* «الشراكة الاستراتيجية الشاملة دخلت مرحلة جديدة منذ زيارة الرئيس تبون للصين»
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية في الجزائر «لي جيان»، في منتدى التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين والجزائر، المقام أمس بسطيف، أن السنة الجارية ستكون عاما لحصد التعاون العملي بين البلدين، خاصة أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة دخلت رحلة جديدة بعد زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لجمهورية الصين في شهر جويلية من السنة الماضية.
وقال لي جيان في كلمة ألقاها أمام الحضور بقاعة «الدوم» على مستوى المركز التجاري والترفيهي «بارك مول سطيف»، في افتتاح منتدى التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بين رجال الأعمال من جمهورية الصين الشعبية والجزائر، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين، كانت محطة لرسم رئيسي البلدين مخططا مشتركا وعظيما لتطوير العلاقات الودية التقليدية، مبرزا قيمتها التاريخية باعتبار أنها جاءت بعد 15 سنة، وفي عام انتخبت فيه الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدا تنسيق البلدين والدعم الكامل لبعضهما البعض حول الأمن الإقليمي والاهتمامات المشتركة، وأن الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين بلغت آفاقا جديدة، كما أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين جمهورية الصين الشعبية و الجزائر تطور بقوة، حيث تجاوز إجمالي التجارة الثنائية 10 مليارات دولار أمريكي لأول مرة في عام 2023، معتبرا الجزائر سوقا عالية الجودة تتفاءل بها الشركات الصينية، خاصة في ظل تميزها باستقرار سياسي و موقع جغرافي متميز، ما يؤهلها لأن تكون واحدة من الوجهات المفضلة للاستثمارات الخارجية من قبل الشركات الصينية، التي تعمل بعضها في الجزائر منذ أكثر من 40 سنة، مشيرا إلى أن جامع الجزائر الأعظم، الطريق السيار شرق- غرب، الملاعب والمساكن الاجتماعية و غيرها، تعد علامات فارقة في تطور المدن الجزائرية وتجسيد حيّ للتعاون المتبادل بين البلدين. كما أكد المتحدث بأن الحكومة الصينية شجعت ودعمت الشركات الصينية من أجل التكيف مع التغيرات في وضع السوق الدولية، والاستثمار بنشاط في الجزائر، مع تعزيز نقل التقنية وزيادة التدريب وتلبية رغبات الجزائر في توسيع مستوى انفتاحها، مع مطالبة هذه الشركات بالالتزام بالقوانين والأنظمة واحترام العادات والتقاليد الجزائرية، مؤكدا رغبة جمهورية الصين الشعبية في الاستمرار بالمشاركة في تحقيق رؤية الجزائر الجديدة و تعزيز التنويع الاقتصادي، و المساهمة في التصنيع المحلي، كما دعا السفير الصيني الحكومة الجزائرية إلى إنشاء آلية تنسيق بين الطرفين والغرف التجارية والشركات في البلدين لحل المشاكل المختلفة، وإلى مواصلة تحسين بيئة الأعمال من خلال الدعم والضمانات التي تضمن ارتياحا للشركات الصينية.
من جانبه، دعا رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية الصينية النائب سعيد حمسي المستثمرين و المتعاملين الاقتصاديين المحليين إلى الانخراط في شراكة قوية مع الطرف الصيني بمبدأ رابح رابح، مؤكدا بأن كل الظروف و المناخ و كذا الضمانات متاحة، خاصة في ظل التشريعات القانونية المستحدثة مؤخرا لتشجيع الاستثمار وحماية المستثمرين.
فيما أبرز والي سطيف مصطفى ليماني، وممثلون عن كل من وزارة التجارة وترقية الصادرات، وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار،و كذا الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية، المقومات المادية والآليات التي أقرتها السلطات العليا للبلاد من أجل تحسين بيئة الأعمال ومناخ الاستثمار في الجزائر لا سيما استثمار الأجانب، على غرار توفر العقار الصناعي ورقمنة الإجراءات والتسهيلات الجمركية وغيرها من التدابير التي اتخذت لهذا الغرض.
جدير بالذكر أن ممثلي 18 مؤسسة صينية وحوالي 160 مؤسسة محلية شاركوا في هذا المنتدى الذي اختتم بعقد لقاءات ثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين.
خ. ل

الرجوع إلى الأعلى