كمال أونيس
على غير عادتها... فاجأتني المدينةُ هذا الصباحْ..
لفحتني برودتها.. رغم قيظ الهجيرْ
للمدينةِ سحرُ التناقضِ..
يمتزج الحابلُ فيها بالنابلِ في اتّساق غريبْ ..
عاشقان يمرّان دون اهتمام على بائع الورد..
يندلقان.. إلى الكافتريا..
شيخ يبيع خضارا.. وشيئا من الكسبرهْ..
يجلس القرفصاء.. وينشد لامية الشنفرهْ..
النساء كثيراتُ في شارع  ..
 rue de France
النساء على كلّ شكلٍ.. ولونٍ ..
القصيرات والفارعات طولا
العازبات منهنّ والمتعبات.. بأولادهن..
كأنّ المدينة أنثى..
اللباس على واجهات المحلات أنثى..
العطور.. الجواهر.. ضجيج.. الأغاني .
النساء كثيرات جدا..
والرجال قليلون ..
واليوم يوم الخميس ..
كان يفترض أن يكون الرجال كثيرين جدا..
كان يفترض واتكأت على.. وجعي من جديدْ..
لم أكن واحدا وأنا أعبر الأرصفهْ..
كان في داخلي.. ظمأٌ.. مبهماتٌ تؤانسني..
وتلبسني.. وجع الأسئلهْ..
لم أكن واحدا وأنا أعبر القنطرهْ..
كان ظّلي معي خيمةً
ودمي محبرهْ..
شاخ وجه الزمان.... هنا.. كلّ شيء بدا باهتا باردا ..
لماذا تغير وجه المدينة يا صاحبي ..
ما الّذي غير الأمكنهْ..!

الرجوع إلى الأعلى