تعكف العديد من المتطوعات على تحضير 600وجبة غذاء يوميا للمترشحين الأحرار في الدورة الجارية لشهادة البكالوريا ، الموزعين عبر أربعة مراكز امتحان بحي زواغي سليمان، لأنهم بعيدون عن مقر سكناهم بمختلف بلديات ولاية قسنطينة.
المبادرة تحتضنها كل من مدرسة الصفاء القرآنية و مكتب سبل الخيرات، التابع لمسجد فراد بزواغي سليمان ، وتعتبر الثانية من نوعها ، غير أنها أخذت حيزا كبيرا هذه السنة، و تم توسيعها لتشمل الطلبة الموزعين على كل المراكز بذات الحي، حيث يتم توفير وجبات مجانية و صحية لهم ، لتخليصهم من عناء البحث عن محلات و مطاعم لشراء الأكل، مع فتح فضاءات تحتضنهم بين الفترة الصباحية و المسائية لأخذ قسط من الراحة و التخلص من الضغط و التوتر و المراجعة لمن أراد ذلك .
وجبات بأيادي متطوعات
في زيارة النصر للمدرسة القرآنية الصفاء ، و مدرسة مسجد الإخوة فراد بمنطقة زواغي سليمان، وجدنا نسوة متطوعات يعكفن منذ أول يوم من امتحان البكالوريا على إعداد وجبات الغداء للممتحنين، و أغلبهن مسنات يطهون مختلف الأطباق بحب و حماس لتكون جاهزة ليتناولها هؤلاء الطلبة.
في حين أوكلت مهمة تحضير الطاولات و إعداد السلطات إلى فتيات متطوعات ، يقمن أيضا بوضع قطع الخبز و الفواكه في أكياس بلاستيكية، ثم في سلال كبيرة ليسهل توزيعها في ما بعد على الطلبة ، الذين يبدأون في التوافد مباشرة بعد انتهاء الفترة الصباحية من الامتحان.
و تحضر هؤلاء النساء أزيد من 600 وجبة يوميا ، منها الجاهزة على شكل سوندويشات توزع على مستوى مكتب سبل الخيرات لمسجد الإخوة فراد الذي خصص للطالبات قاعات تضم كراس و طاولات لتناول العام ، مع توفير قارورات ماء بارد ، إلى جانب مصلى و غرفة مخصصة للمطالعة ، فيما يفضل الطلبة الذكور تناول الأكل بالقرب من المصلى الذي يقصدونه مباشرة بعد الانتهاء من الأكل من أجل الراحة و مراجعة الدروس.
أما بمدرسة الصفاء القرآنية فالوجبات المقدمة للطلبة عبارة عن أطباق متنوعة ، أغلبها تقليدية، يتم اختيارها بعد التشاور مع الطلبة ، و تحضرها بعض النسوة و تلبية لرغباتهم و لمنحهم الإحساس بالراحة ، بعيدا عن منازلهم، خاصة و أنهم من فئة الطلبة الأحرار و أغلبهم قدموا من مناطق بعيدة، كما تقدمن لهم السلطات و الفواكه و المياه المعدنية .
نساء من عدة قطاعات يسهرن على راحة الطلبة
لفت انتباهنا حماس المتطوعات لأداء مهامهن التضامنية طيلة الأسبوع الجاري، بيتهن طهروش شهيناز ، و هي فتاة في مقتبل العمر، شاركت السنة الفارطة في نفس المبادرة ، و أصرت على تكرار التجربة التي تم التحضير لها منذ شهر رمضان، بالتنسيق مع عدد من نساء الحي ، و تقوم رفقة زميلاتها بجمع المواد الغذائية و تجهيز كل المستلزمات، لتحضير مختلف الأطباق.
و أخبرتنا أنها تبدأ عملها التطوعي في حدود التاسعة صباحا من خلال ترتيب الطاولات، وضع المياه في المبردات ، إلى جانب مساعدة النساء في الطهي، ثم توزيع الوجبات على الطلبة و بعدها تنظيف المكان.
منصوري فريدة و سلال آمال طبيبتان بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية منتوري بشير بحي زواغي سليمان، جمعهن مع 20 امرأة أخرى حب الرياضة ثم انخرطن جميعا بهذه المبادرة، حيث يقمن مساء كل يوم منذ بداية الامتحانات، بشراء كل مستلزمات إعداد وجبات الغداء لليوم الموالي. و تشرف فريدة و آمال ، بحكم مهنتهما على مراقبة المواد الاستهلاكية المقدمة للطلبة لضمان سلامتهم، أما السيدة رحال وردة و هي أمينة مكتب سبل الخيرات، فتقوم بمرافقة النسوة المشرفات على الطبخ ، و نقل الوجبات في سيارتها الخاصة، باتجاه مدرسة الصفاء القرآنية لوضعها على الطاولات. و قالت لنا السيدة رحال أنها قامت في السنة الفارطة بنفس التجربة و أسعدها رضا الطلبة الأحرار القادمين من عدة بلديات، و إلى جانب هؤلاء النسوة ،هناك بعض الرجال الذين ساهموا في إنجاح المبادرة على غرار السيد مبروك علاق و هو مدير المدرسة القرآنية الصفاء الذي قرر فتح أبواب المدرسة للمتطوعات و الطلبة و توفير كل الإمكانيات لإنجاح العملية التضامنية.
طلبة يثمنون المبادرة
أعرب عدد من الطلبة للنصر، عن سعادتهم بهذه الالتفاتة الطيبة و المبادرة الحسنة التي استفادوا منها، خاصة أنهم من الطلبة الأحرار القادمين من عدة جهات من الولاية، فمنهم من يقطن بعين عبيد ، حامة بوزيان، بوالصوف ، وسط المدينة و غيرها من المناطق ، ليحميهم المركزان من لسعات الحرارة و يتمكنوا من أخذ قسط من الراحة و كذا المراجعة قبل اختبارات الفترة المسائية.
و أهم من كل ذلك، ضمان وجبات الغداء لهم ، في مبادرة أثلجت صدور كل من تحدثنا إليهم من الطلبة من الجنسين ، و تمنوا تعميمها بمختلف ربوع الولاية ، لتوفير الجو الملائم للطلبة في ظل الطقس الحار، الذي يضطرهم إلى البحث عن مكان مناسب للراحة و المراجعة ، ناهيك عن مشقة البحث عن مطعم.
هيبة عزيون
إعداد و توزيع أكثـر من 600 وجبة يوميا: متطوعـون يتكفلـون بممتحنـي البكالوريــا بحي زواغـي في قسنطينـة
- التفاصيل
-
باحثون في تكنولوجيا المعلومات للنصر: تطـــوّرالخوارزميــات يعقّـد مهمّـــة حمايــة بيانـات المستخـدم
أصبح من الصعب اليوم أن يترك الفرد هاتفه أو يبتعد عن حاسوبه لساعات طويلة، حيث بات يشارك أبسط تفاصيل حياته من صور...
مختصون يؤكدون: الفن يعالج مشاكل الأطفال ويحسن التعلم
يعد العلاج بالفن، إحدى الوسائل التربوية المستخدمة لتعزيز التعلم، وتحسين الصحة النفسية والعاطفية ...
موجهة لأصحاب الحرف والمصانع وقطاع الصحة: طلبة بجامعة قسنطينة يبتكرون آلة ذكية للقطع و التصميم
ابتكر طلبة جامعيون بقسنطينة، آلة ذكية للتحكم الرقمي، تقوم برسم مختلف التصاميم على مواد صلبة مختلفة على غرار...
فقدوا آلاف المتابعين: حملة حظر واسعة ضد مشاهير عالميين بسبب غزة
أحدث وسم «احظروهم» “2024 Blockout” الذي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة، بعد أن زلزل...
لتروي حكايات من تاريخنا: دعوة لإدراج التراث المحلي في كتابة القصة المصوّرة
تلعب القصص المصوّرة دورا حيويا في تنمية مهارات الأطفال الاجتماعية و الفكرية والثقافية، فهي تساعدهم على فهم...
تحدث لأول مرة في الجزائر: مصور يوثق لظاهرة الشفق القطبي من سكيكدة
تمكن المصور الهاوي، همام خليلي، ابن ولاية سكيكدة، من توثيق صورة للشفق القطبي الذي ظهر لأول مرة في...
بمشاركة 400 شخص: تظاهرة ربيع جيـجل تكشف عن سحر غابة سيدي صالح
نظمت أول أمس جمعية السفير للسياحة الطبعة الخامسة لتظاهرة ربيع جيجل، بغابة سيدي صالح بأعالي منطقة إراقن...
نجم برنامج المواهب الروسي وليد هني للنصر: أطمــــح أن أكــــون مدربـــا محترفـا لتقنيات الذاكـرة والحساب الذهنـي
صنع الشاب الجزائري وليد هني، الحدث مؤخرا بفضل تألقه في برنامج روسي للمواهب، وخطف طالب الإعلام...
المخرج ياسين تونسي للنصر: انتظروا الكوميديا الغنائية الراقصة «إزميرالدا» على مسرح قسنطينة
كشف المخرج ياسين تونسي، عن تحضيره لكوميديا غنائية راقصة موجهة للمراهقين، بعنوان «إزميرالدا»، ستعرض في الفاتح...
أصبحت منبعا للتنمر والعنصرية: "الميمــــز" مـن السخريــــة إلى تحريــف الحقيقــــة
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لأشخاص وقعوا في فخ «الميمز» ليتحولوا إلى حديث لدى...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)