اعتبر  أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3 ، الدكتور رضوان بوهيدل، أمس، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هي  بداية لتشكيل نظام دولي جديد، مع عودة روسيا و الصين،  ويرى أنه في حالة فرض عقوبات على روسيا،  فإن الدول الأوروبية هي الخاسر الأكبر ، مشيرا إلى أن هذه العملية العسكرية، ستنتهي لما تقرر روسيا ذلك.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3 ، الدكتور رضوان بوهيدل، في تصريح للنصر، أمس، أن  العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كانت مبرمجة ومنتظرة ، وأن الجميع كان ينتظر عودة روسيا، مضيفا أن المسألة ،  تتعلق بحماية الأمن القومي بالنسبة لروسيا وبالنسبة لأوكرانيا هي مسألة سيادة،  حيث  أنها حاولت  الانضمام إلى حلف الناتو،  لكن روسيا من مبدأ ضرورة حماية أمنها القومي، فهي ترفض هذا التواجد الأوروبي والغربي على حدودها .
وأضاف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ، وضع كل الاحتمالات قبل  هذه العملية العسكرية ، معتبرا  في هذا السياق، أن هذا العمل  الذي قام به ليس تهوري أو ارتجالي ، بل  هو عمل مدروس وبدقة  وأوضح  أن العملية العسكرية، تنتهي لما تقرر روسيا ذلك،  مستبعدا  نشوب حرب عالمية ثالثة. ويرى  أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تستطع إيقاف روسيا، في ظل اكتساحها  لأراضي  أوكرانيا  والتي تعتبر حليفة للولايات المتحدة الأمريكية،  وقال أن الولايات  المتحدة ، غير قادرة على المواجهة المباشرة  مع روسيا.
من جانب أخر،  أشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أنه في البداية كانت هناك  وعود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية  وأوروبا بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، لكن في  نهاية المطاف  أوكرانيا وجدت نفسها لوحدها  في مواجهة الروس، وهذا الشيء، ربما سيعيد ميزان القوى في المنطقة ككل بظهور روسيا كقوة فاعلة لا يمكن  الوقوف في وجهها ، و أيضا إعادة النظر في التحالفات الموجودة ، موضحا في هذا الإطار، أن أوكرانيا كانت تعتقد أن الولايات المتحدة هي حليف لها وكذلك الدول الأوروبية، مع وعود بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن  في النهاية ، في الميدان وجدت أوكرانيا  نفسها لوحدها في مواجهة الجيش الروسي .
وأضاف أنه يمكن القول، أن هذه العملية العسكرية الروسية، هي بداية تشكيل نظام دولي جديد، مع عودة روسيا و الصين، فبعد القطبين والاتجاه إلى القطب الواحد،  الولايات المتحدة، ما بعد التسعينات، ربما نحن متجهين اليوم  إلى  نظام دولي متعدد الأقطاب ، حيث ظهرت القوى التي ستحكم العالم في النظام الجديد. و أشار إلى أنه ستتشكل تحالفات أخرى بعد العملية  الروسية و أيضا إعادة النظر في حلف الناتو، لأنه لم  يفعل في  الميدان،  كما يرى أستاذ العلوم السياسية ، أنه  لغاية اليوم تأثيرات العملية العسكرية الروسية هي سياسية ،  وأضاف أن أوروبا وقفت عاجزة  أمام التدخلات الروسية في أوكرانيا و هي عاجزة أمام دعوات أوكرانيا للمساعدة . ويرى أنه لا يمكن فرض عقوبات على  روسيا ، لأن  الخاسر هو الطرف الذي سيفرض عقوبات عليها،  معتبرا أن العقوبات تبقى مجرد خطابات إلى غاية اللحظة.   وأضاف أنه في حالة فرض عقوبات على روسيا، فإن الدول الأوروبية، هي الخاسر الأكبر  ، موضحا أن  الاتحاد الأوروبي هو الخاسر الأكبر من العمليات العسكرية الروسية  في أوكرانيا، لأنه مرتبط بتبعية طاقوية  لروسيا ،  في حين أن روسيا حققت  اكتفاء ذاتي.                                     مراد -ح

الرجوع إلى الأعلى