ملحمة قسنطينة حملت بعض المغالطات التاريخية

انتقدت وزيرة التربية السابقة، زهور ونيسي، الصراعات الدائرة حاليا بين النقابات والوزارة، وقالت بأن المتضرر الأكبر هو التلميذ الذي أصبح حقل تجارب، والمنظومة التربوية ككل، مشيرة إلى أن بعض الأساتذة المنحرفين تخلوا عن مهنتهم النبيلة وأصبحوا مجرد عمال، فيما أكدت بأن الملحمة التي عرضت عشية حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، قد حملت العديد من المغالطات التاريخية.
وقالت أول وزيرة في تاريخ الجزائر المستقلة في ردها على سؤال للنصر، حول واقع المنظومة التربوية في البلاد عشية تكريمها بقسنطينة مساء أمس الأول، بأن التلميذ في الجزائر قد أصبح حقلا للتجارب بعد  ظهور التعددية السياسية و ما أسمته بالديمقراطية الفوضوية، حيث طفت إلى سطح المنظومة التربوية صراعات حادة بين النقابات والأساتذة من جهة والوزارة من جهة أخرى، لتكون النتيجة حسبها تدني مردودية التلميذ والمنظومة ككل، مضيفة بأن عبارة الإصلاح التربوي مصطلح خاطئ وعام، وأصبح يوحي بأن المنظومة التربوية فاسدة بشكل كلي، خلافا للحقيقة الفعلية، حيث أن الجزائر تمتلك العديد من الأساتذة والمسؤولين المخلصين، باعتبار أن هناك طفرة في إنجاز كافة المرافق التربوية على حد ذكرها.
ونعتت المتحدثة بعض الأساتذة والمعلمين بالمنحرفين عن أداء مهنتهم النبيلة، وقالت بأنهم أصبحوا مجرد موظفين شأنهم في ذلك شأن البوابين،حيث أنهم لا يؤدون واجباتهم في المؤسسات التعليمية ويحاولون تعويضها بالدروس الخصوصية، واصفة إياهم بالمستغلين للتلميذ والأسرة ومستقبل البلد ككل على حد قولها.
وذكرت ونيسي بأن الملحمة التاريخية التي عرضت عن مدينة قسنطينة في حفل افتتاح تظاهرة الثقافة العربية ، قد حملت بعض الأخطاء التاريخية، حيث تم تصوير استشهاد الفدائية مريم بوعتورة في مظاهرة وهي تحمل علم، بينما كانت الحقيقة خلافا لذلك، حيث أنها استشهدت متأثرة بجروحها في منزل بعد أن اقتحمته آلية عسكرية بوسط مدينة قسنطينة، مشيرة إلى أن أسباب الأخطاء الحاصلة هو عدم الإستشارة في المواضيع الهامة وكتابة التاريخ من الذاكرة بدلا من الوقائع على حد قولها.
وتطرقت وزيرة التربية السابقة إلى دور المجلس العلمي في وزارة المجاهدين والذي تعد من أحد أعضائه، وقالت بأنه يسعى إلى حث المجاهدين على كتابة شهاداتهم عن الثورة من المواقع التي كان يشغلونها فقط، دون  أي تطرف أو مبالغة خاصة بعد أن ظهرت مؤخرا الصراعات والإتهامات بين من أسمتهم الإخوة الفرقاء، لتأتي بعد ذلك حسبها مرحلة المقاربة والمقارنة من طرف المؤرخين والباحثين من أجل الوصول إلى الحقيقة.
وعبرت زهور ونيسي، عن سعادتها لإحتضان مدينتها الأم لعاصمة الثقافة العربية ، حيث قالت بأن تكريمها في هذا الحدث له طابع خاص بعد أن أخرجت قسنطينة من ساحة الإهمال إلى باحة الإهتمام، مشيرة إلى أن برنامج التظاهرة سيحقق للمدينة ومثقفيها الكثير من أحلامهم، مضيفة بأن كتابها عن ابن باديس قد صدر وأنها بصدد إعداد برنامج تلفزيوني عن العلامة بالشراكة مع التلفزيون الجزائري.
لقمان قوادري

الرجوع إلى الأعلى