lالنتائج مرتبطة بقاعدة البيانات الطبية
استطاع الشاب حسين بن عبيد المدعو رمزي  من ولاية باتنة، أن يضع برنامج ذكاء اصطناعي يتيح تشخيص أكبر عدد ممكن من حالات الاشتباه بإصابة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في ظرف زمني لا يتعدى الساعة من الزمن عن طريق قاعدة بيانات طبية، يقوم خلالها برنامجه بمقارنتها بحالات أخرى غير معروفة، و أوضح خريج جامعة باتنة 02 في الإعلام الآلي في هذا الحوار مع النصر، بأن عمله عبارة عن خوارزمية و  استغرق  16 يوما من العمل  بالتنسيق مع زميله يونس بوشارب  ، مؤكدا نجاعة البرنامج  وربط مصداقية النتائج بقاعدة البيانات الطبية، وكشف عن عرضه  على مصالح مديرية الصحة لولاية باتنة مثنيا على فتح المجال لتطبيقه .

حاوره: يـاسين عبوبو
النصر: بداية من هو حسين بن عبيد وما تكوينك العلمي؟
أنا شاب جزائري من مواليد 27 أفريل 1990 بولاية باتنة، حاصل على ليسانس في الإعلام الآلي من جامعة مصطفى بن بولعيد –باتنة 02- وأنا جد مهتم بمجال تخصصي، وهذا ما جعلني أسعى للبحث عن آفاق أخرى وفرص للتكوين، حيث تحصلت على ماستر 01 من جامعة قبرص، وبعدها واصلت التكوين في برمجيات أمن الشبكات بالهند، وكنت قد عدت قبل أشهر إلى الجزائر، وأنا أسعى وأبحث دائما في مجال برمجيات الأمن.
النصر: حدثنا عن ابتكارك العلمي الذي يمكن من الكشف عن  أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا بواسطة نظام الإعلام الآلي؟
ما قمت بابتكاره عبارة عن برنامج للذكاء الاصطناعي، بمعنى إن صح التعبير وحتى أبسط لك الفكرة،  هو   يشبه مخ إنسان، وهذا المخ بحاجة إلى ذاكرة، وأنا قمت بإنشاء ذاكرة بحيث تتضمن قاعدة بيانات طبية للحالات المرضية بفيروس كورونا، ويتيح البرنامج مبدئيا انطلاقا من جهاز كمبيوتر واحد فقط تشخيص 05 آلاف حالة في ظرف 56 دقيقة، ويمكن رفع إمكانية الكشف أكثر، وذلك انطلاقا من قاعدة بيانات طبية تتضمن نتائج الجهاز البسيط للكشف بالأشعة.
النصر: كيف خطرت ببالك فكرة البحث عن الخوارزمية التي تسمح بكشف أكبر عدد من الإصابات في ظرف وجيز؟
كما سبق وأخبرتك أنا مهتم بالاشتغال على البرمجيات خاصة في مجال الأمن والصحة، ومنذ عودتي إلى الجزائر بعد إتمام الدراسة بالهند، تفرغت لابتكار برمجيات تستند على الذكاء الاصطناعي، وبما أننا نعيش ظرفا صعبا بسبب انتشار وباء فيروس كورونا، ومما هو ملاحظ في هذا الظرف هو صعوبة تعميم التحاليل الطبية على الأشخاص لتحديد وحصر بؤرة الفيروس، لهذا خطر ببالي العمل على إيجاد خوارزمية تسمح عن طريق نظام الإعلام الآلي بتوسيع أكبر قدر من التشخيص، انطلاقا من قاعدة بيانات طبية، وأشير هنا إلى أن نظام الخوارزمية يعمل بطريقة منطقية في تحليل النتائج، أي أن مصداقية النتائج متوقفة على قاعدة البيانات الطبية التي ترتكز على نتائج كشف الأشعة.
النصر: ما الذي يؤكد نجاعة برنامجك في كشف أكبر حالات الإصابة في ظرف وجيز؟
برنامج الذكاء الاصطناعي الذي اشتغلت عليه، اعتمدت فيه على أسس علمية لبرمجيات معروفة في الإعلام الآلي منها بالخصوص لغة بايفون، ومكتبة أوبن سيفي، وكما سبق وأن ذكرت فإن البرنامج يعمل بطريقة منطقية لا مجال فيها للخطأ، حتى أنه يتأكد من تحليل النتائج عدة مرات وفق قاعدة البيانات الخاصة بنتائج الكشف بأجهزة الأشعة البسيطة، كما أننا قمنا بتجريبه على مستوى المؤسسة الاستشفائية للأمراض الصدرية، وهنا أشكر مدير المؤسسة وطاقمه الإداري على الاستقبال وفسح المجال لنا ، حيث قمنا بتطبيق البرنامج على حالة إيجابية أثبت البرنامج ذلك عدة مرات، في انتظار تعميم التطبيق بعد الحصول على قاعدة بيانات أوسع لتشخيص حالات مرضية.
النصر: ناهيك عن هذا البرنامج، هل لك  مشاريع أخرى سبق و أن اشتغلت عليها؟
قبل ظهور فيروس كورونا وانتشاره، كنت أشتغل على برنامج تطبيق صحي خاص بأمراض السكري والكلى بناء على قاعدة البيانات دائما، وقد توقفت بعد ظهور فيروس كورونا، حيث حولت اهتمامي لإيجاد خوارزمية تسمح بكشف أكبر عدد ممكن من الحالات في ظرف زمني وجيز، كما أشتغل على برنامج كاميرات أمني يسمح للأسلاك الأمنية من الكشف والتعرف على الأشخاص محل بحث والمجرمين بواسطة الكاميرات، انطلاقا من قاعدة البيانات المتصلة بها، التي تتضمن الأشخاص محل بحث مما يساعد على التدخل السريع للقبض عليهم.
النصر: كيف كان صدى ابتكارك لدى السلطات؟
لقد تقدمت بالأمس (الأربعاء) بالمشروع لدى مصالح مديرية الصحة لولاية باتنة، وأنوه برحابة الاستقبال، كما أشكر مدير المؤسسة الاستشفائية للأمراض الصدرية الذي منحني فرصة تجريب البرنامج في انتظار توسيع تطبيقه، والذي يتوقف كما سبق وأن أشرت على قاعدة البيانات الصحية للحالات المرضية، التي يقوم بمقارنتها بالحالات الجديدة وعلى ضوئها يبرز لنا سلبية النتائج من إيجابيتها.
النصر: ما رسالتك للشباب الموهوب لإبراز قدراته وإبداعاته؟
ببساطة أقول للشباب الجزائري المبدع والحامل لأفكار، أن يشمر على سواعده ويبين قدراته دون الالتفات لكل ما قد يحبط معنوياته، وقد أبانت جائحة كورونا عن تمتع شبان بطاقات وقدرات إبداعية هائلة تم توظيفها للتصدي لانتشار الوباء، وما ابتكاري إلا مجهود لتوظيفه في إطار مكافحة وباء كورونا بالسماح بتشخيص أكبر عدد ممكن من الحالات في ظرف وجيز.
ي.ع

الرجوع إلى الأعلى