اختير الفيلم الجزائري «السطوح» لمخرجه مرزاق علواش  للمشاركة في مهرجان غالوي السينمائي في ايرلندا، باعتباره من أهم الأفلام التي أنتجت في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة وتم اختياره على أساس فني وسينمائي، لما يملكه من قدرة على إعطاء صورة مقربة عن الجزائر.
 المهرجان السينمائي في دورته التاسعة، الذي يعقد في مدينة غالوي غرب جمهورية إيرلندا، انطلق أمس الجمعة ويستمر إلى غاية  29 ماي الجاري، تشارك فيه  أفلام من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، أين يتم اختيار أفلام استطاعت أن تعطي نموذجا ناجحا حول السينما المستقلة وعن التزامها بقضايا شعوبها والتي ركزت  على الجانب التربوي والاجتماعي، حيث يدخل فيلم السطوح ليمثل أفلام القارة  الإفريقية  وذلك بمناسبة ذكرى «يوم إفريقيا» التي يحتفى بها سنويا كل 25 مايو وتتزامن هذا العام والذكرى 53 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، كما سيمثل القارة الإفريقية رفقة السطوح كل من الفيلم  الموريتاني الطويل «تيمبوكتو»، والفيلم التنزاني «سوكو سونكو»  والوثائقي الطويل «شيلد أند سبير» والذي أنتجته جنوب افريقيا.
الفيلم رغم أنه أنتج منذ ثلاث سنوات فهو مازال يحصد الجوائز العالمية، ولقي الثناء من قبل مخرجين و سينمائين كبار، باعتباره فيلما جزائريا أنتج في الجزائر واقترب من الحياة الواقعية لسكانها وكلف ميزانية مالية ضئيلة جدا، فسطوح علواش يعد نموذجا عن مثابرة السينمائيين والممثلين من أجل إنتاج أفلام جزائرية رغم شح الإمكانيات المالية.
علواش الذي نقل جانبا من ما يعايشه الجزائريون في حياتهم اليومية وبكاميرا متواضعة الإمكانيات، ركز على ما يحدث في سطوح الجزائر العاصمة، أين ينقل لنا ضمن خمس حكايات، الأزمات النفسية والاجتماعية والدينية التي ترتبط بكل سطح من سطوح القصبة، حيث يجتمع فوقها المهمشون والبسطاء والفقراء والحالمون، ناقلا في نفس الوقت وبلهجة جزائرية مفهومة صورة الجزائري الطامح لتحسين وضعيته، فدلالة السطح عند مرزاق علواش فلسفية رغم أن الفيلم اجتماعي بالدرجة الأولى، ففي السطح تظهر الالتهابات والأمراض الجلدية، المخرج يعتبر المدينة كالجسد لا يمكن إنكار ما يعتريها من أمراض وعلل.
المخرج الجزائري ومن خلال فيلمه السطوح حاول الحديث مطولا عن الجزائر، عن حاضرها ومستقبلها برؤية الشباب القابع في السطوح، مشرحا بالمشرط الآفات الاجتماعية الناتجة عن النفاق الديني والسياسي،  مبينا على طريقة المحلل النفسي ما هي الأسباب والدوافع التي أوصلت بالبعض  إلى وضعيات من الحرمان والعنف والجريمة و الإقصاء، منتقدا في نفس الوقت العادات البالية وطقوس الشعوذة التي التصقت التصاقا متينا بالعقلية الجزائرية،  والتي أضحت لا تحترم قيم العمل والإخلاص فيه ، وتبحث عن الخلاص المادي بأي ثمن كان وبأي طريقة.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى