أكّد، أمس، سفير دولة فلسطين لدى الجزائر فايز أبوعيطة بأن الجزائر كانت بوابة فلسطين إلى الشرعية الدولية، ونجحت في وضع فلسطين على أعلى منصة دولية، مضيفا بأن الفلسطينيين يدينون للجزائر بهذا العمل، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يقدر عاليا وقوف الشعب الجزائري إلى جانبه في كل الأوقات، و شدد بأن الجزائر في مقدمة الدول التي لها مكانة عظيمة في نفس كل فلسطيني.
وثمن السفير الفلسطيني لدى الجزائر أثناء استضافته في منتدى جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة ما تقوم به الجزائر من جهود لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجزائر تدرك أهمية الوحدة الوطنية، لأن الثورة التحريرية قامت على وحدة الشعب الجزائري والفصائل والمقاومة الجزائرية، ولفت إلى أن الجزائر ساهمت في تخفيض الخلافات الفلسطينية إلى أقصى حد، قائلا « في هذه الحرب لم يعد هناك مجال للاختلاف، والاختلال خلف ظهورنا وشعبنا يذبح».
وفي السياق ذاته أكد أبوعيطة بأن الجزائر تستطيع أن تتبنى وجهة النظر الفلسطينية والحق الفلسطيني بشكل كامل، قائلا « نعلم أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائر هي قضية مركزية»، مشيرا إلى أن الجزائر ستوفر الغطاء الدولي بصفتها عضوا في مجلس الأمن.
وتحدث السفير عن مراسلة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص الطلبة الفلسطينيين الذين انقطعت بهم السبل، مشيرا إلى أنه في ظرف أيام قليلة أمر الرئيس  بصرف منحة مالية لجميع الطلاب الفلسطينيين، سيما الذين انقطعت بهم السبل مع ذويهم بسبب الحرب، قائلا «هذه المنحة معتبرة والجزائر لم تقصر مع الشعب الفلسطيني».
وبخصوص الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني، قال السفير بأن هذه الدعوى جاءت تلبية للدعوى التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الجزائر بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وعقدت في الجزائر ندوة منذ حوالي شهر ونصف من طرف نقابة المحامين ونقابة الأطباء بحضور ممثلين عن دولة جنوب إفريقيا وممثلين عن عدة دول، مشيرا إلى أن مجرد قبول الدعوى من طرف محكمة العدل الدولية هو تأكيد بوجود جرائم حرب، و أوضح بأن قرار المحكمة تاريخي ويحتاج إلى تطوير والبناء عليه.
وفي السياق ذاته، لفت السفير إلى جلسة مجلس الأمن التي عقدت منذ أيام بناء على طلب الجزائر لإعطاء الصبغة الإلزامية لقرارات محكمة العدل الدولية، قائلا «المعركة كبيرة في مجلس الأمن، خصوصا وأن الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على إعاقة الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل وقف هذا العدوان» وأشار إلى وجود  تنسيق بين الجزائر وفلسطين والدول الشقيقة من أجل ثني إرادة الولايات المتحدة الأمريكية، والوصول إلى لحظة وقف إطلاق النار لحماية الشعب الفلسطيني من هذه الحرب، وأكد بأن ما يحدث في غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي وظيفته حماية الاستقرار والسلم الدولي.
وفي سؤال حول الوحدة الفلسطينية، أكد السفير بأن الشعب الفلسطيني موحد في الميدان ومطلبه واحد وهو وقف الحرب، ولا يقبل بأي حل في غزة بعيدا عن الحل الشامل، وغزة جزء من حل سياسي شامل يكفل قيام دولة فلسطينية، حيث تكون غزة جزء منها وليس خارجها، قائلا «نحن لسنا مشغولين بمن يحكم غزة ولا باليوم التالي للحرب، وإنما بوقف شلال الدم الذي يستهدف الشعب الفلسطيني، وملاحقة الاحتلال الغاشم في المحافل الدولية، وسنبقى موحدين» وأضاف بأن الشعب الفلسطيني يصر على التمسك بحقوقه المشروعة وانتزاع هذه الحقوق بكل السبل والطرق الممكنة، وحق الشعب الفلسطيني أن يحيا ويعيش في دولة مستقلة وبكرامة، مؤكدا مواصلة النضال حتى استرداد كل الحقوق، باستغلال كل سبل المقاومة، بما فيها المقاومة السياسية والقانونية، مشيرا إلى أن المقاومة القانونية في هذه الظروف خطوة مهمة.
في سياق متصل أكد السفير أن السلاح الذي يملكه الشعب اليوم هو تواجد 7 ملايين فلسطيني على أرضه، وقال هذا أهم سلاح، وأشار إلى أن الحرب الحالية التي وصلت إلى أربعة شهور، هي من أطول الحروب في العالم، والعالم يتكالب خاصة الدول العظمى مع هذا الكيان المارق على الشعب الفلسطيني لتهجيره عن أرضه، مضيفا بأن الشعب الفلسطيني موجود وسيتمر على أرضه، وأقوى سلاح عنده هو وجوده على أرضه، مشيرا إلى إحصاء 450 ألف فلسطيني يقيمون في القدس، والمعركة كانت لتغيير هوية القدس، و شكلها، وطابعها العربي والإسلامي، ومعالمها، مؤكدا بأن القدس ستبقى من أبرز معالم الصراع في المنطقة ، قائلا « طالما موجودين لا يمكن أن نفرط في ذرة من تراب القدس، ولن يستطيعوا تغيير معالمها»، مضيفا بأن الصراع هو صراع وجود.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى