استعادت أول أمس قرية آث سيدي عثمان الواقعة بمرتفعات دائرة أث واسيف جنوب تيزي وزو،مآثر الشاعر و الصوت الإذاعي المميز محمد بلحنفي الذي توفي عن عمر ناهز 85 عاما، يوم 3 مارس 2012 بالمستشفى الجامعي نذير محمد، إثر تعرضه لوعكة صحية.
شهد صبيحة أول أمس مسقط رأس  الراحل بلحنفي توافدا كبيرا لأصدقائه من الوسط المهني بالقناة الإذاعية الثانية التي التحق بها بداية الستينات، إضافة إلى جموع كبيرة من الجيل الجديد من الشباب للتعرف عن قرب على أعمال الشاعر والصوت الإذاعي الذي ساهم بشكل كبير في التعريف بالهوية الأمازيغية من خلال تقديمه لحصص إذاعية  و سهره على انتقاء المواهب الشابة من الفنانين القبائليين وكان وراء ظهور فرقة لكورال بالقناة الثانية.
 و أشاد أصدقاؤه من القناة الإذاعية الثانية الذين حضروا الوقفة التكريمية بخصاله و إخلاصه  لعمله الذي لم يتركه إلى غاية وفاته، و أجمعوا على أن الراحل سيبقى في الذاكرة ، كقامة فنية كبيرة ، و من أبرز كتاب للاسكاتشات والمسرحيات الإذاعية.
 الراحل آيت طاهر محمد، المعروف باسم محمد بلحنفي من مواليد 7 فيفري 1927 بقرية آث سيدي عثمان بأعالي دائرة آث واسيف، التحق في الفاتح نوفمبر 1954 بصفوف جبهة التحرير الوطني، وعُين مسؤول على المنطقة الثانية بتيارت، ليدخل إلى العاصمة مباشرة بعد الاستقلال ويعمل عبر أمواج الأثير بالإذاعة الوطنية في حصة "لقلام اجديد" بمعنى "القلم الجديد"، عرفه المستمعون بحبه للشعر و الكلمة النابعة من الوجدان،  و نشط حصة للأطفال بعنوان "تيبحيرين ذجيقين ذوامان ايسماضان"، بمعنى "الحدائق، الزهور، والمياه العذبة" منذ سنة 1997، قبل أن يترك الإذاعة و يعود إليها في 2001  ليشرف على برنامج يروي حكايات زمان، أسدل به الستار على مشواره الإذاعي.  أول كتاباته كان ديوانا شعريا سنة 1964، تعاون فيه مع الموسيقار محمد إيقربوشان، كما كتب كلمات أغان لكبار الفنانين أمثال إيدير، الشريف خدام،  مليكة دومران، طاووس وغيرهم.                               سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى