مسرحية شعرية

إدريس علوش

الراوي:

المكان آهل بأحلام مفعمة
بأريج الأرض/
الزمان
تداعيات حبلى بالعبث
وأرصفة المنع/
الشخوص
كراسي ثابتة عدا الشاعر
ووجه آخر للعالم..
 هناك
تطرفت الحقيقة لونا رماديا
ووشوشت للشباك أين
الشاعر..؟

الشاعر:

الجدار تمسك بأحرف بابلية
كأن لوني تدلى
من قافية..

 (وقف ماثلا..!
المدارات سائحة في اتجاه
سحنة الوجه..)
لو أن عاصفة تشتهي أشعاري
ما ترددت في السفر
لو../
لأعلنت صلاتي للرياح
وعشقت البحر منفاي..

الكراسي:

الموت وحده يستوعب
هذي المقبرة
أشعارك في رف اللغة
فافتح دولاب السر
واترك وجهك للعاصفة..

الشاعر:

وريقات تطفو فوق الماء
حاملة أسرار السفر
         جهة المجهول..
                 .../.../
     .../.../
غدا أحمل أوتار الرحلة
وأتيه كنبي
علني أرسو في ضفة
                         الحقيقة..

الكراسي:

هذا الشاعر المجنون
إلى الفقدان
 مثواه.. !
أحلامه السرابية
تحجب الرؤيا عنه
وعن نوافذ البحر
وتوشح فيه الغياب..

الشاعر:

ما علي
 فوجع العمر
نال منه السؤال
حرقة التيه
والاغتراب..
والهجر المستباح
من ثقب السفر
رأى القارات تسند الخليقة
إلى المشانق الأبدية..
لتسحب إذن الأعمار إلى
أيقونات الحجر..

الراوي:

عيناه نحو الأفق اللامتناهي
تنظران دوما،تتوقعان نزول
النجوم عله تخرق فضاء الغيم
الملثم بالسراب/
 يداه في
رعشة تحملان أحلامه التسع
الناس البسطاء/
 كل ما يحوم
حوله رماد عدا السفر...

الشاعر:

 حيث أحزاني ركام من خريف
الفصول،وأوراقي مسافات
استعارت وجه الرحيل/
 والى
جواري شرفة تتهاوى/
 امرأة
توزع جراحاتي في اللاجدوى
تنتظر انهياري واقفا،
 ثمة
بجعة تغازل أشرعة البعاد
والبحر تركت وجهي يراقص
أحلامه- أنثى هي الحقيقة-
السير إلى نهديها مشانق
تعلو/
وأفاعي الفيافي تتربص
بالأقدام علها تجثو بلسعة
واحدة ليصير الشاعر- الذي
ليس أنا/
 لكن أناي- ترابا
مسفسفا/ ..
 سفر في  اللاجدوى/
سفر
في الموت،
كلاهما الرغبة في فهم
وصايا الروح..

الكراسي:

 تريت..
ربما السفن التشتهيها تأتي..

الشاعر:

انتظرت نصف العمر/
والنصف
الآخر ضاع في الرعب والسؤال
حتى تعلبت أفكاري/
 وأنهار
الشباك
 والجدار تحطم شذرات/
والقصب استوطن مجذافا لقارب
عرفته/
 وما عرفت الأفاق/
ما عرفت
غير الدمار والذات المحاصرة بأسلاك
الليل/
 وصهيل السفر اللايأتي..

الكراسي:

للجنون مسافات تمتد أسئلة
وتنتهي ترسانة للإغتراب..
                    .../.../
                   .../.../
توقف قليلا...
تأمل أكثر...
انفرد بكرسي
فكر دون ثرات الآخرين
واصنع لك أحلاما/
      [ أحلامك الجديدة]
ربما...
تعدل عن الرحيل/
عن التيه/
       عن السفر..

الشاعر:

هراء ..
حتى الكراسي التي ظلت دوما شاغرة
تفكر الآن ..
وبمن..؟
بأحلامي..
عجبا..
         .../.../   
         .../.../
لا أطيق الفراغ/
 الأرض
التي وهبتني سر الأحلام
التسع اغترابي وانفراد الروح
حكت لي سرا عن نوارس هناك
تغزل الوقت بأعينها/
 تشتهي
مزهرية وألف وردة كتابا ولو
كانت أحرفه معتمة تقرأه/
تنتظر
الرسائل/
والسراح/
 وبطاقات البريد
حتى ولو نسجتها العناكب
في الجدار يقرأها القلب...
                     .../.../
                     .../.../
السؤال حرقة يا رفاق السفر نحو
أعماق الذات/
والكائن دهشة...
                       .../.../
                       .../.../
الملكوت المسيح بقرنفل الغيب ليته
يقترب الآن لاحكي لعصافير الخريف
متاهة الرحلة الآتية...

الكراسي:

لتحكي..
كأن الإصغاء إليك حكمه..
لتحكي اذن...

الشاعر:

البحر منتهى الجنون كي أعبره
أحتاج أشرعة الرماد..
                .../.../
                .../.../
قلبي اليخفق دوما لامرأة من أندلس
العشق تركت عنوان المجهول مفتوحا
لعابرين
فروا بأسرار المحار  وما
عادوا/
ما عاد غير ذرات إلى أورقة
الرمل...
علها تمحو الأثر...
                    .../.../
                    .../.../
برهة وينتهي العالم إلى
يوم الخليقة ...
وانتهي إلى سفر..
-------  ستار -----------%

الرجوع إلى الأعلى