أكد الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم السبت بتونس على ضرورة تجاوز العقبات التي ظهرت خلال السنوات الماضية والمتعلقة خاصة بجائحة كورونا، "التي كشفت العديد من مواطن الخلل على مستوى توازنات النظام الاقتصادي العالمي".

وقال الرئيس التونسي خلال الجلسة الافتتاحية لندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا "تيكاد 8"، تحت شعار "أولويات التنمية في إفريقيا ما بعد جائحة كورونا"، أن هذه الأزمة الصحية أدت إلى "تفاقم الفقر وإلى زيادات هائلة في مستويات الدين العام والخاص على مستوى الاقتصاد العالمي و إلى تسجيل نسب تضخم مرتفعة تعاني منها كل الدول"، مضيفا إن "هذه الندوة تعتبر فرصة للتطلع و الاستماع إلى مقترحات لبلورة تصورات جديدة و الى وضع توصيات تساعد الشراكة الافريقية اليابانية".

   وجدد الإشارة إلى أن "العالم يمر بمرحلة جديدة ويشهد تغيرات سريعة بعد جائحة كورونا وما نتج عنها من مس وخسائر بشرية وبسبب عديد الحروب التي بدأت تندلع هنا وهناك وهو ما يفرض البحث عن تصور وآليات جديدة لتحقيق ما تطمح اليه الشعوب الافريقية".

   ولفت أيضا إلى أن جائحة كورونا أثبتت في بدايتها على الأقل أن التعاون الدولي لم يكن كافيا ولم يكن بالمستوى المطلوب وهو ما تجسد بالخصوص في عدم التوازن في توفر اللقاحات بين الدول الافريقية وغيرها من الدول الاقل نموا مقارنة بالجانب الآخر من العالم.

   من جهة اخرى، أكد الرئيس التونسي "أهمية الشراكة الإفريقية اليابانية في صياغة مقاربات عملية لمفهوم التنمية الشاملة وتغيير واقع الشعوب الإفريقية"،

مثمنا "التطور الذي حققه اليابان في وقت قصير مع الحفاظ على خصوصيات المجتمع الياباني وثقافته".

   وتحدث الرئيس التونسي، في ذات الكلمة، عن "واقع إفريقيا اليوم وما تعانيه من أزمات وفقر، الأمر الذي لا يعكس على الإطلاق الأحلام والتطلعات التي راودت الجيل الأول من قادة الاستقلال"، داعيا إلى ضرورة البحث في الأسباب الجذرية للأزمات التي تعانيها القارة عبر استنباط آليات جديدة ووفق مقاربات تختصر التاريخ، قائمة على التضامن والعدالة لإيجاد حلول مبتكرة لخلق التوازن في العلاقات الدولية والحد من الفوارق التنموية بين الدول.

   وشدد الرئيس التونسي على أن التحول المنشود في السياسات "لا يكون إلا في كنف أنظمة مستقرة وعدالة اجتماعية مستمرة"، مبرزا ما توفره القارة الإفريقية من ثروات بشرية تشكل الثروة الحقيقية التي لا تفنى، مؤكدا "أهمية تبني مقاربة دولية إنسانية بدعم أيضا من اليابان، تعلي من قيمة الإنسان وفقا لما تم تكريسه في الاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة بحقوق الإنسان".

   وأطلقت الحكومة اليابانية مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية "تيكاد" منذ سنة 1993، بهدف تسريع الحوار السياسي بين الفاعلين في افريقيا والشركاء ورفع التحديات التي تواجهها القارة على غرار أزمة الامن الغذائي والصحة.

وأج

الرجوع إلى الأعلى