انضمت عشرات النسوة من مختلف الأعمار ببلدية أم الطوب ولاية سكيكدة إلى المجهود الوطني لمجابهة كورونا، كوفيد 19، فتجندن لخياطة آلاف الكمامات الواقية لتعزيزها كميا والإسهام في تلبية الحاجة منها؛ في هذه الظروف، وتوزيعها مجانا على مستوى المرافق الصحية والأمنية ومصالح النظافة والحماية المدنية و الفضاءات العامة لعموم المواطنين.
المشروع الذي يلاقي نجاحا كبيرا بادر إليه نادي الفتاة التابع لجمعية الإرشاد والإصلاح الذي وجه نداء عاما عبر وسائل التواصل الاجتماعي للإسهام فيه، قبل أن يجد صدى طيبا حيث لبت عشرات النساء من الطالبات الجامعيات والمتخرجات والنساء الماكثات في البيوت النداء وقبلن الانخراط في المسعى على سبيل التبرع، دون أي مقابل.
وفي زيارة قمنا به إلى مقر الجمعية وجدنا النساء موزعات على قاعات الخياطة كخلايا نحل، فبين أكبر مساهمة عن عمر 70 سنة وأصغر مساهمة بـ 12 سنة، تعددت الوظائف، بين من تقطع القماش وتفصله وتكويه، ومن هي منكبة على ماكنة الخياطة تخيط بإبرتها بإتقان، ومن تسهر على تعقيم الكمامات المنجزة قبل إعدادها للتوزيع.
وفي حديث لرئيسة نادي الحياة (ص. فكراش)، أكدت هذه الأخيرة أن النادي اضطر بسبب كثرة المساهمات إلى تقسيم النساء إلى فوجين؛ فوج يشتغل بمقر قاعات الجمعية المتواجد بالمركز الثقافي من الصباح حتى المساء، وقسم يشتغل بالبيوت، حيث وزعت عليهن المواد الأولية لإنتاج الكمامة، وساهمت بعض النساء من بني والبان في هذا المسعى، وفور انتهاء كل خياطة من عملها يتم جمعها تحضيرا لتوزيعها، وكشفت أن النساء اللواتي باشرن عملهن خلال رمضان، ضحين بالكثير من أوقاتهن وأشغالهن في البيوت من أجل إنجاح المشروع وتلبية النداء الوطني، حيث يشعرن بالفخر والاعتزاز وهن يقضين أوقاتهن في الخياطة تحت الحجر المنزلي على حساب إعداد الفطور وحلويات العيد؛ حتى شبههن البعض بأسلافهن اللواتي كن يخطن أعلام الراية الوطنية للثوار والمتظاهرين إبان الثورة التحريرية، ولم تسأل أي منهن أجرا على ما تقوم به، فكلهن يتمنين فقط أن يرفع الله تعالى البلاء وتتجاوز الدولة والمجتمع، أزمة كورونا بأمان وأقل التكاليف، وقالت المتحدثة إن الكمامة المنتجة محليا ذات جودة عالية؛ فهي معقمة جيدا وتتكون من ثلاث طبقات ويمكن غسلها وتشميسها وتعقيمها وإعادة استعمالها عدة مرات.
من جهته رئيس مكتب الجمعية (م. مجراب) أكد أن هذا المشروع ذو بعد ولائي؛ حيث كشف أن الكمامات توزع ولائيا؛ أحيانا بالتنسيق مع بعض المصالح لاسيما مصالح التجارة وأحيانا يكون التوزيع فرديا من قبل الجمعية، وبين أن الجمعية وزعت الكمامات في المرحلة الأولى على المصالح الصحية ومصالح عمال النظافة ومصالح الأمن والحماية المدنية، والبريد، باعتبار أن هذه المصالح على احتكاك بالمواطنين بحكم طبيعة عملها، أما المرحلة الثانية فستخصص للتجار وعموم المواطنين في الفضاءات العامة، وكشف أن مصدر المواد الأولية مساهمة المحسنين من جهة، والقدرات الذاتية للجمعية، متمنيا دعما أكثر بالقماش الذي يعرف ندرة في الظروف الراهنة لإنتاج أكبر عدد ممكن، لاسيما وأن الجمعية نجحت هذا الموسم بالتوازي مع خياطة الكمامات في توزيع قرابة 3500 قفة رمضان بين مواد غذائية ومواد تنظيف وأكياس بطاطا، ناهيك عن مسابقة وطنية في ترتيل القرآن الكريم، وقد أعانها على ذلك سعة مقرها الجديد الذي منحته لها البلدية.
 ع/خ          

الرجوع إلى الأعلى