وضع، أمس، المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، تقنية جديدة للعلاج على مستوى مركز مكافحة السرطان، حيز الخدمة، تسمى تقنية العلاج الإشعاعي التجسيمي الداخلي والخارجي «ستيريوتاكسي». ويعتبر العلاج الإشعاعي التجسيمي طفرة في مجال الطب، لأنه عالي الدقة ويوفر جرعة دقيقة تصيب الهدف المقصود، مع المحافظة على الأنسجة السليمة المجاورة بشكل عام خلال جلسات العلاج الإشعاعي.

وقد أشرف فريق طبي كندي، أمس، بمركز مكافحة السرطان، على وضع الجهاز الإشعاعي الجديد حيز الخدمة، كما خضع ثلاثة مرضى يعانون من أورام الرئة و نقائل الدماغ و نقائل العظام للعلاج بواسطة هذه التقنية.
وحسب رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة الدكتورة نعون ليليا، فإن هذه التقنية عبارة عن جراحة مجسمة باستعمال نظام سداسي الأبعاد يوفر الحد الأدنى من التدخل الجراحي، حيث يستخدم إحداثيات النظام سداسي الأبعاد، لتحديد موضع الخلايا السرطانية الصغيرة داخل الجسم.
كما تُستعمل التقنية في بعض الحالات السرطانية مثل سرطان المخ والعظام  الرئة، ومن أهم مميزاتها تقليص عدد الحصص العلاجية وتحسين نسبة الاستجابة للعلاج، حيث تضاهي التدخل الجراحي وبالتالي تحسن نوعية العلاج لمرضى السرطان القادمين من عنابة و الولايات المجاورة، كما تدوم فترة العلاج من 3 إلى 5 جلسات، مدة كل منها تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة.
وحسب الدكتورة نعون، فإن تقنيات العلاج هذه هي الأولى من نوعها في الجزائر و شمال إفريقيا، وتتم بالتعاون مع المستشفى العمومي الكندي «أوتاوا» المختص في علاج الأورام السرطانية على مستوى المخ و الصدر، حيث تعطي نتائج أفضل وفاعلية في محاربة المرض على طريق الأشعة، إذ يعمل الجهاز على تحديد موضع المرض بدقة وفي حال ترك المريض وابتعاد نقطة العلاج عن أشعة المُسرع، يتوقف تدفق الإشعاعات مباشرة، إلى غاية عودة المريض إلى الوضعية الصحيحة، كما تكون النتائج بنفس مثيلاتها في الدول المتقدمة بتقنية «فيزيو أرت». وخضع الفريق الطبي وشبه الطبي لتكوين مكثف على مستوى مركز مكافحة السرطان بأوتاوا الكندية، وقد عاد إلى الجزائر لإكمال الدورة التكوينية، فضلا عن تنظيم عدة مناظرات مرئية بين الطرفين، للتأكد من جاهزية الطاقم و كذا العتاد الطبي.

ويعد مركز مكافحة السرطان بعنابة، الوحيد من بين المستشفيات العمومية الذي يقدم علاجا بتقنية «إمارت فيمات» لعلاج المرضى المصابين بسرطان الأذن والحنجرة وكذا البروستات، حيث يسهر عليه فيزيائيون و أطباء لهم كفاءة عالية، علما بأن هذه التقنية تسمح بتركيز العلاج على المرض، وفي نفس الوقت تقلل الأعراض على الأعضاء المحيطة، حيث تلقى الفريق الطبي تكوينا قبل عامين بمركز «بيار وماري كيري» بفرنسا في إطار عقد توأمة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى