سجّلت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، ارتفاعا في عدد النساء المصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» بالجزائر، فيما يُتوقع تسجيل زيادة في إجمالي الحالات الذي يفوق 600 حالة سنويا، و ذلك نتيجة لعمليات الكشف المبكر التي تم إطلاقها من العاصمة، على أن تمتد إلى باقي ولايات الوطن.
و كشف البروفيسور مصباح اسماعيل أخصائي الأمراض المعدية و مدير الوقاية الأسبق على مستوى وزارة الصحة، أن هذه الأخيرة شرعت في إطار برنامج وطني، في توجيه تعليمة إلى كافة المؤسسات الصحية العمومية و الخاصة، من أجل الانطلاق في عمليات الكشف المبكر عن مرض التهاب الكبد الفيروسي بنوعيه و داء السيدا، و تشمل هذه التعليمة كل الأطفال الذين ولدوا لأمهات حاملات لفيروس نقص المناعة المكتبسة.
و يهدف هذا الإجراء، بحسب البروفيسور مصباح الذي التقته النصر مؤخرا على هامش يوم دراسي نُظم بقسنطينة، إلى التشخيص المبكر لداء السيدا و التكفل الطبي بالمصابين به، مع ضمان إجراء التطعيمات اللازمة في حالة إصابة الأم بالتهاب الكبد الفيروسي، حيث يتم تتبع حالة المريض من طرف الأطباء و أخذ التدابير اللازمة من أجل إعطائه العلاج المناسب، الذي يحمي، خاصة، الأطفال المولودين لأمهات مصابات.
و يؤكد البروفيسور مصباح أن نسبة الأطفال الذين وُلدوا لأمهات حاملات لفيروس نقص المناعة المكتسبة، تقلّصت إلى 1.2 بالمئة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2012 إلى 2015، و هو رقم ضئيل جدا مقارنة بالنسبة العالمية التي قال إنها تصل إلى 20 بالمئة، مرجعا ذلك إلى البرنامج الوطني لتشخيص السيدا لدى الحوامل، الذي انطلق من الجزائر العاصمة و هو في طور التعميم في كل مناطق الوطن، بحسب المختص.
و تُظهر أرقام أخيرة، يضيف البروفيسور، أن الجزائر تحصي 10 آلاف حالة إصابة مؤكدة بالسيدا منذ بداية ظهور المرض ببلادنا سنة 1985، فيما شهدت الأعوام الأخيرة تسجيل من 600 إلى 800 حالة جديد للإصابة به سنويا، مضيفا أنه و مع برنامج الكشف المبكر، يتوقع أن يرتفع هذا العدد في المرحلة الأولى، بعد اكتشاف حالات جديدة لا يعرف المرضى أنفسهم بوجودها، بسبب عدم توفر وسائل التشخيص و التحاليل السريعة في فترات سابقة.
و ذكر البروفيسور أنه لا توجد فوارق بين الولايات في معدل الإصابة بهذا المرض الخطير، لأنه لا يرتبط بمنطقة معينة و إنما يتعلق بسلوك الإنسان، حيث تُعد العلاقات الجنسية غير المحمية السبب الأول في انتقال عدواه، بنسبة تفوق 90 بالمئة، أما باقي الحالات الناجمة عن نقل الدم، فقد تضاءلت بشكل كبير، مضيفا أن  مراقبة تطور حالات السيدا بالجزائر، بيّنت “تأنث» هذا المرض، بعدما كان عدد الرجال المصابين به في السابق أكثر من النساء، حيث فاقت نسبة المريضات  50 بالمئة، و هي ظاهرة قال محدثنا إنها عالمية و لا تخص الجزائر فقط.
ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى