قردة الماغو لم تسلم من التهريب وقطعان آيل بربري فرت إلى تونس
ضبطت الجهات المختصة في حماية الثروة الحيوانية على المستوى الوطني، تماسيح مهربة من أجل الاتجار غير الشرعي بها وأنياب عاج، كما سجلت استعمال كائنات مهددة بالانقراض في الشعوذة، في حين عالجت مصالح الدرك الوطني 17 ألف جريمة ضد البيئة العام الماضي.
وانطلقت يوم أمس، بمقر القيادة الجهوية للدرك الوطني بقسنطينة فعاليات الورشة الجهوية حول الصيد العشوائي والمتاجرة غير الشرعية بالحيوانات البرية، حيث صرح الرائد عبد الحميد غيبوب المختص في مجال حماية البيئة بالقيادة المركزية للدرك الوطني على هامش الافتتاح، بأن العام الماضي عرف معالجة أكثر من 17 ألف جريمة ضد البيئة، أدت إلى توقيف أزيد من ستة آلاف شخص. كما قامت فرق وخلايا حماية البيئة بتقديم ما يزيد عن 6 آلاف خدمة، في حين عوينت أكثر من ألفي مخالفة من النوع المذكور. وأضاف محدثنا بأن نسبة 49 بالمائة من الجرائم البيئية مُسجلة في الجزء الغربي من البلاد، تليها منطقة الشرق بنسبة 25 بالمائة في المرتبة الثانية.
وأوقفت ذات المصالح 388 شخصا في ما يقارب 400 قضية، متعلقة بالاعتداء على الممتلكات الغابية، بالإضافة إلى 80 قضية صيد بدون رخصة أوقف فيها 85 شخصا. ونبه نفس المصدر بأن الدرك الوطني سجل قضايا اعتداء على بعض الحيوانات المهددة والتباهي بجثثها على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تهريب طائر الحسون من المملكة المغربية وتسويقها محليا، والصيد غير الشرعي للغزال الجزائري. وقدم نفس المسؤول خلال مداخلته، تفاصيل عن بعض القضايا المسجلة، منها قضية تهريب أنياب عاجية وسناجب وغيرها من الحيوانات، كما تورط فيها جزائريون وأجانب، مضيفا بأن الموقع المخصص للتبليغ عن التجاوزات ساهم في معالجة 1600 قضية.
قرود مصابة بداء السكري بسبب إطعامها عشوائيا
أما نائبة المدير العام للصيد والحيوانات البرية بالمديرية العامة للغابات، بوسكين وحيدة، فقد أوضحت لنا بأن مصالحها سجلت إصابة قرود بداء السكري بسبب تقديم الحلويات لها من طرف مواطنين بشكل عشوائي، حيث اعتبرت بأن المشكلة تهدد بقاءها كما حذرت من الاقتراب منها بشكل كبير لتجنب خطر انتقال أمراض منها إلى الإنسان. وأضافت نفس المصدر بأن قرود الماغو لم تسلم من ظاهرة الاتجار غير الشرعي بالحيوانات المحمية وتهريبها إلى الخارج.
وذكرت محدثتنا بأن الاعتقادات ببعض الخرافات تقف وراء الصيد العشوائي للكائنات المهددة، على غرار الضبع والسلحفاة الإغريقية والقنفذ المستعملة للتداوي أو لإبعاد ما يسمى بـ”العين والحسد” أو لممارسة طقوس الشعوذة، بالإضافة إلى الاتجار غير الشرعي بها لأهداف أخرى مثل تهريب المخدرات داخل جلود الضبع المخطط أو لصنع قطع ملابس للزينة، مثل استعمال ذيل الفنك لصنع حاملة مفاتيح.
وقالت المسؤولة في مداخلتها، إن أعدادا كبيرة من الأيل البربري فرت من الجزائر نحو تونس بعد الحرائق التي سجلت خلال الأشهر الماضية، لكنها أوضحت بأنها من الكائنات المهددة أيضا بسبب اصطيادها بشكل عشوائي من طرف المواطنين لأكل لحومها، مشيرة إلى ضبط تماسيح مهربة على مستوى ولاية تلمسان كما استرجعت ببغاوات رمادية من فرنسا بعدما منعت من التداول تجاريا إثر اتفاقية “سيتيس” التي وقعتها الجزائر السنة الماضية. وقللت نفس المصدر، في ردها على سؤالنا، من خطر صيد طائر الحبار في الجزائر من طرف أجانب، حيث أكدت لنا وجود كميات كبيرة منه في الطبيعة.
من جهة أخرى، أكدت محدثتنا انقراض نوعين من الظباء في الجزائر من بينها المها بشكل نهائي، في حين قالت إن قرون العاج تستعمل من طرف أطباء الأسنان. وتحدثت المسؤولة أيضا عن تعرض كميات كبيرة من سمكة الجريث للصيد العشوائي قصد تهريبها إلى تونس ثم إيطاليا، مشيرة إلى أن الجزائر لم تقم بعد بتصنيف الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، على عكس الكائنات البرية، التي وضعت 23 صنفا منها في خانة المحمية جدا.
ويُذكر بأن الورشة الجهوية ستستمر إلى غاية اليوم، حيث أشرف على افتتاحها العميد طاهر مغالط القائد الجهوي  للدرك الوطني بقسنطينة، بمشاركة قطاع العدالة والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للغابات والفيدرالية الوطنية للصيادين ومديرية السياحة وممثلين عن مديريات الصياد البحري، حيث أكد للقائد الجهوي في كلمته على ضرورة تفعيل الآليات الكفيلة بتجفيف السلوك الإجرامي ضد البيئة وعدم الاكتفاء بالمعالجة الأمنية لها، بالإضافة إلى إرساء ثقافة ووعي جماعي بالمشكلة
 لمواجهتها.                     
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى