صدر أمس، العدد الجديد من مجلة الدوحة الشهرية، وقد خصصت ملف عددها لشهر ديسمبر، للحرف العربي، وهذا تزامنا مع اليوم العالمي للّغة العربية، المصادف للثامن عشر من ديسمبر من كل سنة، إذ ترى المجلة أن العودة إلى «الحرف العربي» تبدو أكثر من ملحّة، ولهذا كرّست له، ملفًا خاصًا، حمل عنوان «الحرف العربي الجريح»، جاء في مقدمته: «في هذا الملف، نفتح جراح الحرف العربي، كما نظلّ على أيامه السعيدة، وما يتخلّل هذه العملية من قضايا وإشكالات فنية وثقافية ونقدية تقع في صميم التعبير عن الهوية والانتماء»، وقد ساهم فيه عدد من الكتّاب والمثقفين العرب، على غرار محمد بنيس، منير الدين زارع موسى، محمد البغدادي وغيرهم، كما كتب رئيس التحرير في الموضوع نفسه عن «روعة الشكل وسحر البيان في الحرف العربي».
وفي قضية العدد، طرحت المجلة واحدة من القضايا الأكثر حساسية في الوقت الراهن: هجرة العرب إلى الضفة الشمالية من البحر المتوسط، حيث سجلت سنة 2014، واحدا من أعلى أرقام الهجرة غير الشرعية، وكتب عدد من المثقفين والكتّاب العرب، من الضفتين، عن هجرة العربي وتبعاتها. وفي باب «المتابعات»، نقرأ مقالا بعنوان «الكولونيالية القديمة في مواجهة نفسها»، عن العلاقة الملتبسة التي تربط المهاجر المغاربي بالمُستعمر الفرنسي القديم، ومقالاً آخر عن «خيبات قارئ نهم» في معرض بيروت العربي للكتاب، كما عادت المجلة إلى تطورات المشهد البوركينابي، عقب عزل الرئيس الأسبق بلاز كومباوري. ويتحدث الكاتب والمفكر الفرنسي المستعرب جيل كيبال، عن الوضع العربي في ذكرى ثورات 2011، متمنيًا جرعة ديمقراطية لمصر. كما ترثي مجلة «الدّوحة» في عددها الجديد الشاعر جورج جرداق، وتسافر مع الروائي السّوداني عبد العزيز بركة الساكن إلى أمكنة كتابة رواياته، كما خصصت في باب الأدب حوارًا مطولاً وشاملاّ مع الروائي الإسباني الشّهير أنريكي بيلا ماتاس، ومقاربة لعوالم الروائي الأميركي بول أوستر، إضافة إلى نصين سرديين: مع نيتشه وضده، وضد المسيرة. كما يطالع القارئ عروضًا لأهمّ الإصدارات الأدبية العربية والأجنبية، وحوارًا مع محمد ملص حول فيلمه «سلّم إلى دمشق»، بالإضافة إلى عروض لبعض الأعمال السينمائية الجديدة الأخرى. وجاء العدد ثريًّا بمقالات كتّاب المجلة. كما صدر عن المجلة كِتاب العدد بعنوان «العصفور الصغير»، وهو عبارة عن مختارات شعرية للشاعر إلياس أبو شبكة.                

نوّارة/ل

الرجوع إلى الأعلى