بادرت الفنانة التشكيلية نضال كفاح، إلى إبراز مواهب واعدة في فن الرسم من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث خصصت وقتا لصقل موهبتهم و منحهم الفرصة للتعبير بالريشة و الألوان عن معاناتهم و أحلامهم و تطمح اليوم لتنظيم معرض خاص بأعمالهم المتميّزة، خاصة المكفوفين منهم الذين خاضت معهم تجربة النحت على اللوحة أو الرسم البارز.
الفنانة التي شاركت مؤخرا في معرض تشكيلي نسائي بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تحدثت عن تجربة وصفتها بالمهمة، في مشوارها الفني، مؤكدة بأن احتكاكها بالأطفال المكفوفين و الصم البكم، و ما لمسته لديهم من اهتمام و رغبة في تعلّم فن الرسم، حفزها على تخصيص ساعات لتلقينهم أساسيات هذا الفن، خاصة بعد اكتشافها لبذرة الإبداع لدى بعضهم، مشيرة إلى أهمية الفن في علاج حالة اليأس و الإحباط لديهم و مساعدتهم على استعادة الثقة في أنفسهم.
و ذكرت الفنانة بأن الفضل في تجسيد المبادرة يعود للكشافة الإسلامية التي آمنت بمشروعها و وفرت لها الفضاء لفتح ورشة خاصة، لاقت استحسان الكثيرين و بشكل خاص أولياء هؤلاء الأطفال الموهوبين، مضيفة بأن التجربة ليست بالجديدة و أثبتت نجاعتها في الغرب، و علّقت بأن المكفوفين في بلادنا يخزنون طاقة إبداعية تنتظر من يساعدهم على تفجيرها و جعلها مصدر فخر، و لما لا مصدر رزق لهم في المستقبل.
نضال كفاح التي تنتمي إلى التيار التجريدي التعبيري، قالت أن من حق ذوي الاحتياجات الخاصة أن يستمتعوا بما تجسده أناملهم من تحف، تبعث فيهم الأمل و تخرجهم من عزلتهم، مؤكدة تمتع هؤلاء ببصيرة و مخيّلة واسعة، و طاقة إبداعية تحتاج لمن يحسن توجيهها، مضيفة بأنها تسعى جاهدة لدمج هذه الفئة التي وجدت فيها حسا مرهفا و قدرات فكرية قادرة على صنع المعجزات.
بخصوص إبداعاتها الجديدة، ذكرت الفنانة، بأن اهتمامها منصب حاليا على الطفولة، و قد اختارت رسم جداريات استوحت رسوماتها من عالم الرسوم المتحركة، و ذلك بمختلف فضاءات البراءة، إضافة إلى استعدادها للمشاركة بزخارف تشكيلية تزيّن بها معرضا للطفولة من المنتظر تنظيمه في شهر أفريل بأم البواقي، بالإضافة إلى معارض جماعية أخرى بمختلف مناطق الوطن، حيث ستعيد عرض بعض اللوحات من مجموعاتها السابقة،على غرار  «حنان»، «التفاتة عذراء»، «أوتار» و غيرها من الأعمال التي برزت فيها بالكثير من المعارض.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى