أكد وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، أمس، أن الجزائر التي كانت مثلا يحتذى في الصمود والمقاومة والجهاد، قادرة اليوم على أن تكون مثلا في تثبيت دعائم استقلالها، وتحقيق ذاتها، والتخلص من كل أنواع التبعية لغيرها، وكل ذلك من مبادئ نوفمبر، وأهداف الاستقلال، ولا سيما ما يتعلق منها بمقومات أمتنا وثوابتها: عقيدة، ولغة، وثقافة وطنية، وقيما روحية وأخلاقية، داعيا إلى ضرورة تحقيق التواصل بين جيل الجهاد وجيل الاستقلال، وربط الجيل الجديد بماضيه المجيد، وتأهيله لحفظ أمانة الاستقلال.
وفي كلمة افتتاحية لندوة علمية نظمتها مؤسسة جامع الجزائر، بعنوان "الإسلام في الجزائر: القوة الروحية المحررة للوطن، والموحدة للأمة"، نشطها رئيس مجلس الأمة المجاهد صالح قوجيل، بالمركز الثقافي للجامع، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة المصادف للـ 08 ماي من كل سنة، شدد السيد العميد على ضرورة تحقيق التواصل بين جيل الجهاد وجيل الاستقلال، وربط الجيل الجديد بماضيه المجيد، وتأهيله لحفظ أمانة الاستقلال وتجنيده نحو أهداف سامية لخدمة دينه ووطنه، وإذكاء الحس الوطني في نفسه، وتعزيز الشعور بالانتماء لديه، حتى لا يتنكر لهويته وثوابت أمته، وينقلب خصما لدينه ووطنه.
وأكد في ذات السياق على أهمية الوفاء لرسالة الشهداء وتبليغها إلى الأجيال المتعاقبة، لتبقى مآثر ثورة التحرير المجيدة، التي قادت إلى استرجاع السيادة الوطنية،  حية في ذاكرة الأمة، على مدى الأيام، تتفاعل معها، وتعمل لتجسيد أهدافها وبلوغ غاياتها.
وأبرز في هذا الصدد بأن أمانة الاستقلال هي الجزائر، بوحدة شعبها ووحدة أرضها، التي يشعر كل مواطن فيها أنها وطن لجميع أبنائها، في أي بقعة من أرضها، تتكافأ فيها فرصهم، وتتساوى حقوقهم، على اختلاف جهاتهم وانتماءاتهم، وتعدد ألسنتهم وتنوع اختياراتهم، وأن تبقى لغة القرآن توحد فكرهم وخطابهم، ورابطة الإسلام تجمعهم وتؤلف بينهم.
كما بين في ذات الوقت أهمية بقاء الأجيال المتعاقبة متشبعين بقيم الثورة من خلال ما ينقل إليهم  حول ماضي بلادنا الحافل بالأمجاد وحاضرها المتطلع إلى التجديد، من أجل بناء المستقبل على أسس متينة وقواعد صحيحة ترتكز على القيم الروحية والوطنية التي كان التحامها سر تماسك شعبنا، عبر الأجيال، ولاسيما في أوقات المحن والشدائد في عهد الاحتلال.
كما أبرز أهمية ربط الحديث عن الثورة بالحديث عن الإسلام باعتباره القوة الروحية المحررة للوطن والموحدة للأمة، مشيرا إلى أن بيان أول نوفمبر، قد جاء متضمنا لهذه القيم، وعبر عن مبادئ وأهداف، كان أهمها توضيح هوية الدولة الجزائرية، بعد استعادة الاستقلال، واعتبار الإسلام الإطار الحضاري والمقوم الأساسي للهوية الوطنية، حيث نص على: "إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية، ذات السيادة، ضمن إطار المبادئ الإسلامية"، وتحقيق وحدة شمال إفريقيا، في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي،  فكان ذلك إعلانا صريحا أكد
–كما أضاف - الانتماء الحضاري للشعب الجزائري الذي اختار هويته، منذ أربعة عشر قرنا، "فلم يبغ عنها حولا، ولن يرضى بغيرها بديلا".
وبيّن الشيخ القاسمي الحسني، أن "الجزائر بالإسلام اهتدت، و به جاهدت وانتصرت، وأن روح أمتنا هو الإسلام، وقوام حياتها الإسلام، ولا يضمن وحدتها وتلاحمها إلا الإسلام"، مؤكدا بأن الشعب الجزائري متمسك بالإسلام، منذ أن هداه الله إليه، لأنه عرف في هذا الدين الحنيف السماحة والكرامة والمساواة والإنسانية، ووجد فيه العدالة الاجتماعية.             عبد الحكيم أسابع

الرجوع إلى الأعلى