أصبح لاعب الخضر رياض محرز أغلى لاعبي كرة القدم العرب والأفارقة من ناحية القيمة المالية في انتقالات النجوم داخل الملاعب الأوروبية، كما ولج الشباب النحيف والمراوغ البارع، بانتقاله إلى عملاق الكرة الانجليزية مانشستر سيتي، خانة نجوم الصف الأول، باعتباره بات يتقاضى راتبا شهريا مماثلا لنجوم ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان، وغيرها من الفرق التي تضم أفضل اللاعبين في العالم.
وأعلن نادي مانشستر سيتي الانجليزي، مساء الثلاثاء تعاقده مع محرز لخمس مواسم، قادما من ليسر سيتي، ووفقا لوسائل إعلام بريطانية، انتقل محرز إلى «السيتي» في صفقة بلغت قيمتها 60 مليون جنيه إسترليني، بما يعادل 68 مليون أورو أي نحو 80 مليون دولار، وبذلك تخطى محرز الدولي المصري محمد صلاح، الذي انتقل إلى ليفربول الانجليزي في صفقة بلغت قيمتها 45 مليون أورو، يليهما المغربي مهدي بن عطية الذي انتقل لبايرن ميونيخ الألماني بـ30 مليون أورو قبل انتقاله الأخير لجوفنتوس الإيطالي، ومهاجم الخضر إسلام سليماني، الذي أمضى مع ليستر سيتي الانجليزي مقابل 30 مليون أورو قادما من سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وجاء التونسي أيمن عبد النور خامسا بـ22 مليون أورو عن صفقة انتقاله من موناكو الفرنسي إلى فالنسيا الإسباني.
وعلى صعيد اللاعبين الأفارقة، أصبح مدلل أنصار الخضر(محرز) أيضا صاحب أغلى صفقة، متخطيا الكونغولي سيدريك باكامبو الذي انتقل من فياريال الإسباني إلى نادي بكين غوان الصيني مقابل 65 مليون أورو، وكذا الغابوني بيار أوباميونغ الذي كلفت صفقته نحو أرسنال ما يقارب 56 مليون أورو.ويتقاضى محرز راتبا شهريا في حدود 230 ألف أورو أسبوعيا، بما يعادل 11 مليون أورو في السنة، وهو المبلغ الذي لا تتقاضاه أسماء كبيرة في شاكلة بن زيمة مع الريال.
وذاع صيت النجم الجزائري، منذ التحاقه بنادي ليستر سيتي الانجليزي قادما من فريق لوهافر الفرنسي، حيث بات أكثر اللاعبين العرب شهرة ومتابعة، نظير العروض الراقية التي قدمها مع “الثعالب”، والتي جعلته مطلوبا بقوة من المدرب بيب غوارديولا، الذي فعل المستحيل لجلبه إلى قلعة “السيتي».
ويعد محرز المولود يوم 21 فيفري 1991 في منطقة «سارسال» إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، قد شارك مع الخضر في مونديال البرازيل عام 2014، كما ساهم بشكل كبير في تتويج ليستر سيتي بلقب “البريمرليغ» لأول مرة في تاريخ هذا الفريق.
محرز الذي جاء إلى الدنيا نتاج زواج مختلط بين جزائري وسيدة مغربية، حيث يعود أصل والده لمنطقة بني سنوس بولاية تلمسان، وهو ما جعل منه لاعبا عربيا خالصا عكس بعض اللاعبين المغتربين، الذين لطالما تكون لهم علاقة مباشرة بفرنسا، حيث يكون والدهم أو والدتهم من مواليد فرنسا.
ونشأ محرز كغيره من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، في حي فقير بضواحي العاصمة باريس، وهو الحي الذي تقيم فيه بقوة الجالية الإفريقية، لكن وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عايشها، إلا أن ذلك الأمر لم يكن ليقف حاجزا في وجه عشقه لكرة القدم، وهو الذي كان يقضي جل أوقات طفولته في الشارع يداعب المستديرة رفقة أقرانه، أين أظهر إمكانات كبيرة، جعلت والده يقرر ضمه لناشئي إحدى فرق المنطقة .
معاناة محرز في حي سارسال، الذي يعتبر من أخطر الأحياء بالنظر للكم الهائل من الجرائم التي ترتكب سنويا بإقليمه، جعلته يصمم على استغلال موهبته الكروية، ليخرج عائلته من ذلك الحي الفقير، وكان والده أحمد محرز يطمح بأن يكمل ولده الثاني رياض حلمه، الذي لم يستطع تحقيقه يوما بأن يصبح لاعبا مشهورا، بعد أن بقي يراوح في مكانه بين أندية الهواة.
وتبنى الوالد موهبة ابنه، وألحقه بأحد أندية الهواة الفرنسية في الحي، حيث كان على رياض أن يقنع الجميع بأنه ليس هاويا وأنه يملك من الإمكانيات ما يجعله محترفا.
وفي عام 2006 توفي أحمد محرز بعد معاناة مع أمراض قلبية، وكانت الصدمة الكبيرة لرياض، برحيل من كان يتبنى أحلامه الكبيرة، وتحدث رياض عن تلك الصدمة قائلا:”كان والدي دائما ورائي، وقال إنه يريد مني أن أكون لاعب كرة قدم جيد”.
وبعدما أنهى محرز ارتباطه بفريق سارسال، كان الموعد مع تجربة جديدة، حينما انتقل إلى فريق كامبار الناشط في قسم الهواة، وهناك اكتشف رياض المعنى الحقيقي للمنافسة، حيث فرض نفسه في ظرف قصير، وتحصل على مكانة أساسية، رغم صغر سنه.
وبعد أشهر قليلة، لفت محرز أنظار كشافي أندية باريس سان جيرمان ومارسيليا، إلا أنه فضل الانتقال إلى لوهافر في الدرجة الثانية والصعود “درجة درجة” نحو القمة.
وانتقل محرز في جانفي 2014، إلى نادي ليستر سيتي بصفقة يمكن وصفها بالرمزية بلغت حوالي 450 ألف جنيه إسترليني، ربما كانت من أضعف الصفقات، ولم تكن قيمة الصفقة فقط الشيء الوحيد المثير للاستغراب، بل انتقاله إلى الدوري الإنجليزي المعروف بالمجهود البدني العالي، كان بمثابة مخاطرة حسب محبيه، على اعتبار أن محرز يمتلك جسدا نحيفا، وحظوظ نجاحه كانت تبدو منعدمة، غير أن رياض كان له رأي آخر، ونجح بفضل براعته وموهبته الفذة في قيادة “الثعالب” للعودة إلى الدوري الممتاز، قبل أن يهديهم اللقب الغالي، ليحصد بذلك جائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي، متفوقا على عديد النجوم الناشطة في كبرى الفرق، على غرار قطبي مانشستر وأرسنال وتشلسي.
لم يهتم بهجمات الفرنسيين  و أكد ارتباطه بالخضر
ولم ينجو محرز من هجمات الإعلام الفرنسي، بعدما رفض اللعب لأندية فرنسية كبيرة مثل مرسيليا وباريس سان جيرمان، وزادت حدة تلك الهجمات حينما رفض محرز تمثيل المنتخب الفرنسي، واللعب مع الخضر، حيث قال وقتها ردا على الهجمات الإعلامية ضده: «نشأت في فرنسا وأمي لا تزال في فرنسا، ولكن قلبي جزائري ولا أستطيع تغيير ذلك، أنا جزائري».
وكانت بداية محرز مع الخضر، حينما استدعاه مدرب الأولمبيين آنذاك عز الدين آيت جودي للمشاركة في دورة المغرب المؤهلة لأولمبياد لندن، لكن الدعوة لم تصل إلى محرز الذي اتهم مسؤولي لوهافر الفرنسي بإخفائها، غير أن الناخب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش اختار محرز ضمن تشكيلة الخضر  لمونديال البرازيل، حيث كان واحدا ضمن 23 لاعبا مثلوا المنتخب في كأس العالم 2014، ولكن الحظ لم يحالفه، حيث لم يقدم المستوى المطلوب أمام بلجيكا، ليكمل الدورة في كرسي الاحتياط. وكانت أطراف اتهمت البوسني بأنه أخطأ في ضمه لقائمة مونديال البرازيل. تجدر الإشارة إلى أن محرز يميل إلى الالتزام بالتقاليد العربية الجزائرية، فإقامة الشعائر الدينية الإسلامية تعتبر من ضمن أولوياته (أدى مناسك العمرة في عدة مناسبات)، كما يحب برشلونة ويحلم باللعب معها يوما، ويرى في ميسي اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم.
مروان. ب

نجم الخضر محرز يصرّح
حقّقت حلمي وسأضحي لفرض نفسي مع السيتي
أكد نجم المنتخب الوطني رياض محرز بأنه أصر على الانضمام إلى مانشيستير سيتي، بسبب تواجد المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي يعتبره من بين أحسن المدربين في العالم، مشيرا في الحوار الذي خص به الموقع الرسمي لبطل إنجلترا الموسم المنقضي، بأنه يطمح لحصد أكبر عدد ممكن من الألقاب، حيث قال:" انتظرت كثيرا هذه اللحظة، واليوم حققت حلما راودني منذ مدة، بالانضمام لمانشيستر سيتي، واللعب إلى جانب عدة لاعبين كبار، وتحت إمرة المدرب بيب غوارديولا".
واستهل محرز تصريحاته بالإشادة بفريق مانشيستير سيتي:" منذ انضمامي إلى البطولة الإنجليزية وفريقي ليستير سيتي وأنا أتابع "السيتي" عن قرب، والإنجاز الذي حققوه الموسم الفارط يعتبر كبيرا بوصولهم إلى حاجز 100 نقطة وتتويجهم بلقب البطولة".
وتحدث نجم الخضر على المنافسة الكبيرة، التي سيجدها في مانشيستير سيتي في ظل تواجد كل من سترلينغ والبرتغالي برنار سيلفا و الإسباني سيلفا:" جئت من أجل فرض نفسي في تشكيلة السيتي والمنافسة على المناصب أمر وارد في كرة القدم من أجل التطور، بالطبع سأبذل قصارى جهدي من أجل ذلك" .
كما تطرق أغلى لاعب عربي وإفريقي عن أهدافه و طموحاته مع مانشيستير سيتي:"أتمنى النجاح مع فريقي الجديد وتقديم الإضافة المنتظرة مني، هدفي دائما هو تحقيق البطولات، و"السيتي" أفضل مكان لذلك، في ظل الإمكانيات الضخمة التي يتوفر عليها هذا النادي".
وردا على سؤال بخصوص تفضيله للرقم 26، نفس الرقم الذي كان يحمله مع ليستير سيتي كان رد محرز:" أعتقد بأن اختياري الرقم 26 أمر عادي ولا يوجد سبب محدد، لقد لعبت بهذا الرقم منذ قدومي لإنجلترا لذلك حافظت عليه، كما سبق أن توجت بلقب "البريمرليغ" مع ليستر سيتي بهذا الرقم وسيكون من الجيد أن أحقق به اللقب مرة أخرى".
وختم محرز تصريحاته بالتنويه بوقفة أفراد عائلته إلى جانبه، والذين أصر على تواجدهم إلى جانبه يوم توقيعه الرسمي، حيث قال:" أود أن اشكر كثيرا عائلتي سواء الصغيرة أو الكبيرة، لقد تعبوا كثيرا معي، وبفضل دعوات والدتي وصلت إلى ما أنا عليه".
على صعيد آخر، رحب غوارديولا بنجم المنتخب الوطني بطريقته الخاصة، أين أظهر مقطع الفيديو نجم البارصا الأسبق وهو يقطع الحصة التدريبية لاستقبال محرز بابتسامة عريضة وقال له:" مرحبا بك في بيتك"، وهو نفس ما علق به خلال تفاعله مع "هاشتاغ" قدوم محرز إلى "السيتي".                     
بورصاص.ر

شغل مواقع التواصل الاجتماعي
صفقة محرز نافست خبر انتقال رونالدو لجوفنتوس
شكلت صفقة انتقال رياض محرز، ثاني أكبر حدث شغل مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ذلك المتعلق بانتقال نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو لفريق جوفنتوس الايطالي.
وتفاعل الآلاف مع خبر انتقال لاعب المنتخب الوطني رياض محرز الذي حطم كل الأرقام كأغلى لاعب إفريقي وعربي، بعدما كلف انتقاله خزينة فريق مانشيستر سيتي قرابة 68 مليون أورو(حوالي 80 مليون دولار)، حتى أن الذين تابعوا وتفاعلوا مع خبر ترسيم الصفقة، الذي بدأ بعد خروج ابن حي «سارسال» من المركز الطبي لناديه الجديد عقب نجاحه في تجاوز الفحص الطبي، قبل أن يتبع بإمضاء عقد يمتد لخمس سنوات، فاق في الدقائق التي تلت العملية، العشرة آلاف ما بين معجب ومعلق بصفحة اللاعب الرسمية على موقع» الفايسبوك»، أو مغرد في موقع تويتر ومشاركا لصور نجم الخضر حاملا قميص بطل انجلترا.
وإذا كان اللاعب الأغلى عربيا وإفريقيا قد علق بالقول، بعد تحوله الرسمي، أن حلمه بالانضمام إلى تشكيلة غوارديولا وصل لمحطة الحقيقة بعد صبر وانتظار طويلين، فإن حساب فريقه الجديد على موقع تويتر احتفل به على طريقته من خلال استبدال صورة الحساب الخلفية، بصورة توقيع اللاعب مع إضافة تعليق «مرحبا رياض محرز»، ونشر تغريدة جاء فيها «أفضل الأشياء تحدث للذين يحسنون الانتظار»، في إشارة إلى صبر لاعب الخضر، على تعطل صفقته الشتاء الماضي، وانتظاره نصف موسم من أجل تحوله.
كما تفاعل عدد من النجوم ولاعبي الكرة، سواء السابقين أو الحاليين، غير أن التعليق الأهم، كان ذلك الذي غرد به نجم منتخب انجلترا   السابق غاري لينيكر اللاعب الأسطورة وهداف مونديال مكسيكو  1986 خريج مدرسة ليستر سيتي، الذي قال إن مشاهدة محرز يداعب الكرة جد ممتع، وما يعجبني في هذا اللاعب إحساسه عند دخول الملعب، الذي يشابه إحساس الفنان عند الصعود على ركح المسرح، وأعتقد أن خياره الجديد يناسب مؤهلاته ويجعله يتطور أكثر، كما أن عمله تحت إشراف غوارديولا سيجعله أكثر سعادة.
في حين كان أول المهنئين من أسرة مانشيستر، اللاعب بنجامين ماندي، مدافع منتخب فرنسا، الذي يعد صديقا حميما لمحرز، والذي رغم ارتباطه بنصف نهائي منتخب بلده أول أمس، غير أن غرد قائلا :» لقد أحسنت اختيار موعد قدومك لفريق مانشيستر سيتي».
ك - كريم

الرجوع إلى الأعلى