نافورة يوبا الثاني بشرشال «المقضومة» تستفز مشاعر السياح وعشاق الآثار
لا تزال الرؤوس الثلاثة التي تشكل نافورة يوبا الثاني بشرشال مقضومة تستفز مشاعر السياح وعشاق الآثار للوضعية التي آلت إليها أغلى تحفة فنية في الهواء الطلق و التي يعود تاريخها لأزيد من  15 قرنا .
بمجرد أن تقف بالقرب من الساحة العمومية ،يثير انتباهك تجمع عدد من عشاق الآثار القديمة حول نافورة يوبا الثاني التي توصف بأيقونة مدينة شرشال التي تعرضت إلى عمل تخريبي شهر نوفمبر الماضي ،بفعل فاعل لا يزال تحقيق المصالح المختصة جاري لتوقيفه ،في انتظار عملية ترميمها من قبل مختصين ،حيث تضررت ثلاثة رؤوس ضخمة ،تمثل حوريات بحرية  و إله إغريقي ،مصنوعة من مادة الرخام الخالص وهي نفس الرؤوس  المستنسخة ، وفق مصادر مطلعة، المعروضة حاليا بالمتحف الأثري بشرشال الذي يحتوي على كنوز نادرة ،تعود إلى حقب غابرة.
 يوصف يوبا الثاني «52 ق.م» الذي تمتد إمبراطوريته من شرشال إلى شمال المغرب الأقصى بأنه الملك المثقف الذي شجع وناصر الفنون والعلوم والآداب، وكان يتقن عدة لغات وقد ازدهرت في عهد هذا الملك الشاب العلوم والفنون الجميلة والعمران، فكان عصره وفق المراجع التاريخية ، ذهبيا،وتروي المصادر التاريخية بأن ضريحه موجود بالمدفن الملكي الموريتاني مع زوجته كليوباترا سليني، أو ما يسمى  «قبر الرومية» ،وهو عبارة عن هرم مستدير ،يقع بغرب مدينة تيبازة ،ويصنف ضمن التراث العالمي.
يشير أبناء المنطقة أن حادثة الاعتداء المذكورة خلفت حالة من الذهول لأنه لم يكن في الحسبان تعرض مثل هذه الآثار الموجودة في قلب المدينة للتخريب و الاعتداء كما يتوجسون خيفة من أن تطال أثار أخرى موجودة في فضاءات مفتوحة ، فأين وليت بصرك تقع على معلم اثري كما أن أديم الأرض يوحي بوجود مدن مدفونة بفعل تعاقب عدة حضارات  الفينيقية منها التي اتخذت اسم  «إيول»، ثم ازدهرت في عهد القرطاجيين، فيما يعتقد الكثير من العلماء أن شرشال كانت مستعمرة مصرية في منتصف الألف الثانية قبل الميلاد (1500ق.م)، أي قبل العد الفينيقي، بسبب اكتشاف تمثال مصري في شرشال، على خرطوشة الفرعون تحتمس الأول  1482 - 1493 قبل الميلاد، وهو تمثال منحوت من البازلت الأسود وجلسته جلسة الألوهية المصرية، وهو موجود اليوم في متحف المدينة،كما خضعت للسيطرة النوميديين و الرومانيية و الوندال و الحضارة  الإسلامية بعد الفتح الإسلامي أين سميت بشرشال .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى