أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تم إطلاقها في قطاع المناجم ومنها مشروع استغلال منجم غار جبيلات و مشروع الفوسفات المدمج و كذا مشروع استغلال منجم الزنك الرصاص بوادي أميزور ببجاية واعتبروا أن هذه المشاريع، ستعطي دافعية لعملية التنويع الاقتصادي المستهدفة وستسمح بالحصول على ريوع تعوض الريع النفطي والغازي و خلق الآلاف من مناصب الشغل وتحقيق نجاعة اقتصادية وتنمية مستدامة.
وأبرز الخبير الاقتصادي البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر تتوفر على خيرات كثيرة ومنها المعادن، لافتا إلى أنه خلال 3 سنوات الأخيرة، وضعت الجزائر، قطاع المناجم في صميم معركة التنويع الاقتصادي، بعد عقود لم يستغل فيها هذا القطاع بالقدر الكافي.
واعتبر البروفيسور مراد كواشي، أن أبرز ما ميز الاستراتيجية الجزائرية في هذا القطاع، هو أنها تعتمد على ورقة طريق واضحة ومحددة تتألف من مجموعة من الخطوات، لافتا في هذا الصدد، إلى أن أولى الخطوات التي باشرتها الدولة، هي مراجعة الإطار التشريعي لهذا القطاع وثانيا إجراء مسح ميداني و وضع خريطة جيولوجية دقيقة ومحينة عن كامل الثروات المعدنية و المنجمية، أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في تطوير الموارد البشرية القادرة على استغلال الثروات المعدنية وأخيرا العمل على استخدام التقنيات الحديثة وخاصة التكنولوجيات المتطورة في مجال التنقيب، لأن استخراج بعض المعادن الآن ، أصبح يتطلب تكنولوجيات متطورة جدا.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى إطلاق مشاريع ضخمة، حيث تم وضع برنامج يشمل 26 مشروع بحث في مجال التنقيب والاستكشاف المنجمي وهذا في اطار الاستراتيجية الرامية لإنجاح 100 مشروع منجمي مستقبلا ، يشمل 35 ولاية، بهدف تصنيع المواد المنجمية وإنهاء عملية الاستيراد في هذا المجال.
ونوه الخبير الاقتصادي بالمشاريع الهامة العديدة التي تم إطلاقها في هذا القطاع  في المرحلة الأخيرة ، أهمها مشروع استغلال منجم غار جبيلات والذي من المرتقب أن يوفر 3 آلاف منصب عمل مباشر بالإضافة إلى الآلاف من المناصب غير المباشرة، كما سيضمن لخزينة الدولة مداخيل وإيرادات كبيرة ، أضف إلى ذلك مشروع الفوسفات المتكامل بشرق البلاد بحجم استثمار يفوق 7  مليار دولار، بالإضافة إلى مشروع استغلال الذهب في جنوب البلاد.
كما أشار البروفيسور مراد كواشي، إلى مشروع استغلال منجم الزنك الرصاص بوادي اميزور ببجاية، و الذي يتربع على مساحة 234 هكتار ، كما أنه يوجد احتياطي قابل للاستغلال يقدر ب34 مليون طن ،  واعتبره مشروعا استراتيجيا و هاما جدا و له بعد اقتصادي واجتماعي، لأنه سيوفر مناصب عمل تقدر ب 780  فرصة عمل مباشرة و4000 منصب عمل غير مباشر.
من جهة أخرى، أوضح الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي، أن القيمة المضافة الحقيقية لقطاع المناجم، لا تكمن في تصدير المادة الخام على حالها، بل في تحويلها وتثمينها ، وهذا الأمر يتطلب -كما أضاف-، تطوير صناعات وطنية لتحويل هذه المواد محليا وإقامة نسيج صناعي.
ومن جانبه، أشار الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد طرطار في تصريح للنصر، أمس، إلى وضع استراتيجية متكاملة وخاصة منذ سنة 2020 ، بهدف إعادة استغلال المناجم وكل مواقع المعادن بشكل مستفيض يؤدي إلى تحقيق نجاعة اقتصادية وربح من شأنه أن يعطي دافعية أكثر ويعوض الريع النفطي .
وأبرز الخبير الاقتصادي، المشاريع الهامة في القطاع ومنها مشروع استغلال الزنك والرصاص بوادي اميزور ببجاية  بالإضافة إلى مشروع الفوسفات المدمج بتبسة والذي يشمل استغلال الفوسفات واستخراج الكثير من المنتوجات وتدويرها في الاقتصاد الوطني.
 ومن جانب آخر تم استغلال منجم غار جبيلات في الجنوب الغربي بقدرة استهدافية كبيرة من شأنها أن تطور المنطقة وتضفي عليها تنمية مستدامة في سياق عمليات الاستغلال الأمثل لهذه الموارد، كما تم استغلال بقية المعادن وخاصة معدن الذهب في مناطق الجنوب.
واعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار، أن هذه المشاريع، تعطي دافعية لعملية التنويع الاقتصادي المستهدفة وفي ذات الحين، تعطي أريحية بالحصول على ريوع من شأنها أن تعوض الريع النفطي والغازي.
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى