شرعت الشركة الوطنية للمحروقات، في تنفيذ إستراتيجيتها لرفع مردودية الحقول المستغلة الحالية، في إطار سياسة الحكومة لرفع إنتاج النفط والغاز في الفترة المقبلة، حيث أبرمت سوناطراك عقودا مع أربع شركات أجنبية لاستيراد تجهيزات وآليات حفر للتنقيب عن مكامن النفط، لدعم الصادرات وتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلية، في الوقت الذي شرعت فيه وزارة الطاقة في مشاورات مع عديد الشركات النفطية بشأن موعد إطلاق جولة جديدة من المناقصات.
أبرمت الشركة الوطنية للمحروقات، أواخر شهر فيفري الماضي، أربعة عقود تصل قيمتها الإجمالية إلى 800 مليون دولار، لاستيراد أجهزة وأنابيب لحفر الآبار النفطية، للتنقيب عن البترول والغاز، في صفقة تعد الأكبر من نوعها منذ العام الماضي، في سياق المخطط الاستثماري الذي وضعته الشركة لاستثمار أزيد من 3,2 مليار دولار على مراحل لتحسين أداء الحقول النفطية. وتأتي في سياق الخطة التي وضعتها وزارة الطاقة لرفع إنتاج الشركة من المحروقات بغية تلبيه حاجيات الدول المستوردة للطاقة، وكذا ضمان حاجيات السوق المحلية من المواد الطاقوية.
وتعاقدت سوناطراك مع أربع شركات أجنبية، ويتعلق الأمر بشركات «سي.سي. ماشينيري» الألمانية، والشركة الهولندية «فان ليوين»، واليابانية «ماروبيني-ايتوشو»، و شركة «فالوريك انابيب» الفرنسية.
 كما قررت الشركة، توسيع قائمة الشركات التي تتعامل معها في مجال توريد التجهيزات المتعلقة بخدمات قطاع الطاقة، في محاولة لتقليص تكاليف الإنتاج، وأوضح مصدر من داخل الشركة، بأن «سوناطراك تسلمت في الفترة الأخيرة الكثير من العروض من شركات رائدة في مجال الخدمات والتجهيزات النفطية لاختيار العروض الأنسب من حيث الكلفة خاصة مع تراجع أسعار النفط»
وتسعى الشركة إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز في المرحلة المقبلة، لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بالشركة التي انهارت مداخيلها بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالمداخيل المحققة في 2014، وترغب الشركة في رفع إنتاجها من المحروقات لدعم مستوى الصادرات التي تراجعت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة، بالنظر لتزايد الطلب المحلي على الطاقة، ما أجبر الشركة على تحويل حصص من إنتاجها الموجه للخارج لتغطية الطلب الداخلي
كما شرعت الشركة في مشاورات مع كبريات الشركات النفطية في العالم، بشأن موعد إطلاق الجولة الجديدة من عروض التنقيب واستكشاف المحروقات، ولم تحدد بعد سوناطراك موعد الجولة الجديدة من المناقصات. وذكر مسؤول بالشركة «أن ذلك مرتبط أساسا بتطور الوضع في السوق النفطية»، مشيرا إلى أنه في حال تعافي السوق وارتفاع الأسعار إلى مستويات مقبولة سيتم إطلاق المناقصة.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 2 بالمائة أول أمس، وسجل الخام مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، حيث تجاوز سعر البرنت عتبة 40 دولارا للبرميل، محققا أعلى مستوى له منذ بداية العام، وقالت وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس والتي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية، إن إنتاج الخام في الولايات المتحدة والمنتجين الآخرين غير الأعضاء في منظمة أوبيك يبدأ بالتراجع بمعدلات سريعة في حين أن الزيادات في الإمدادات من إيران أقل من أن تشكل مفاجأة. وأضافت الوكالة أن إنتاج النفط خارج أوبيك سيهبط بمقدار 750 ألف برميل يوميا هذا العام وهو رقم يزيد حوالي 25 بالمائة عن تقديرها السابق البالغ 600 ألف برميل يوميا.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى