنسي برنارد كازوني المنتظر بتربص الفريق في السويعات القادمة.
التونسي يهدد بالفيفا ويطالب ب3 ملايـــير
رغم أن اليعقوبي غادر النادي الرياضي القسنطيني دون رجعة، إلا أن المخاوف كبيرة من إمكانية لجوئه إلى الفيفا للمطالبة بتعويضات عن تنحيته بتلك الطريقة، حيث تدور أحاديث في تونس حول رغبة اليعقوبي في الذهاب إلى الاتحاد الدولي للعبة، من أجل المطالبة ب3 ملايير سنتيم، سيما وأن القوانين تصب في صالحه، بالموازاة مع امتلاكه عقدا موقعا من طرف رئيس مجلس الإدارة عمر رابح.
اليعقوبي للنصر: ليس لدي أي توضيح وشكرا على الضيافة !
في حديث مقتضب مع التقني التونسي اليعقوبي، بخصوص كل ما جرى معه، ولماذا غادر الشباب، بعد 12 ساعة فقط عن تعيينه، رفض الخوض في هذه التفاصيل، مكتفيا بعبارة وحيدة: "ليس لدي أي توضيح وشكرا على الضيافة"، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة رسالة تهديد مباشرة لمسؤولي الشباب، الذين ارتكبوا معه ومع الفريق خطأ جسيما، على أمل أن لا تكون عواقبه وخيمة مستقبلا.   
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى