حذرت نقابات التربية الأولياء من الضغط على التلاميذ وإجبارهم على متابعة الدروس الخصوصية في ظل العودة إلى النظام العادي للدراسة، ودعتهم إلى مرافقة الأبناء لتحقيق نتائج إيجابية، بدل إرغامهم على متابعة الدراسة لساعات إضافية بعد مغادرة الأقسام.
نبه رئيس النقابة المستقلة للأساتذة وعمال التكوين بوعلام عمورة إلى تفشي الدروس الخصوصية خلال الفترات المسائية، بعد أن سجل توجه بعض التلاميذ، لا سيما المقبلين على الامتحانات الرسمية إلى مدارس خاصة بعد مغادرة المؤسسة التربوية لتلقي دروس تدعيمية مقابل مبالغ معتبرة.
وأكد المتدخل «للنصر» بأن الدروس الخصوصية التي تعقب ساعات الدراسة بالمؤسسة التعليمية بعد يوم متعب وشاق، تؤثر سلبا على تركيز التلميذ وأدائه في القسم، كما تؤثر على الأساتذة المكلفين بتقديمها، لأن ممارسة نشاط بيداغوجي إضافي خارج ساعات العمل سيزيد من حالة الضغط.
واستبعد بوعلام عمورة تراجع الإقبال على الدروس الخصوصية مقارنة بما كان عليه الوضع خلال جائحة كورونا، معتقدا بأن الكثير من الأولياء سيلزمون أبناءهم بالدراسة لساعات إضافية بعد مغادرة المؤسسة التعليمية، بسبب تحول الدروس الخصوصية إلى موضة تستقطب عديد الأسر اعتقادا منها بأنها ستحقق النجاح والتفوق لأبنائها.
وحث رئيس نقابة «ساتاف» الأساتذة الذين يقدمون دروسا خصوصية للتفرغ لعملهم داخل المؤسسة التعليمية، وضمان المرافقة البيداغوجية المثلى للتلاميذ، عوض تشتيت جهودهم بين الأقسام والمدارس الخاصة، كما حذر الأولياء من الضغط على الأبناء، من خلال حرمانهم من الراحة وممارسة الرياضة والمراجعة خلال الفترة المسائية.
ويمكن أن تصبح الدروس الخصوصية يقول المتحدث، إذا تمت في إطار مقنن ووفق شروط صارمة، منها الفضاء الملائم وبتأطير من أساتذة أكفاء، وبعدد محدود من عدد التلاميذ، مكملة للمدرسة العمومية، لكنها لا يمكن أن تكون بديلا عنها لتأطير حوالي 11 مليون تلميذ في الأطوار الثلاثة.
وأضاف من جهته رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة بأن الدروس الخصوصية التي تجري في قاعات ضيقة ومكتظة مقابل مبالغ باهظة، لا تعوض أبدا الدور الريادي الذي تؤديه المدرسة العمومية، التي تعد مكسبا هاما تناضل كافة التنظيمات النقابية من أجل الحفاظ عليه وتثمينه.
وأفاد الأستاذ روينة في حديث معه، بأنه في ظل غلاء المعيشة لا يمكن للأسر أن تتحمل مصاريف مدرسة موازية لا تقدم أي قيمة مضافة للمجتمع، عكس الدروس البيداغوجية التي يؤطرها أساتذة مختصون بالمؤسسات التعليمية، ويتم تتويجها بإخضاع التلميذ إلى تقويمات وامتحانات فصلية لتقييم مستوى التحصيل العلمي ومعالجة موضع الخلل إن وجدت.
وحث المصدر الأولياء على ضرورة مرافقة الأبناء وتعزيز الإرادة لديهم على المثابرة والاجتهاد، بدل تشجيعهم على الدروس الخصوصية التي ستزيد من الأعباء التي تتحملها الأسر، في حين أن المدرسة العمومية تضمن التأطير والتعليم وفق الشروط البيداغوجية مجانا، داعيا الآباء إلى النضال مع الأساتذة من أجل الحفاظ على هذا المكسب الهام.
ورفض الأستاذ زبير روينة تحجج بعض الأولياء باكتظاظ الأقسام لتشجيع أبنائهم على الدروس الخصوصية، التي تجري في ظروف كارثية وفي فضاءات ضيقة بأعداد كبيرة من التلاميذ، عكس الدروس العادية، مؤكدا استعداد الأساتذة للعمل لتحسين مستوى أداء المدرسة وتحقيق نتائج إيجابية تلبي الطموحات.
وأفادت من جهتها عضو الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ فتيحة باشا في اتصال معها، بأن المطلوب من الأولياء تعويد الأبناء على المثابرة والاجتهاد في المدرسة والبيت، والمواظبة على المراجعة لتحسين المستوى التعليمي، بدل اللهث وراء تحقيق علامات مرتفعة.
وترى السيدة باشا بأنه عقب تجاوز جائحة كورونا أصبح من الضروري تكاثف الجهود لتعزيز دور المدرسة، بعد أن اكتسحت الدروس الخصوصية المجال خلال الأزمة الصحية، بسبب أوقات الفراغ التي ترتبت عن النظام الاستثنائي للدراسة، وتم استغلالها من قبل المدارس لاستقطاب التلاميذ وتحقيق الأرباح.
    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى