أجبرت الأزمة الصحية التي يعيشها العالم اليوم الجزائريون على البقاء في منازلهم كإجراء وقائي من وباء كورونا، و هو وضع استغله البعض في ممارسة هواياتهم، سواء المطالعة أو العزف، في حين فضل آخرون مشاهدة الأفلام، و استغلوا  صفحاتهم على مواقع التواصل، لاقتراح عناوين أفلام أعجبتهم، و تقديم ملخص مختصر عنها.
يبحث رواد  مواقع التواصل الاجتماعي عما يسليهم و يرفه عنهم، لمجابهة الملل الناجم عن التزامهم بالبقاء في بيوتهم، لمنع تفشي العدوى، و كذا لمحاربة الهلع والقلق المسيطرين هذه الأيام، حيث نشر أجانب من دول أوروبية، كإيطاليا و إسبانيا و كذا لبنان، فيديوهات صوروها أثناء فترة الحجر الصحي، و هم يعزفون على آلات موسيقية في شرفات بيوتهم، و يتفاعلون مع بعضهم بعض للحفاظ على الرابط الاجتماعي الذي يجمعهم.
و لاحظنا أن أشخاصا في إسبانيا يعزفون موسيقى جنيريك فيلم «تيتانيك»  الشهير في الشرفات، في حين فضل بعض سكان مقاطعة اشبيلية ممارسة الرياضة في الشرفات، و كأنهم في قاعة رياضية .
فيما وجد البعض أن فترة الحجر الصحي، أو إجراءات العزل التي اتخذها البعض من تلقاء أنفسهم، خوفا من انتشار الوباء في بعض الدول التي لم تفرض بعض حظر التجوال، فرصة للاجتماع بأفراد الأسرة بعد أن فرقتهم التكنولوجيا و انشغالات الحياة اليومية، و راحوا يبحثون عن عناوين أفلام عائلية لمشاهدتها معا، مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي كبوابة لتبادل و اقتراح عناوين الأفلام، مع تقديم ملخص أو فكرة عامة عن كل فيلم. اقترح الكثيرون أفلاما تتناسب و الظرف الحالي، تتحدث عن الأوبئة للاستفادة من مضمونها، نذكر منها فيلم « أوت بريك» الذي تم إنتاجه  سنة 1995 ، و الذي يتحدث عن فيروس تفشى في مدينة كاليفورنيا الأمريكية، لينتشر في الولايات المتحدة الأميركية ككل، و هو فيروس مصدره قرد أحضر من الخارج، فيحاول الممثلان داستن هوفمان و مورغان فريمان، احتواء الأزمة ،و أثناء محاولتهما العثور على علاج، يقوم جنرال في الجيش باستخدام الفيروس كسلاح بيولوجي مميت.
كما تم تداول فيلم «عدوى»(كونطاجيون )الذي تم إنتاجه سنة 2011 ، للمخرج ستيفن سوديربرغ، و هو من أبرز الأفلام التي تناولت موضوع تفشي الأوبئة، و يرصد ردود أفعال مسؤولين حكوميين وأشخاص عاديين و أطباء مختصين، أثناء تفشي وباء عالمي، و شارك فيه عدد كبير من النجوم، مثل مات ديمون وكيت وينسليت.  الفيلم الإسباني « اليوم الأخير» (ذا لاست داي) الذي أنتج سنة 2013 ، يحظى بالإقبال، إذ يتناول قصة وباء يقتل الناس بمجرد دخولهم المساحات المفتوحة، و لتجنب الإصابة به يضطرون إلى المكوث بمنازلهم، و هناك عناوين كثيرة أخرى يتم تبادلها بين رواد مواقع التواصل، مثل فيلم «93 يوما»، الذي أنتج عام 2016 ، و يبرز نضال أطباء و مسؤولين حكوميين من أجل السيطرة على تفشي وباء إيبولا المميت، و الفيلم يجسد قصة حقيقية  وقعت في نيجيريا عام 2014، و كذا فيلم « كاريار» الصادر عام 2009، و الذي يروي قصة مجموعة تلجأ إلى مكان بعيد،هروبا من فيروس قاتل، فتنخفض معنوياتها بعد نفاد الغاز المخصص للنجاة،  و فيلم «باندميك» الذي أنتج في جانفي  2020، وهو يرصد خطوات وخطط أطباء من أجل السيطرة على تفشي وباء عالمي، و ينصح الناشط الذي اقترحه، بمتابعته لأنه غني غنيا بالمعلومات المفيدة في  الظروف الراهنة. 
بالمقابل فضل نشطاء الابتعاد عن العناوين التي تبث الرعب في النفوس و تزيد من المخاوف في الظرف الحالي، و اختيار أفلام المتعة و الترفيه التي تنسينا الوباء، مثل فيلم «حرب النجوم»، الذي اعتبره أحد المعلقين ممتازا للمتابعة العائلية، خاصة و أنه يتكون من تسعة أجزاء، و يسافر بالمشاهدين في رحلة طويلة في تاريخ عائلة سكاي وورك و الصراعات في المجرة بين الخير والشر، و لهذه السلسلة نفس مزايا سلسلة «هاري بوتر»، إذ تعد من أفلام الخيال العلمي و المغامرات الفضائية المسلية للغاية بالنسبة للأطفال، ولا توجد بها لقطات مرعبة أو عنيفة، ولا ألفاظ مسيئة، ولا مشاهد عاطفية لا تصلح لكل الأعمار، وفي الوقت ذاته يحبها الكبار، لأنها تناقش مواضيع ناضجة و مهمة.
 كما اقترح أحد النشطاء سلسلة « وحدي في المنزل» ، التي تدور حول الصبي كيفين الذي ينساه أهله في المنزل في احتفالات رأس السنة، فيتعرض المنزل للسطو من قبل مجرمين ، و كذا الفيلم المكسيكي  «ساحر أوز» الذي يعد من الأفلام الشهيرة المناسبة للكبار والصغار، حيث يروي قصة  الفتاة المراهقة دورثي التي تنتقل إلى عالم أوز، و لا تستطيع أن تعود إلى عائلتها وعالمها، وخلال رحلتها الطويلة تعيش الكثير من المغامرات المثيرة، و تتعرف على السحرة الأشرار والطيبين، مما يجعل الفيلم تجربة محببة جدا بالنسبة للأطفال، لكنه يتناول أيضا مواضيع مثل تمرد المراهقين، و أهمية العائلة.
«حفلة نتفلكس» لمشاهدة الأفلام
مع الأصدقاء
من بين الاقتراحات المتداولة نذكر أيضا سلسلة «هاري بوتر» التي تضم ثماني أجزاء مثيرة يمكن أن تتابعها مختلف الفئات العمرية، و كذا عناوين أخرى مثل «الأرنب بيتر» و « مباريات الجوع»، فيما اقترح آخرون أعمالا جزائرية قديمة مثل «عايلة كي ناس» و « امرأتان» و «كرنفال في دشرة» من بطولة عثمان عريوات .
في المقابل أطلقت شركة «نتفلكس» خدمة جديدة مناسبة للظرف الحالي، و تتمثل في مشاهدة أفلام و مسلسلات أثناء الحجر الصحي مع الأصدقاء، للمحافظة على التواصل و محاربة الملل و الوحدة، حيث تتيح متابعة مختلف الأفلام مع أشخاص آخرين من مختلف دول العالم،  من خلال خدمة « نتفلكس بارتي» أو «حفلة نتفلكس»، و يمكن لأي شخص استخدامها من خلال محرك البحث «غوغل» ، و دعت الشركة كل شخص يريد الاستفسار عن الخدمة، التواصل معها من خلال موقع «ديسيدر»
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى