استفاد عشرة ضباط، من صفوف خمس مديريات جهوية ساحلية للحماية المدنية نهاية الأسبوع المنصرم، من تكوين متخصص في مجال التدخلات الطارئة و العادية، في السفن و القوارب أشرف عليه خبراء أجانب احتضنهم ميناء جن جن بجيجل.
النصر، وقفت على جانب من الدورة التكوينية التي أقيمت بالوحدة البحرية للحماية المدنية بميناء جن جن،  حيث كانت الانطلاقة في حدود الساعة التاسعة صباحا، أين تجمع ضباط استفادوا من شروحات و توجيهات مفصلة قبل صعودهم إلى السفن التي احتضنت برنامجا تكوينيا نوعيا، أشرف عليه  خبراء من فرنسا و إسبانيا، تضمن شقين الأول نظري و الثاني تطبيقي، حيث كانت البداية بإجراء عملية  مسح شامل لإحدى السفن لمعرفة حجمها و ارتفاعها، و طبيعة المواد التي تنقلها، وحسب أحد الخبراء المكونين، فإنه يتوجب على الضابط، أولا  ربط الاتصال مع قبطان السفينة قبل الصعود إليها، لوضع خطة مبدئية تتماشى مع الجانب الأمني للمركبة البحرية، ليتم بعدها التدخل وفق  التقنيات التي ينص عليها عموما الجانب النظري لهذا النوع من العمليات.
من جهته، أوضح النقيب عيادي أحمد، قائد الوحدة البحرية للحماية المدنية بالميناء، بأن الجانب النظري، جد مهم في تكوين الفرد، لأنه يسمح له باكتساب المعرفة و استيفاء أكبر قدر من المعلومات الممكنة لتوظيفها في كل عملية تدخل جديدة، على اعتبار أن التدخلات تختلف في كل مرة باختلاف المعطيات و الأوضاع، وعليه يتوجب على الضباط قبل صعودهم للسفينة  طرح العديد من التساؤلات و إيجاد أجوبة لها، فضلا عن مناقشة عدد من الاحتمالات الواردة، لتجنب الوقوع في سوء التقدير عند التدخل و بالتالي تحمل عواقب قد تكون وخيمة، مضيفا بأن التكوين يتعلق بالسفن المتوقفة في الميناء، أما التي تتعرض لخطر في البحر فتخضع لإجراءات أخرى. رافقنا الضباط إلى داخل إحدى السفن، أين كان في استقبالنا طاقمها و ممثلون عن المسؤولين الأمنيين بالميناء، و توجهنا مباشرة إلى مقصورة التحكم في محرك السفينة التجارية، أين قابلنا المشرف التقني و كابتن السفينة، و الذي قدم للضباط معلومات و شروحات مختلفة حول الباخرة، من جهتهم ذكر الخبراء، بأنه يتوجب على قائد فرقة الإنقاذ و التدخل معرفة العديد من الجوانب التقنية للسفينة، و طبيعة المواد المستعملة، و كذا التسربات إن وجدت، مع الاطلاع على الجانب الأمني و مخطط السفينة، كما لا يجب حسبهم، إغفال طبيعة الحمولة الموجودة، سواء تعلق الأمر بسلع استهلاكية أو مواد بترولية أو سيارات أو عتاد، و قال خبير فرنسي، بأنه في حال وقوع حادث على سطح السفينة، يتوجب مراعاة جانب الحجم الممكن إضافته عند عملية الإنقاذ من أجل الحفاظ على توازنها، موضحا بأن تدخل أعوان الحماية في حالة وقوع حادث خلال مسار الرحلة، يختلف عن التدخل في سفينة بحرية راسية، مؤكدا على ضرورة تحري الدقة في أي إجراء يتم اتخاذه، مع اعتماد خطة أمنية وقائية محكمة، كما نبه الخبير الضباط إلى أهمية التدخل بناء على أوامر قبطان السفينة، و التنسيق معه في كل صغيرة و كبيرة، كونه الوحيد الذي يعرف خباياها و الإجراءات الوقائية الممكن إتباعها على متنها، فالتنسيق الجيد يسهل من عملية التدخل، مشيرا، إلى أن أصعب مرحلة هي تلك التي تخص مقصورة المحرك. وحسب الملازم الأول محديد ياسين، المكلف بالتكوين، فإن الدورة سمحت لضباط الحماية بمعرفة مختلف التدخلات الممكن حدوثها في كل قسم من أقسام السفينة، مؤكدا بأن البرنامج التدريبي الذي استمر لخمسة أيام كاملة أعطى نتائج جيدة، خصوصا و أن البرنامج تضمن إجراء مناورة ميدانية و لم يتوقف عند الجانب النظري، وهو ما أسهم في تعزيز المعارف و الخبرات القاعدية لدى الضباط المكونين، أما المكلفة بالإعلام الملازم أحلام بومالة، فقالت، بأن الدورة جاءت لتجسيد توأمة مؤسساتية بين المديرية العامة للحماية المدنية و مجموعة مختلطة فرنسية، إسبانية لتعزيز و دعم قدرات التدخل لفرق الحماية المدنية، حيث استفاد منها 10 ضباط من مختلف الولايات الساحلية.             
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى