•  1200 حريق في 13 ولاية
كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة  العمرانية، نور الدين بدوي، تسجيل 1200 حريق في 13 ولاية حتى الآن، وتحدث عن دوافع إجرامية وراء اندلاع  هذه الحرائق، وأكد أن الدولة لن تعوض أي متضرر منها دون تحقيقات ميدانية، وأن مصالح الأمن والدرك الوطني تواصل التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء اندلاع هذه الحرائق، وأنه تم توقيف عدد  من المتهمين حاولوا إلحاق الضرر بالثروة الغابية لأغراض شخصية.
كرّر نورالدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة  العمرانية أمس من توجة ببجاية ما صرح به قبل يوم واحد من ولاية الطارف، وتحدث عن وجود «دوافع إجرامية» وراء اندلاع الحرائق التي تشهدها عدة ولايات من الوطن، وقال بدوي من بجاية أن  عدد الحرائق المسجلة حتى الآن بلغ 1200 حريق في 13 ولاية، وأن هناك دوافع إجرامية وراءها.
و أكد أن مصالح الأمن والدرك تواصل التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرائق، مشيرا إلى توقيف عدة أشخاص مشتبه بهم في ولايات متضررة  تم تقديمهم للعدالة.
و بنفس الولاية   أضاف  وزير الداخلية خلال وقوفه على حجم خسائر الغابات ببلدية توجة أن السلطات العمومية مستعدة لمرافقة الخواص لحماية ثرواتهم الغابية ببرنامج مماثل للبرامج الموجهة للمساحات الغابية العمومية، ويشمل هذا البرنامج على وجه الخصوص فتح وتهيئة المسالك والطرق الغابية، وتجنيد كل الإمكانيات لحماية الثروة الغابية للبلاد، .

لجان ولائية لتحديد قوائم المعوّضين

وبولاية الطارف حيث وقف أول أمس الخميس على حجم الخسائر التي ألحقتها الحرائق بغبات الولاية أكد نور الدين بدوي أنه «   لن يتم التعويض عن  الخسائر التي انجرت عن حرائق الغابات الأخيرة دون القيام بتحقيقات ميدانية حتى  تذهب هذه التعويضات إلى مستحقيها» وأضاف من بجاية أن قرار التعويض تتخذه لجنا ولائية.
  وشدد في جلسة عمل بإطارات ومديري مختلف مصالح الولاية خصصت لملف الحرائق قائلا» لا تعويض عن الخسائر التي تسببت فيها  حرائق الغابات دون تحقيقات ميدانية.. هذه التحقيقات يجب أن تأخذ  الوقت الكافي من قبل مصالح الشرطة والدرك الوطني حتى تذهب التعويضات إلى  مستحقيها، وهذا طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة».
وبكل من بجاية و الطارف دعا وزير الداخلية السلطات المحلية إلى ضبط قوائم المتضررين من هذه الحرائق في مختلف البلديات من أجل تعويضهم لاحقا،  لكن بعد استكمال التحقيقات، كما حيا روح التضامن التي أبداها المواطنون ولجان القرى للمساهمة في إخماد الحرائق إلى جانب المصالح المختصة.
وأوضح  وزير الداخلية خلال وقوفه على عملية إخماد الحرائق ببلدية السوارخ الحدودية بولاية الطارف ،أن  الدولة وضعت كل الإمكانيات  للتحكم في النيران، التي يبقى سببها الرئيسي الحرارة غير العادية  والتي زاد عليها بعض المجرمين- وهم فئة قليلة حسبه-باستعمال كل الوسائل لتأزيم الوضع،  حيث أفضت تحقيقات مصالح الأمن إلى توقيف البعض منهم  وتقديمهم للعدالة، مؤكدا أن تعليمات أعطيت لمصالح الأمن من شرطة ودرك بفتح تحقيقات للوصول إلى الأسباب الحقيقية للحرائق  مشددا أنه لن يسمح لأي كان المساس بالثروة الغابية و أن كل المتورطين في الحرائق الإجرامية وكانوا سببا في اندلاعها  سواء كانت حرائق كبيرة أو صغيرة سيطبق  عليهم  القانون بكل صرامة خاصة أولئك الذين عمدوا  إلى افتعال الحرائق للحصول على التعويضات دون وجه حق وآخرون قاموا بحرق سكناتهم الريفية القديمة بغرض الحصول على عملية الترميم.
وأضاف المتحدث أن هناك من لم يكونوا في مستوى القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية بتعويض المتضررين من الحرائق،  وجعلوا منه سببا في اندلاع بعض الحرائق، متوعدا من تورطوا في هذه الحرائق بالعدالة وقوة القانون الذي «سيطبق بحذافيره» يقول الوزير ، الذي أكد أنه لن يتم التعويض عن الخسائر الناجمة عن الحرائق دون قيام مصالح الأمن بتحقيقات معمقة  حول كل حالة في الميدان  للتحقق من الخسائر، حتى تذهب هذه التعويضات التي ستكون عينية وليست مادية لمستحقيها طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية.

 الشروع في طلعات إطفاء بواسطة مروحيات

  وأعلن نور الدين بدوي عن دعم الولايات المتضررة من الحرائق بإمكانيات ووسائل للتدخل من ولايات أخرى ، و  كشف الوزير عن وضع إستراتجية لمكافحة الحرائق الغابية  من خلال اقتناء معدات  جديدة لفائدة مصالح الغابات والحماية المدنية، ومنها  قرار المجلس الوزاري المشترك القاضي بإقتناء29 وحدة  متنقلة مجهزة بكل الوسائل المادية والبشرية، بما فيها وضع إمكانيات تسمح للمديرية العامة  للحماية المدنية بالتكفل بهذه الوضعيات فضلا عن قرار  رفع التجميد عن بعض المشاريع للحفاظ على الغابات، على غرار فتح المسالك و إنجاز بعض الهياكل.
كما كشف الوزير عن الشروع في تحضير تقني للأعوان تحسبا   لاقتناء  معدات و طائرات  كندية لاستعمالها في المكافحة الجوية للحرائق  من أجل سرعة التدخل ما سيعطي فعالية أكثر  لعملية المكافحة في حالة اندلاع حرائق كبرى . وفي اليوم الموالي لزيارة الوزير للطارف تم الشروع في التدخل الجوي باستعمال مروحيتين للإطفاء ببوقوس الحدودية، حيث تم القيام بثماني طلعات فوق غابات مشتعلة بنقاط وعرة.
 وطلب بدوي من المصالح الأمنية تكثيف الدوريات الميدانية وفتح تحقيقات من أجل   صرامة أكثر في تطبيق القانون حماية للأشخاص والثروة الغابية ، داعيا المواطنين إلى التحلي بالوعي وروح المسوؤلية، ومد يد المساعدة ودعم فرق التدخل، ومرافقة الإجراءات التي اتخذتها وتقوم بها السلطات العمومية، داعيا المصالح المعنية المحلية إلى التنسيق مع التونسيين في مجال إخماد الحرائق في إطار عمل تضامني ،مثنيا على الجهود  الكبيرة للمصالح المعنية التي تواجه وتتصدى للحرائق  ميدانيا في هذه الظروف المناخية غير العادية .
وقد عاين وزير الداخلية والجماعات المحلية بعض المناطق المتضررة من الحرائق بكل من بلديات أم الطبول ،العيون ورمل السوق، كما كانت له لقاءات مع بعض المواطنين المتضررين والذين وعدهم الوزير بمد يد المساعدة والتكفل بوضعيتهم على ضوء نتائج التحقيقات الميدانية للمصالح المختصة .
 و اختتم الوزير زيارته بعقد جلسة  بمقر الولاية مع اللجنة الولائية لمكافحة الحرائق استمع خلالها لعرض حال حول الوضعية  بالولاية و الاحتياجات المطلوبة من الوسائل المادية والبشرية للقطاعات المعنية من أجل القيام بمهامها في إخماد النيران بالنظر للطابع الغابي المميز للمنطقة.
للإشارة فإن موجة الحرائق المتزامنة التي مست العديد من الولايات بشمال البلاد منذ أسابيع تركت انطباعا لدى الرأي العام بأن الكثير منها متعمد، وتحدثت مصادر عن تعمد أصحاب مصالح مثل المشتغلين في الفحم وسماسرة العقار إشعال هذه الحرائق،  فضلا عن رغبة العديد من السكان في الحصول على تعويضات.
نوري.ح/ الياس .ب

 

الرجوع إلى الأعلى