نصيرة محمدي

طلبت يده في آخر الليل
حين لمعت عيني بالوحشة
 ونهش الفراغ سيرتي.
نحن الغريبان، لم يعد لنا غير القلق
 يضيئ صحراءنا العارية
 وصمتنا الذي تقضمه الريح،
 شربت كأسه الأخضر
والتهم أربعيني الصارخ
 نسيت نبعي في درب سلكناه
 وأفقنا على هاوية لذيذة
كسكر العشاق في اللغة
 وكيدي التي رقت وشف دمعها
 لتطلب يده في آخر الليل.
أنا اليوم امرأة بيضاء بأجنحة سرية
 ألمح قلبي يحلق في مسافات الغياب
أستعيد ظلالي من ذاكرة معطوبة
 بالهجرة والغربة وبرد الأقاصي
أبعد من هذه المراثي والأشباح
أفيض في استعارات تبلور هوس
أن تتكثف في وجود يهزأ بأحلامك
 ويلمع في حدوس طائر يتوارى
أمام امرأة بيضاء كالحرية
رحيل موحش
أخرج منه بلا صوت
منزوعة العطر
مجروحة الأنفاس
 بلا لون أخطو وأتعثر
بلا نكهة أرنو وأتبعثر
وهذي الروح كفساتيني
القصيرة معلقة في الإهمال
كلما انتهت امرأة في عينين
توارى قمر واكتأبت سماء
وانتبه الشعر لبقائه وحيدا

الرجوع إلى الأعلى