أحدثت التسجيلات الأولية الخاصة بالناجحين في شهادة البكالوريا المفاجأة لدى مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي سجلت ارتفاعا غير مسبوق في عدد طالبي الالتحاق بتخصصات الحقوق واللغة والأدب العربي والعلوم التجارية، والاقتصاد والتسيير، بفضل توفرها على فرص التشغيل، في حين حافظ تخصص علوم طبية وكذا المدارس العليا على الريادة.
كشف مدير التكوين بوزارة التعليم العالي السيد «جمال بوكزاطة» في تصريح خص به النصر أمس، عن تسجيل بعض المعطيات الجديدة التي لم تكن متوقعة عقب انتهاء المرحلة الأولى من التسجيلات الأولية ثم تأكيدها من قبل الحاصلين على شهادة البكالوريا في الفترة الممتدة ما بين  4 و6 أوت الجاري، مؤكدا أن  تصفح بطاقة الرغبات عبر الأرضية الإلكترونية للوزارة، مكن من الاطلاع على مفاجأة هذه السنة، بعد إحصاء عدد هائل من الطلبة الذين اختاروا التخصص في مجالات اللغة والأدب العربي والحقوق والعلوم التجارية والاقتصاد والتسيير، ومرد ذلك في تقدير المصدر، إلى مسابقات التوظيف التي تنظم باستمرار في هذه التخصصات، فضلا عن الفرص التي أصبحت توفرها وزارة التربية الوطنية، بتنظيم مسابقات لتوظيف أساتذة في اللغة العربية في الأطوار التعليمية الثلاثة، خاصة الابتدائي.
كما يفضل الحاصلون على معدلات مرتفعة تفوق 15 من عشرين ككل سنة الالتحاق بفروع العلوم الطبية والمدارس العليا، التي تعزز بدورها حظوظ المتخرجين للظفر بمنصب شغل ملائم، وبحسب السيد بوكزاطة فإن التغير الطارئ على توجهات الطلبة الجدد فرضته طبيعة سوق الشغل، وطغيان التفكير البراغماتي على رسم مستقبل الحاصلين على البكالوريا، وأصبح اختيار الفروع مرهونا أكثر بما يمنحه من فرص عمل مستقبلا لفائدة المتخرجين من الجامعة، مضيفا بأن ثمة استراتيجية عائلية وفردية بدأت تظهر في اختيار التخصصات، عكس السنوات الماضية، سيما بعد مسابقات التوظيف التي نظمها قطاع التربية الوطنية في السنتين الأخيرتين، لسد العجز في المناصب جراء خروج عديد الأساتذة على التقاعد.
ولم يستبعد المسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسجيل بعض الضغط في المعاهد والكليات التي ارتفع الطلب عليها هذه السنة، وهو ما توقعته الوصاية في المنشور الوزاري الذي صدر فور الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا، الذي أدرج تخصصات الأدب العربي والحقوق وكذا العلوم التجارية والاقتصاد خارج الدائرة الجغرافية، ما يعني إمكانية  توجيه الطلبة المعنيين إلى المعاهد والمراكز الجامعية التي تقع خارج الولايات المقيمين بها، لمواجهة الضغط الذي يمكن أن تواجهه بعض المعاهد الواقعة في المدن الكبرى، في حال ارتفع الطلب على هذه التخصصات، عن طريق تحديد المعدلات الدنيا للتسجيل في الولاية، مع منح فرصة ثانية للتسجيل في ولاية أخرى إذ لم يصل الطالب إلى المعدل المناسب.
وستعلن الوزارة عن النتائج النهائية لعملية التوجيه يوم 11 أوت الحالي، وسيتم الإعلان عنها في ندوة صحفية سينشطها الأمين العام للوزارة السبت المقبل، بعد انتهاء عملية المعالجة الإلكترونية لبطاقة الرغبات، وعلى إثرها ستظهر المعدلات الدنيا للتسجيل في مختلف الفروع، منها التي يكثر الإقبال عليها كالعلوم الطبية والمدارس العليا، في حين سيتم توجيه نسبة هامة من الطلبة الذين حصلوا على معدل 12 من عشرين أو أقل من ذلك، والبالغ عددهم أزيد من 240 ألف ناجح إلى التخصصات التي لا تشترط معدلات مرتفعة، بسبب ضيق مساحة الاختيار وصعوبة تصنيفهم ضمن الفروع التي يرغبون فيها، كما ستلجأ الجامعات إلى التعاون فيما بينها لامتصاص جميع الطلبات، بهدف ضمان مقعد بيداغوجي لكل حامل لشهادة البكالوريا.
وسجل  المصدر تراجعا ملفتا في الالتحاق بعدد من التخصصات، على غرار الفنون الجميلة جراء ضعف فرص التشغيل، رغم أنها تعد بالغة الأهمية في البلدان المتقدمة، كما أن المناهج الجديدة لوزارة التربية الوطنية أصبحت تتطلب مختصين في الفنون الموسيقية والرسم ومختلف الأنشطة الثقافية، في وقت ما يزال أستاذ اللغة العربية في الطور الابتدائي ملزما بضمان كافة الأنشطة الصفية، دون أن يكون له أي تكوين أو دراية في المجال، وفق المتحدث، مذكرا بأن وزارة الثقافة من خلال المعهد العالي للفنون الدرامية، تسهر على تكوين مختصين في هذه المجالات.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى