تنطلق اليوم السبت، أشغال المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال و ذلك إلى غاية الخامس من ديسمبر الجاري، و اعتبر الخبير الاقتصادي محمد الشريف بلميهوب، أن هذا المنتدى سيعزّز الموقع الدبلوماسي للجزائر في إفريقيا بحضور
 اقتصادي  في القارة.
وحسب الخبير بلميهوب «لا تمثل مبادلات الجزائر مع دول القارة الإفريقية الأخرى إلا 5ر1 في المائة من مجموع التجارة الخارجية،  وسيصحح هذا المنتدى عدم التوازن الاقتصادي هذا إذا أردنا تعزيز موقعنا الدبلوماسي بحضور اقتصادي «.وفي هذا الصدد أفاد بلميهوب في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه سيتم خلال هذا اللقاء تحديد الأهداف الاقتصادية التي ينبغي تحقيقها على المدى المتوسط والبعيد، مشيرا إلى أن الجهاز الدبلوماسي الجزائري لا يمكنه فقط «إبراز الموقع الجزائري في المسائل الدولية لكن أيضا تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية».
وفي هذا الإطار»سيكون المنتدى فرصة للنظر في التنظيم المؤسساتي للجهاز الدبلوماسي بهدف لعب دور أكبر في مجال المبادلات الاقتصادية وفي مجال الدعم الفعلي للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين « يتابع هذا الخبير.ويقترح أيضا السيد بلميهوب مساعدة المؤسسات الجزائرية الرائدة في التجارة في إفريقيا من أجل «تموقع أفضل» لتكون بمثابة وسيط للشركات الأخرى خاصة بوضع تسهيلات لها.وألح الخبير في نفس السياق، على احتياج المؤسسات الصناعية والتجارية-في توسعها الدولي- لمرافقة من طرف النظام البنكي ولدعم لوجيستي (نقل جوي، بري وتسهيلات إدارية وجمركية ...).
ويتعلق الأمر- يوصي السيد بلميهوب- «بالوصول خلال الثلاث سنوات المقبلة إلى وضع في بعض البلدان الإفريقية نظام للمؤسسات الجزائرية للاستفادة من التنسيق وخلق جاذبية جديدة للمؤسسات الأخرى». وفيما يخص المواضيع الأساسية التي ستناقش خلال هذه الندوة, ستبرز الجزائر-حسبه- نقاط قوتها في الفروع الصناعية (الصناعة الغذائية والبيتروكيماوية والميكانيكية والالكترونية ومواد البناء و المواد الصيدلانية ...)
«إن إفريقيا ليست بسوق مرنة في الوقت الراهن» لذلك نصح السيد بلميهوب بـ»بناء مشاريع شراكة وتموقع على المدى الطويل».
وفيما يخص الرهانات المتعلقة بالاندماج الاقتصادي لإفريقيا، ابرز بلميهوب التحدي الأول للقارة  و هو التحرر من الشركات الأجنبية القوية التي تعمل من أجل تحقيق مصالحها و» التي لا ترغب في أي محاولة للاندماج الاقتصادي لإفريقيا».فالتحدي بالنسبة له هو إذن «تحرير إفريقيا من الشركات الأجنبية التي  تعمل لوبيات محلية بالرشوة و اللاأمن وإضعاف الحكومات».
المشاريع المشتركة أداة للاندماج الاقتصادي للقارة
من جهة أخرى أضاف المتحدث أن المشاريع المشتركة بإمكانها أن تأتي بمساهمة كبيرة لتجسيد الاندماج الاقتصادي للقارة الإفريقية كما هو الحال بالنسبة للطريق العابرة للصحراء والتي يمكنها أن تكون همزة وصل بين سبعة بلدان هي الجزائر  مالي  النيجر تونس  التشاد  نيجيريا وبوركينا فاسو.
وحسب بلميهوب وفيما يخص هذا المشروع الذي يعرف انجازات جديدة مختلفة المستويات حسب كل بلد  فإن الجزائر تبقى البلد الأكثر تقدما في الانجازات و «هي أيضا الأكثر اتصالا بالنظر إلى ارتباطها المباشر بثلاثة بلدان».
ومن أجل جعل هذا المشروع مربحا  فقد اقترح مساعدة البلدان التي لا تملك موارد لإتمام الأجزاء الخاصة بها في أقاليمها وفتح أروقة أمنية من اجل نقل البضائع و تنظيم مناطق الموانئ الخاصة للحمولات الكبرى والقواعد اللوجيستيكية.
و في هذا السياق  فميناء شرشال المستقبلي «يمكن أن يلعب دور قاعدة لوجيستيكية مع تمنراست»  يضيف نفس المتحدث.
من جهة أخرى، جندت المديرية العامة للأمن الوطني ما لا يقل عن 600 عنصر من مختلف مصالح الشرطة لتسهيل حركة المرور طوال انعقاد هذا المنتدى .
وصرح العميد الأول للشرطة عمر لعروم أنه تنفيذا لتعليمات المدير العام اللواء عبد الغني هامل تم عشية انعقاد هذا المنتدى «تسطير مخطط أمني خاص لضمان سير هذه التظاهرة منها تجنيد ما لا يقل عن 600 عنصر أمن  لتسهيل حركة المرور طيلة أيام أشغال الندوة». ولنفس الغرض تم «تعزيز عمل وحدات الشرطة بالوسائل التكنولوجية الحديثة ككاميرات المراقبة القارة والمحمولة» عبر حوامات الوحدة الجوية للأمن الوطني التي تستغل من طرف الفرق الميدانية بالتنسيق مع مركز العمليات لأمن ولاية الجزائر لضمان مخطط سير ناجع يضمن انسيابية مرورية عالية.
كما تم في نفس الإطار اتخاذ  كل التدابير اللازمة انطلاقا من الاستقبال على مستوى نقاط العبور بالمطار الدولي هواري بومدين منها تسهيل للوفود الأجنبية المشاركة (2000 متعامل اقتصادي منهم 600 أجنبي) وضمان مواكبتها إلى الإقامات المخصصة لهم.
وذكرت المديرية العامة للأمن الوطني بالمناسبة بوضع خطها الأخضر 1548 والخط الثابت 17 تحت خدمة المواطنين وكافة الوفود الوطنية والأجنبية المشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية.
ق و

الرجوع إلى الأعلى