انتقام من أحكام المجتمع  و انتصار لمظلوميه
قدمت نهاية الأسبوع جمعية فرسان الركح للفنون المسرحية لولاية أدرار، العرض الشرفي لمسرحية “المحقور”، على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة، في إطار فعاليات ظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فنالت إعجاب الجمهور الحاضر.
 تستعيد  مسرحية المحقور  لجمعية فرسان  الركح بادرار واحدة من أشهر روايات التراث الشعبي الجزائري، هي قصة أمير ولد قزما ضئيل البنية، قصير القامة، فعاش  “محقورا” يعاني نظرة مجتمع ظالم يحتكم للمظاهر و يترجم الشجاعة و النبل ،وفق معاييره الخاصة.
المسرحية التي عرضت نهاية الأسبوع الماضي على ركح مسرح قسنطينة الجهوي  كتب نصها حسان الجيلاني و أخرجها الشيخ العقباوي  ، و تم  اختيار الفصحى و العامية المهذبة لغة لممثليها إلى جانب الأمازيغية لجذب الجمهور .
العرض الشرفي نقل الجمهور إلى جو من الأساطير و الخيال ترسمه سينوغرافيا حالمة للفنان ديلمي عبد القادر، وسط ديكور يعكس المناظر الطبيعية المميزة لمنطقة الأهقار و عادات و تقاليد الرجل الأزرق ،و ترويه أحداث قصة السلطان  لقمان حاكم مملكة الرمال و الزيبان، الذي لا تنجب نساءه إلا بعد أكل التفاح العجيب، غير أن الزوجة “المحقورة” أكلت نصف تفاحة فقط، فأنجبت ولدا هزيلا ضعيفا يسخر منه إخوته ووالده،  وعندما أراد الملك أن يمتحن قوة أبنائه، تظاهر بالمرض وأرسلهم إلى واد الغولة لإحضار العلاج باستثناء المحقور، الذي لم يكن يتمتع بثقته. يتعرض حسان شقيق السلطان لغزو الأعداء، لتنقلب الأحداث رأسا على عقب، إذ يرسل الملك أبنائه مجددا لإنقاذ بنات عمهم، فتحدث المفاجأة عندما يتمكن “المحقور”، خلافا عن إخوته من تحقيق النجاح و يهزم بذكائه و شجاعته الغول و الأعداء أيضا، وهنا يطرح السؤال نفسه عن ردة فعل السلطان من ابنه المحقور، وهي النهاية التي حاول المخرج عقباوي الشيخ، تقديمها في قالب درامي مشوق.
و يهدف الكاتب حسان جيلالي، من خلال نص العمل الذي تدور أحداثه في إطار زمني عمره 70 دقيقة، إلى بعث التراث الشعبي الجزائري المليء بالصور و الخيال و الفنتازيا، التي صرنا نفتقد إليها في عصر العولمة المتوحشة، كما وصفها، على هامش ندوة صحفية انعقدت الأربعاء الماضي بالمسرح الجهوي بقسنطينة، موضحا بأن ما كان قبل المسرح كان بسيطا و جميلا أكثر مما نعتقد اليوم أنه مسرح ،فهو حسب تعبيره، خال من كل زيف و تشويه و تحريف لأنه وليد الأصالة.
و أعرب المخرج الشيخ العقباوي عن رضاه بأداء الممثلين الذين تكونوا في ورشات مسرحية متخصصة،و سعادته بتجاوب الجمهور مع العرض.
الجدير بالذكر أن جمعية فرسان الركح للفنون المسرحية لأدرار أنتجت ست مسرحيات بالعربية و الأمازيغية منذ أن رأت النور في سنة 2010 و سيتم عرض عملها الجديد “المحقور”عبر  20 ولاية.
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى