فقدت الساحة الفنية بوهران أحد أعمدة أغنية الراي بلقاسم بوثلجة الذي وافته المنية صباح أمس بعد معاناة مع المرض دامت طويلا ، تفاقمت مع ظروفه المادية الصعبة، حيث لم يكن الفنان المرحوم يملك حتى إيجار الشقة التي يسكنها حسب مقربيه الذين كانوا يحضرون لحفل فني خاص، كان المزمع أن تذهب عائداته للفنان لأجل مساعدته على توفير مصاريف العلاج و التخفيف من ضائقته المادية، لكن الموت كان أسبق و رحل بلقاسم تاركا ثروة فنية في طبع الراي.
بلقاسم بوثلجة من مواليد 1947، بدأ الغناء في نهاية الستينيات، حيث كانت الشيخة الريميتي تسيطر على مشهد الراي التقليدي بالقصبة و القلال والبراح و اللمة مع الراقصات، قبل أن يتغير هذا المشهد مع قدوم بوثلجة الذي كان أول مغني راي يدخل آلة الأكورديون و السانتي و الترومبيت، و هي آلات كانت آنذاك غربية على طبع الراي، لكنه أدرجها  مع ما أطلق عليه فيما بعد الراي «المعصرن» أخرج بفضل ذلك الفن من دائرة الشيوخ و الشيخات إلى طبع مميز أصبح فيما بعد عالميا.
مزج بوثلجة بين الراي والبوب والموسيقى الغربية رفقة الفنان بلمو، وكان نجاحهما باهرا في السبعينات والثمانينات، ولم يتغيّب بوثلجة عن مهرجان الراي الذي كان يقام بوهران آنذاك، وحسب من عرفوه كانت الابتسامة لا تفارقه وروحه المرحة تضفي على لمته مع الرفاق خفة و حميمية.
و لم ينسحب الفنان المبدع من الساحة الفنية سوى في التسعينات بسبب الأوضاع الأمنية من جهة، و لقناعته بضرورة فسح المجال للشباب الذي بدأ يسطع نجمه مثل الشاب خالد وغيره من جهة ثانية.
وبعد غياب تام عن الساحة الفنية طيلة سنوات، ظهر الفنان بوثلجة هذا الصيف وقد أرهقه المرض، و حسب مقربيه دائما فقد عجز الفنان عن توفير ثمن العلاج وحتى ثمن السكن الذي يأويه وعلى هذه الحال غادر الدنيا وغادر الساحة الفنية التي لم ترد له ولو جزء من الإنجازات التي قام بها لتطوير وتهذيب أغنية الراي وإخراجها للعالم بعدما كانت محصورة في الملاهي وبعض الأعراس.
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى