شخصيات مقيمة بالخارج تحاول رسم صورة سوداء عن الجزائر
 قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس الأحد، أن الجزائر لن تسمح لأي كان بالتدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن الحكومة متحكمة في الأوضاع عكس ما تروّج له أطراف داخلية وخارجية. و أوضح سلال، أن شخصيات مقيمة بالخارج تحاول رسم صورة سوداوية عن الوضع الداخلي بالجزائر، مؤكدا بأن الدولة لن تسمح أبدا بالمساس بوحدة البلاد.
وأضاف الوزير الأول، بأن سنة 2017 ستكون سنة صعبة اقتصاديا، مطمئنا الجزائريين بأن الحكومة سيكون بمقدورها إدارة الأزمة والتحكم في الوضع.
رد الوزير الأول عبد المالك سلال، على مسؤولين فرنسيين حاليين وسابقين جعلوا من الجزائر موضوعهم الأول سياسيا وإعلاميا، واستغل سلال تدشينه أمس، الطبعة الـ 17 للصالون الدولي للسياحة و الأسفار، للرد على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي حذر من انهيار الجزائر بسبب تراجع أسعار المحروقات، كما رد كذلك على التصريحات المنسوبة للسفير الفرنسي بخصوص منح التأشيرات للجزائريين، وحرص سلال على توجيه رسالة قوية للفرنسيين، مفادها أن الجزائر لن تقبل أن يتدخل أي كان في شؤونها الداخلية.
وظهر من نبرة سلال والعبارات التي استعملها للرد على الأطراف داخل وخارج الوطن، بأن صبر الحكومة إزاء تصريحات الفرنسيين بدأ ينفد، بعدما تعمد المسؤولون في باريس الخوض في الأوضاع الداخلية الجزائرية، عبر قنوات سياسية وإعلامية بل وحتى دبلوماسية، وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال، في تصريح للصحافيين على هامش الصالون، بأن الجزائر لن تسمح لأي كان بالتدخل في شؤونها الداخلية، واستطرد بالقول أن "الدولة الجزائرية متحكمة في الأمور ولا نقبل بأي تدخل من أي مصدر كان، وسنواصل الحفاظ على الوحدة والاستقرار الوطنيين وعلى مؤسسات الدولة".
وذكر سلال بأن شخصيات مقيمة بالخارج تحاول رسم صورة سوداوية عن الوضع الداخلي بالجزائر. كما رد الوزير الأول، على التصريحات المستفزة التي أطلقها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بخصوص الوضع الاقتصادي واحتمال انهيار الجزائر بسبب الأزمة النفطية ، مؤكدا بأن الجزائر متحكمة في الوضع الاقتصادي، رغم تراجع أسعار البترول في السوق الدولية. وقال سلال، بأن الجزائر تنتهج "سياسة واضحة وتسير في الطريق السليم" عكس تصريحات بعض المسؤولين الأجانب الذين يحاولون زرع الشكوك حول إمكانية انهيار الجزائر ودخولها في المشاكل بسبب تراجع مواردها البترولية.
وأبرز أن الجزائر "تمكنت من تجاوز الصدمة الاقتصادية وحافظت على استقرارها الوطني ولازالت تواصل ذلك " مستدلا في هذا الشأن بـ"حسن تسيير البلاد" وذلك بعد مرور سنتين من انخفاض أسعار النفط في السوق الدولية منذ جويلية 2014 . وأضاف قائلا: "نحن متحكمون في اقتصادنا الوطني، وبالعكس فإن تراجع أسعار البترول شكل لنا فرصة لتنويع اقتصادنا"، مستدلا في هذا الشأن بإنشاء 24 ألف مؤسسة, خاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة".
اجتماع الثلاثية في جوان المقبل
من جانب آخر، أعلن الوزير الأول، عن عقد اجتماع الثلاثية في الخامس جوان المقبل، والذي سيتناول ملفات اقتصادية واجتماعية، وخاصة ما يتعلق بالخطة الاقتصادية البديلة التي تنوي الحكومة اقتراحها على الفاعلين لمواجهة تداعيات الأزمة النفطية وتنويع مصادر الدخل خارج ريع المحروقات.
وخلال جولته بأجنحة الصالون، أكد سلال، بأن ترقية السياحة تدخل ضمن أولويات الحكومة، لتنويع الاقتصاد الوطني إلى جانب قطاعي الفلاحة والصناعة، ودعا الوكالات السياحية للترويج لوجهة الجزائر ضمن برامجها السياحية المقترحة على الجزائريين أو الأجانب، وشدّد على ضرورة تقديم خدمات ذات نوعية للسياح، وهو ما سيجعل السائح مرتبط بالوجهة الداخلية، وأوضح سلال، بأن ترقية السياحة الداخلية وجذب مزيد من السياح الأجانب هو "العامل الأساسي للنهوض بالسياحة في الجزائر، مؤكدا ضرورة تغيير الذهنيات خاصة فيما يتعلق باستقبال السياح وتمكينهم من كافة وسائل الراحة والترفيه السياحي.
وأكد الوزير الأول على ضرورة رفع العراقيل الإدارية التي تعيق الاستثمارات السياحية، واصفا البيروقراطية بـ"المرض" الذي تعاني منه الجزائر، ودعا إلى إبعاد الإدارة عن تسيير الاستثمارات وفسح المجالات أمام الطاقات والقدرات الوطنية، موضحا بأن الدولة لا يمكنها في الوقت الحالي بناء فنادق أو منتجعات سياحية، مؤكدا بأن المجال مفتوح أمام إقامة مشاريع شراكة بين القطاعين العمومي والخاص. وأعلن عن منح تراخيص لإقامة مخيمات صيفية، حيث سيتم تخصيص مخيم للعائلات بينما يخصص المخيم الثاني للشباب على أن تمتد فترة التراخيص لثلاثة أشهر.
الجزائر تضامنت بـ"السياح" مع تونس
ولدى زيارته للجناح المخصص لتونس، قال سلال، بأن الجزائر وقفت إلى جانب تونس في المحنة التي عرفتها، وأوضح قائلا "سياسة الجزائر واضحة، تونس عرفت مشاكل ونحن متضامنون معها"، قبل أن يؤكد بأن تشجيع السياحة إلى تونس هو أحد جوانب هذا التضامن، ودعا الطرف التونسي إلى التحضير لاستقبال السياح الذين سيتنقلون إلى تونس هذا الصيف، واقترح سلال خلق سياحة عائلية بين البلدين لتسهيل التبادل الاجتماعي عبر تنقل العائلات الجزائرية إلى تونس والعكس، بمساهمة جمعيات و وكالات سياحية متخصصة.
وعلى هامش الصالون الدولي للسياحة والأسفار، أشرف وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عمر غول، على افتتاح لقاء للمستثمرين الجزائريين من مختلف ولايات الوطن، لتقديم توجيهاته بخصوص النظرة المستقبلية للوزارة من أجل تطوير القطاع، حيث ذكر بالتسهيلات والتحفيزات التي أقرتها الحكومة تجاه كل المتعاملين في مجال السياحة، وبالخصوص الفندقة، الوكالات السياحية، والمستثمرين الذين يعملون على تطوير وتعزيز السياحة في الجزائر.
ويشار إلى أن الطبعة الـ17 للصالون الدولي للسياحة والأسفار، تعرف مشاركة 256 عارضا من بينهم 23 مشاركا يمثلون 15 بلدا عربيا وأجنبيا. وتهدف هذه التظاهرة الدولية التي تحمل هذه السنة شعار"السياحة والاقتصاد المستدام"، إلى تمكين جميع المتعاملين السياحيين الوطنيين والأجانب وكذا المهنيين من الإحتكاك والإتصال المباشر فيما بينهم وعرض منتوجاتهم السياحية.
و سيتم خلال هذا الصالون الذي تنظمه وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية والديوان الوطني للسياحة إبراز القدرات السياحية الوطنية و المنتجات ذات الجودة والتنافسية وترقية وجهة الجزائر وتعميم المعلومات والمعارف السياحية و تكثيف أنشطة السياحة مع المهنيين في مجال السياحة والأسفار و زبائنهم.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى