تحقق رياضة المشي في السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من النساء الجزائريات خاصة من تجاوزن سن الأربعين، مرسخات لثقافة جديدة جعلنها تتماشى و موضة الأحذية الرياضية الخاصة بالمشي التي ترتديها اليوم الشابة و العجوز على حد سواء.
المتنقل بين شوارع وسط مدينة بومرداس و الجزائر العاصمة، خاصة قرب الحدائق العمومية، سينتبه لمجموعات النسوة اللائي ترتدي بعضهن ألبسة رياضية كاملة، بينما تكتفي أخريات بارتداء أحذية رياضية خاصة بالمشي، مع حجاب أو عباءة، و يتنقلن عبر المساحات الخضراء مسجلات عدة دورات، في مشاهد تحولت إلى ما يشبه الظاهرة مؤخرا.
و تعرف هذه الرياضة انتشارا واسعا بين النسوة و  لم تعد مقتصرة على الشابات اللائي نشاهدهن باستمرار في هذه الحدائق، حيث شملت نساء متقدمات في السن، مثلما تقول السيدة ياسمينة البالغة من العمر 58 سنة، مؤكدة بأنها تحرص على ممارسة رياضة المشي على مستوى حديقة النصر بقلب بومرداس، بمعدل 4 مرات أسبوعيا، بعد أن نصحها الطبيب بذلك بسبب معاناتها من ارتفاع ضغط الدم.
و تقول محدثتنا بأنها لا تمشي بمفردها، بل تخرج مع جاراتها الأربع، بعد الانتهاء من أشغال البيت، حيث يخرجن عند الرابعة أو الخامسة مساءا، و يمشين وهن يتبادلن أطراف الحديث و يشربن الماء لمدة ساعة أو ساعتين، و يرتحن في بعض الأحيان من أجل استرجاع أنفاسهن و مواصلة المشي بحماس أكبر، على حد تعبيرها.
و ساهمت موضة الأحذية الرياضية الرائجة في السنوات الأخيرة، في انتشار الظاهرة، حيث خرج ارتداؤها عن المألوف، و لم يعد مقتصرا على الذكور أو الشابات، بل باتت مناسبة لمختلف الأعمار، و تنتشر أنواع كثيرة منها على مستوى الأسواق، بغض النظر عن الأصلية منها و المقلدة، بينما أكدت إحدى السيدات بأنها تشتري أحذية أصلية يتراوح سعرها بين 4 و 8 آلاف دينار 8000 دينار ، سواء تعلق الأمر بالأحذية الطبية أو الرياضية ذات الماركات الرياضية العالمية المعروفة.
المشي وقاية و علاج و رفع للمعنويات
ذكرت السيدة هجيرة بأنها لا تستعمل الأحذية الرياضية فقط من أجل المشي بالحدائق العمومية، بل أصبحت تعتمد عليها في مختلف خرجاتها اليومية، خاصة من أجل التسوق أو قضاء حاجيات أخرى تتعلق بالبيت أو بأفراد العائلة، معتبرة إياها مريحة للغاية و تساعد المسنات على التحرك بكل ثقة و ثبات، كما أكدت .
و إن كانت بعض النسوة توجهن لرياضة المشي لمحاولة التخفيف من أعراض الأمراض التي يعانين منها، فإن أخريات يرين فيها رياضة وقائية من العديد من الأمراض، كما أنها تحافظ على رشاقة أجسامهن، حيث قالت لنا سليمة بأنها تعاني من آلام المفاصل بسبب كثرة الجلوس على الكرسي أثناء العمل، مما أرغمها على الخروج للمشي بشكل منتظم من أجل حماية نفسها من التشنجات و الآلام التي تقول بأنها باتت تزعجها بشكل كبير.
أما عن فوائد ممارسة رياضة المشي خاصة بشكل يومي، فقد أثبتت الدراسات بأنها تجعل المرأة أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي، كما أنها تنشط الدورة الدموية، و تؤخر ظهور علامات الشيخوخة عند الأشخاص الذين يمارسونها باستمرار، كما تساعد على تحسين الذاكرة، كونها تعمل على زيادة تدفق الدم للدماغ. أما بالنسبة للفوائد النفسية، فهي تمنح الشعور بالراحة النفسية و النشاط و الحيوية، و تمنح اللياقة البدنية و ثقة أكبر بالنفس، كما تجدد الطاقة النفسية للفرد و تجعله أكثر إيجابية، و ينصح الأطباء و الأخصائيون بالمشي اليومي و لو لنصف ساعة فقط، لما لذلك من فوائد علاجية و وقائية في الوقت ذاته.             إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى