قالت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، أمس السبت، بأنها مستعدة للتنازل عن الحصانة البرلمانية و الذهاب إلى العدالة لمواجهة وزيري الثقافة و الصحة و وزراء  آخرين بخصوص الاتهامات الموجهة لهم و ملفات الفساد و الانحراف التي عرفتها هذه القطاعات في المدة الأخيرة، تحت تأثير ما وصفته بالأوليغارشيا الرهيبة التي تسللت إلى مراكز القرار و تبحث الآن عن الاستحواذ على العدالة و البرلمان و خوصصة الدولة.  
و أضافت لويزة حنون في تجمع شعبي بمركز التسلية العلمية بمدينة قالمة، بأنها متمسكة بتصريحاتها تجاه وزيرة الثقافة التي اتهمتها بإدارة مؤسسة عائلية تسعى للسيطرة على ميزانية القطاع بدعم من السفارة الأمريكية و أطراف داخلية أخرى تشكل ما وصفته بنواة الأوليغارشيا التي تريد تركيع الدولة.   
و وجّهت الأمينة العامة لحزب العمال انتقادات حادة لوزيرة الثقافة دون أن تذكرها بالاسم قائلة « لقد أقحمها نواب الحزب في البرلمان، لقد أرسلت وزيرة الثقافة شخصين حاولا اقتحام منزلي يوم السبت ثم توجها إلى مقر الحزب لتسليم رسالة تهديد من الوزيرة، وقت الإرهاب وقع لي هذا و لكن لم أهدّد مثل ما حدث لي اليوم باسم الدولة الجزائرية و ختمها الرسمي، سأجر كل المافيا إلى العدالة، أنا على استعداد للتخلي عن الحصانة البرلمانية و الذهاب إلى العدالة، وهذه الوزيرة خارجة عن الطريق و لم تستشر لا سلال و لا رئيس الجمهورية عندما قامت بهذا التصرف الخطير، قبل أن تضيف «نحن في حزب العمال نعتبر أنفسنا قد قدمنا بلاغا عاما حول النهب بقطاع الثقافة و قطاعات أخرى، و على العدالة أن تحرك الدعوى العمومية و سنقدم لها الدلائل القاطعة».  
و تحدت لويزة حنون خصومها من الوزراء، و في مقدمتهم وزير الصحة الذي ذكرته بالاسم و دعتهم إلى السير معها في شوارع مدينة عنابة مشيا على الأقدام و دون حراسة و قالت « إذا لم يطردكم الشعب و خرجتم سالمين سأقر عندئذ بأنكم على حق».  
و حسب المتحدثة، ليس كل الوزراء فاسدون فهناك المخلصون من الرجال و النساء و حزب العمال مصمّم على الدفاع عنهم على حد قولها، مطالبة بطرد من وصفتهم بوزراء الأوليغارشيا و تشكيل حكومة جديدة من كفاءات تخضع لتحقيقات أمنية مكثفة و دقيقة تطال الأصول من الدرجة الرابعة و الأصدقاء لحصر ممتلكاتهم الحقيقية و تجنيبهم شبهة الفساد.  و حذرت حنون من تغلغل ما وصفته بمافيا الفساد في مفاصل الدولة، و تحالفها مع الخارج لنهب مقدرات الأمة و تركيع الدولة تحت غطاء الاستثمار و ترقية القطاع الخاص، موضحة بأن حزبها لا يعادي القطاع الخاص الذي يعمل وفق القوانين لكنه يعادي القطاع الخاص الذي يجتمع بالسفراء الأجانب و يخطط لدبلوماسية موازية و دولة موازية، ستكون أكبر خطر من الإرهاب، كما قالت، و قد تتشكل عصابات نافذة تقتحم المكاتب و تغتال الصحافيين بلا حساب و بلا عدالة.  
و تحدت زعيمة حزب العمال وزير الصحة و طالبته بتوضيح التصريحات و الاتهامات التي وجهها لها بمطار عنابة، و الكشف عن الأطراف الأجنبية التي قال بأن حزب العمال يعمل لحسابها و يتحرك بأوامرها، « اتهمني بالعمل لقوى أجنبية أتحداه أن يكشف من هي هذه الأطراف و يسميها».  
و أضافت بأن السياسة الحالية لوزير الصحة تهدف إلى القضاء على مجانية العلاج و حرمان 15 مليون جزائري فقير من العلاج، و تمكين مقاول في أشغال الطرقات من صفقات بالملايير تحت غطاء تمثيل شركات أجنبية لتجهيز المستشفيات.  
و طالبت حنون بقطع ما وصفته بـ"حبل السرة" مع المافيا و حماية مؤسسات الدولة و مكتسبات العمال، و التصدي لمخططات ضرب الاقتصاد الوطني و استقرار البلاد، و الدفاع عن حرية الصحافة و حماية الصحافيين، و إعادة كتابة تاريخ الثورة بانتصاراته و هزائمه، و الاعتراف بشهداء مجازر 8 ماي 1945 و ترسيم هذا اليوم كعطلة مدفوعة الأجر تجمع كل الجزائريين حول تاريخهم و تجدّد فيهم العزم على حماية السيادة الوطنية
و مكتسبات الأمة.       
   فريد.غ      

الرجوع إلى الأعلى