حطت، أمس و لأول مرة بعنابة، العيادة الزراعية المتنقلة، في إطار البـرامـج الإرشادية المسطرة  للمـوسـم الفـلاحـي  2018/2019 و سيكون موضوع الاسـتـعـمـال الآمن  للمـبيـدات الـفلاحـي، عنوانا للنقاش بين خبراء و مختصين في المجال الفلاحي وكذا فلاحين وبائعي الأدوية الفلاحية و جميع المهتمين، لكسب المعارف الجديدة في الاستخدام الأمثل للمبيدات و التقليل من مخاطرها على المستهلك، بعد أن أصبحت الخضروات مصدرا لعدة أمراض و هاجسا لدى المواطن.
و استنادا لمسؤولة الإرشاد الفلاحي بمديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، فإن العيادة الزراعية المتنقلة تهدف إلى رفع الوعي، تحسين المستوى المعيشي للمزارعين، من خلال حماية المحاصيل الزراعية و تدريب المزارعين للاستعمال الآمن للمبيدات الزراعية من أجل استدامة التنمية في القطاع الفلاحي، كبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى ولاية عنابة، حيث ستحط العيادة بمـسـتـثـمرة «دوبــابــي عـمـار» بطريق مستشفى  بلديـة الـحـجـار، لتكون مفتوحة على الفلاحين لإجراء تجارب ميدانية و اكتساب تقنيات جديدة في الاستخدام الأمثل للأدوية الفلاحية و حماية محاصيلهم من التلف و الطريقة الصحيحة والفترات المناسبة لاستخدام المبيدات بعقلانية. كما سيقدم مؤطرو العيادة الزراعية تعليمات للفلاحين، لحماية أنفسهم، بذعن طريق اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة بارتداء نظارات وقفازات، إلى جانب الملابس المخصّصة لعمليات الرش بالمبيدات.
و تشير مصادرنا، إلى أن المبيدات أصبحت تشكل خطرا على المستهلك إذا لم يلتزم الفلاحين بتعليمات مهندسي الفلاحة و المتعلقة بجرعات الأدوية و الفيتامينات و كذا الأسمدة المستخدمة، خاصة في فترة الجني، أين يبقى مفعولها بالثمار لا يستوجب تسويقها حسب تأكيد مختصين في الفلاحة للنصر، إلا بعد زوال مفعول الدواء أو المبيد، حسب التعليمات الموجودة في الوصفة أو غلاف الدواء، على الفلاح احترام فترة ما قبل الجني و عدم عرض المنتوج في السوق إلى بعد أيام من انتهاء مفعوله.
و وفقا للمصدر، فإنه سيتم استغلال لقاء الفلاحين مع المختصين في المجال، للتحسيس من مخاطر استخدام المياه القذرة أو الملوثة في السقي، خاصة في فصل صيف، ما ينجم عنه نقل المحاصيل الزراعية للمكروبات و البيكتريا لجسم الإنسان و هو ما يفسره ارتفاع عدد التسممات و الإصابة بمختلف الأمراض في فصل الصيف، نتيجة استهلاك محاصيل زراعية « خضر و فواكه «مسقية بمياه ملوثة، لأن حسب الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث بعنابة، أغلب الفلاحين بشرق البلاد يستغلون مياه الأودية التي تصب فيها النفايات السائلة لسقي محاصيلهم الزراعية لسهولة ربط شبكاتهم بها، أمام انعدام أنظمة سقي بديلة، عبر مياه السدود و الموجهة للفلاحة و هي طريقة مستخدمة بنسبة محدودة جدا بالمساحة الزراعية المسقية.
من جهتهم سيستغل مربو النحل هذا اللقاء، لنقل انشغالاتهم المتعلقة بتأثير الأدوية المستخدمة في البساتين و الحقول على النحل سواء في فصل الربيع أو الصيف، أين تتأثر خلايا النحل سلبا من الاستخدام المفرط للرش بالمبيدات، بمجرد ملامستها لها تموت أو تنقل السموم إلى بيوت الخلايا ما يعرضها للإبادة، يتوجب الأخذ بعين الاعتبار هذا الجانب و التنسيق بين الفلاحين و مربي النحل للإبلاغ عن برنامج الرش و الاحتياطات الواجب إتباعها.                  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى