كشف رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، البروفيسور الطاهر ريان، أمس الأحد، أن حوالي 4 ملايين جزائري مصابون بالقصور الكلوي، وأشار إلى أن 26 ألف مصاب يخضعون لعملية الغسيل الكلوي على مستوى 350 مركزا  عبر مختلف أنحاء الوطن، فيما كشف بأن 220 ألف مصاب خضعوا لعملية زرع كلى وظيفية، و حوالي 1000 آخرين لعملية غسيل الكلى الصفاقي.
وفي تصريح للصحافة على هامش انعقاد المؤتمر الوطني السابع والعشرين للجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، المنعقد على مدى يومين بفندق شيراتون نادي الصنوبر غربي الجزائر العاصمة، تحت شعار «طب الكلى بلا حدود ‘’ اعتبر البروفيسور الطاهر ريان أن عدد الذين خضعوا لزراعة الكلى خلال السنة الجارية قليل باعتبار أن عدد المحتاجين لعملية الزرع يمثل الضعف، مؤكدا بأن حل مشكل زرع الكلى نهائيا بالجزائر يتطلب وجود 500 متبرع سنويا.
وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن قانون الصحة لسنة 2018، يسمح بنزع أعضاء المتوفين دماغيا قصد زراعتها لمن يحتاجها من المرضى الذين تتوقف حياتهم عليها، دون الحصول على رخصة من الشخص المتوفي، غير أنه أكد أن هذا القانون لا يسري على الأشخاص المتوفين الذين سبق لهم وأن دونوا أسماءهم في دفتر الامتناع عن التبرع بالأعضاء قبل وفاتهم.
وبعد أن أوضح بأن قانون الصحة لسنة 2018 حدد الأسس الرئيسية لعملية نقل وزرع الأعضاء وتحسين تسييرها،  دعا البروفيسور ريان إلى ضرورة الإسراع في وضع النصوص التطبيقية المرافقة لذلك لتسهيل الانطلاقة الفعلية، مشددا في ذات الوقت على ضرورة إطلاق بطاقية وطنية للمتبرعين أو الرافضين لعملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.
كما دعا إلى ضرورة الإسراع في وضع مخطط وطني للتكفل بمرضى القصور الكلوي. من جهة أخرى كشف رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى بأن الجمعية ستطلق خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة، قافلة توعوية - تحسيسية تجوب مختلف ولايات الوطن، لإبراز أهمية التبرع بالأعضاء وخاصة بالكلى بعد الوفاة، سعيا لترسيخ التبرع  كممارسة من شأنها انقاد حياة الكثير من المرضى، سيما وأن الأمر تم حسمه من الناحية الشرعية بعد أن أجازته كل المرجعيات الدينية الإسلامية عبر العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف ‘’ إن ترسيخ فكرة التبرع بالأعضاء تحتاج إلى عمل تحسيسي وتوعوي طويل المدى، يتطلب تنسيق جهود الجميع بما فيهم رجال الدين الإسلامي في بلادنا.
تجدر الإشارة إلى أن أشغال المؤتمر الوطني السابع والعشرين للجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى انطلقت صبيحة أمس، بمشاركة أكثر من 400 مختص، معظمهم من أطباء الكلى والممارسين العامين، وأخصائيي الطب الداخلي، وجراحين وأطباء من تخصصات أخرى.
وينشط اللقاء على مدى يومين ( الأحد والاثنين )، مختصون جزائريون وأجانب من خلال تقديم مداخلات يستعرضون فيها آخر ما توصل إليه الباحثون في التكفل بمرضى الفشل أو القصور الكلوي، لا سيما فيما يتعلق بالعلاجات الجديدة لأمراض الكلى والمستجدات المتعلقة بزرع الأعضاء من متبرع متوفى دماغيا. وتمت بالمناسبة برمجة نقاشات حول العديد من الموضوعات إلى جانب ورشات عمل للسماح للمشاركين بتطوير معارفهم فيما يتعلق بالتكفل بالأمراض النادرة للكلى، وتلك المتعلقة بمضاعفات الوصول إلى الأوعية الدموية لمرضى الكلى، وكذا التغذية بالنسبة لمرضى القصور الكلوي، وجائحة كوفيد 19 وآثارها على الكلى. وأشار المنظمون بالمناسبة إلى أن الفشل الكلوي المزمن هو حالة متكررة وخطيرة، مع وجود تحديات صحية عامة كبيرة ، وتم التأكيد على أن ارتفاع ضغط الدم والسكري وحدهما مسؤولان عن حالة واحدة من كل حالتين تقريبا، ما يتطلب من المصابين بضغط الدم والسكري الأخذ بمختلف أسباب الوقاية والتزام العلاج المنتظم والحمية المطلوبة لتفادي الإصابة بالقصور الكلوي
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى