تحولت الفرينة المدعمة الموجهة لتوفير ما يكفي من الخبز لسكان ولاية قسنطينة، إلى مادة لصناعة البيتزا بالنسبة للكثير من أصحاب المخابز، التي أصبحت محلات للإطعام السريع، في حين تستعملها مصانع حلويات في إنتاج البسكويت.
وتنتشر المخابز التي تروج للأطعمة السريعة المصنوعة باستعمال الفرينة المدعمة من طرف الدولة، على مستوى عدة أحياء، حيث يوازن بعض الخبازين بين كميات البيتزا والخبز الذي يصنعونه حتى يضمنوا استمرارية وفاء زبائنهم، في وقت لم يتوان فيه آخرون عن تحويل مخابزهم إلى محلات لبيع البيتزا فقط، على غرار إحدى المخابز الواقعة بمسلك رئيسي بالمدينة، لم يعد صاحبها ينتج قطعة خبز واحدة، لكنه صار يستقطب مئات الزبائن الذين يقصدونه لشراء أنواع البيتزا المصنعة لديه فضلا عن أنه يوفر لهم المشروبات والمياه المعدنية، على حساب سكان عشرات البنايات الواقعة بالحي القريب منه، الذين أكد لنا بعض منهم بأنهم لم يقتنوا من محله قطعة خبز واحدة بسبب توقفه عن صنعه، رغم أن عنوان المكان باللافتة الخارجية ما زال يحمل كلمة “مخبزة”.
ولا تقتصر المشكلة على صناعة البيتزا من الفرينة المدعمة، بل تتعداها إلى صناعة الهلاليات والمرطبات أيضا، لكنها لا تسجل بشكل كبير، بحيث يُترك حيز لصناعة الخبز في أغلب الأحيان، لكن عارفين بالمجال أفادوا لنا بأن الخبازين يُحصّلون من قطعة البيتزا الواحدة، هامش ربح يقدر بأضعاف هامش الربح الذي يجنونه من بيعهم قطعة خبز، التي لا يتجاوز سعرها العشرة دنانير، في مقابل البيتزا التي تصل إلى ثلاثين دينارا أو أكثر في بعض الأحيان، بسبب بعض الجبن أو الفطر المضاف إليها، كما أن الكثير من الخبازين يعتبرون الممون الرئيسي للباعة  الفوضويين من أصحاب طاولات البيتزا أو المقاهي التي تعرضها على زبائنها. وعبر أصحاب محلات إطعام سريع في حديثهم إلينا، عن امتعاضهم من المخابز التي يقوم أصحابها بصناعة البيتزا، مشيرين إلى أنهم ينافسونهم بشكل “غير شريف” في العمل، كما اتهموهم باستغلال دعم الدولة لصناعة أطعمة من المفترض أنها تنتج داخل الأماكن المخصصة لها فقط.  من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن مصانع الحلويات تستعمل أيضا الفرينة المدعمة في صناعة البسكويت وتقتنيها من المطاحن بكميات كبيرة، ما جعل بعض الخبازين يحتجون على الأمر، وهو ما أكده لنا رئيس اتحادية الخبازين المنضوي تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين لولاية قسنطينة، حيث قال إن الفرينة المسوقة بأسعار مدعمة، تستعمل أيضا في صناعة البسكويت على مستوى وحدات إنتاج الحلويات، في حين أشار إلى أنه لم يتم الأخذ بالمقترح الذي تقدم به الخبازون إلى الجهات الوصية، من أجل اعتماد  فرينة من نوع خاص أقل تكلفة ولا يمكن استعمالها إلا في صناعة الخبز، موضحا بأن القنطار المدعم من الفرينة يقدر بألفي دينار، وهو نفس السعر الذي يبيع به تجار الجملة للمواطنين أيضا، بغض النظر عما إذ كانوا خبازين أم لا.
أما مدير التجارة بولاية قسنطينة فقد أكد من جهته، بأنه لا توجد ضوابط قانونية تسمح لمصالحه بمنع الخبازين من صناعة الحلويات والبيتزا باستعمال مسحوق الفرينة المدعم أو اتخاذ إجراءات بحقهم، مشيرا إلى أن المصانع أيضا تستعملها، لكون المطاحن تسوقها بأسعار مدعمة، فضلا عن بائعي الجملة، كما لا يوجد نص قانوني يجبر الخباز على استعمالها في تحضير الخبز فقط. وقد أضاف محدثنا بأن مصالح التجارة لا يمكنها فرض إنتاج الخبز على أصحاب المخابز التي تحولت لتصنيع الأطعمة السريعة فقط، والمشكلة يمكن سحبها، بحسبه، على المقاهي التي تستعمل الحليب المدعم وتسوقه، حيث أوضح لنا بأن مقترح الفرينة التي لا تصلح إلا لصناعة الخبز، قد يضع حدا لهذه المشاكل.  

   سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى