ناقش أول أمس مختصون في الهندسة المدنية طرق توفير الخدمات الصحية و ضمان التعليم للمتمدرسين، بعد وقوع كوارث طبيعة، كالزلازل و الفيضانات والحرائق الكبرى، و دعوا في ملتقى إلى الاشتغال حول كيفية صمود الخدمات الاجتماعية أثناء وقوع كوارث طبيعية، احتضنته جامعة البليدة01 ، إلى عدم إغفال قطاعي الصحة والتعليم ضمن مخططات التكفل أثناء وقوع كارثة طبيعية.
وقال في هذا الإطار رئيس لجنة تنظيم الملتقى، الدكتور رفيق طالب، بأننا تعودنا عند حدوث كارثة طبيعية و منها الزلازل، أو عندما نتطرق للوقاية منها، نتحدث دائما عن المباني، ونغفل باقي الجوانب، مضيفا أن التركيز على المباني يجب ألا يجعلنا نغفل عن جوانب أخرى مهمة كالصحة والتعليم، مشيرا إلى أن الأطقم الطبية والتجهيزات، هي الأخرى مهمة في تسيير الكوارث الطبيعية، و يجب أن نوليها العناية الكافية، كما أن الحاجيات الأساسية التي يحتاجها قطاعي الصحة والتربية يجب دراستها وتقييمها و مراجعتها، إذا كان بها خلل.
و تابع  الدكتور طالب بأن المختصين يسعون من خلال هذا الملتقى الوطني، إلى تقديم نظرة شاملة عن مجمل الخدمات التي يتطلب توفيرها في حالة حدوث كارثة طبيعية، مشيرا إلى أن أول خطوة يجب القيام بها، هي رفع نسبة الوعي لدى عامة الناس و السلطات، خاصة، مشددا أن كل القطاعات مترابطة ويجب خلق وعي جماعي.
وبخصوص دور الهيئة الوطنية لتسيير الكوارث الطبيعية، أوضح المتحدث بأن مهمتها تتمثل في تسيير الكوارث، بمشاركة مختلف القطاعات الوطنية، في حين نحتاج، حسبه، إلى نتائج ملموسة تقدم لصناع القرار قصد تنفيذها، مضيفا بأن مع كل كارثة طبيعة تقع في الجزائر، نلمس تعاون كبير ونية صادقة من طرف السلطات و المواطنين، لكن المشكلة التي تواجهنا هي تسيير الأزمة، داعيا إلى ضرورة ألا تكون القرارات المتخذة في حال حدوث الكوارث متسرعة وارتجالية، بل يجب البحث عن سبل التقليل من آثار الكوارث وتوفير الخدمات اللازمة.
من جهة أخرى أوضح عبد الحميد عفرة مدير مركز بحوث البناء، بأن الهدف من اليوم الدراسي هو البحث عن طرق تقليص حجم الكارثة و آثارها و التكيف مع المخاطر الكبرى، خاصة و أن الجزائر بلد معروف بعدة مخاطر كبرى منها الزلازل، الفيضانات، الحرائق الكبرى، الرياح، الثلوج وغيرها.
و قال في نفس السياق بأن المطلوب ليس انجاز بنايات مضادة للزلازل مثلا ، بل البحث عن طرق التكيف مع هذه المخاطر، من خلال انجاز بنايات متكيفة معها، مشيرا إلى أن دور مركز بحث البناء يتمثل في إعداد بحوث ودراسات لمعرفة هذه المخاطر وإعداد نماذج للبنايات التي تتكيف معها ، من خلال اختيار مواد البناء الملائمة، داعيا إلى دعم البحث العلمي في هذا المجال بالإمكانيات المادية و البشرية من أجل تحقيق نتائج ملائمة.
من جهة أخرى، قام خبير من جامعة كورولا بالولايات المتحدة الأمريكية، بعرض تجربته في هذا المجال، وتحدث عن مشروع اتفاقية مع جامعة البليدة01 لدعم البحث العلمي والمساهمة في صمود أكبر وخدمات أفضل في حالة حدوث كوارث طبيعية.
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى