قررت مجموعة من الأدباء و المثقفين بقالمة و منطقة سهل الجنوب على وجه الخصوص إطلاق مبادرة جديدة لبعث الإبداع و تحريك النشاط الثقافي الراكد، و أعلنوا عن تنظيم تظاهرة ثقافية و فكرية و أدبية جديدة تحت شعار «تاملوكة بين التقاليد و الأدب»، و هذا بداية شهر أفريل القادم موعد بداية الربيع بالسهل الكبير، موطن رعاة الغنم و القمح البليوني الشهير، و موطن الأسطورة العريقة و الملاحم الشعبية الخالدة، و القصص الجميل.  
و قال منظمو التظاهرة الذين يشرفون على صفحة « تاملوكة تقرأ» أمس الثلاثاء، بأن فصل الربيع يرتبط في الذاكرة الشعبية بالكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تقوم بها الأمهات والأطفال لاستقبال هذا الموسم ...
مؤكدين بأن تاملوكة غنية عن التعريف وتعد منطقة فلاحية وأكثر ريفية، و لها زاد وموروث ثقافي متنوع فقد بادرت مجموعة من المثقفين ببعث هذا النشاط لتسليط الضوء على هذا الفصل الجميل بين عادات الأجداد و الأدب، لأن الأدب قصة إنسانية تواكب الفكر و التاريخ و العادات و التقاليد الاجتماعية على مر الزمن.  
و قد ظلت تاملوكة مهدا للزراعة و الأسطورة الشعبية و موطنا للتقاليد العريقة و مجالا خصبا للإبداع و الثقافة و الفن، و بالرغم من التحولات الاقتصادية و الاجتماعية المتسارعة التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة فإنها مازالت محافظة على موروثها الثقافي و وفية لتقاليدها الشعبية العريقة، و هي تحاول اليوم إحياء ذكريات الزمن الجميل و ضخ دماء جديدة قد تعيد الحياة للفعل الثقافي و تدفع به إلى الواجهة بعد سنوات من التراجع و الركود.  
و يعد سهل الجنوب الكبير بقالمة موطنا للقصة و الشعر و الأسطورة الشعبية التي تتحدث عن كفاح الأجداد، و ذكرياتهم بحقول القمح التي سيطر عليها كبار المعمرين و حولوها إلى مزارع للخماسة و العبيد، و الكثير من سكان قالمة و خاصة جيل الاستقلال لا يعرفون إلا القليل من تاريخ المنطقة التي تنام على كنوز أدبية و ثقافية و فكرية و تاريخية لا تقل أهمية عن الطبيعة المتفردة التي وهبت الجمال و الثـروة بسخاء.    
 فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى